قال وزير التربية والتعليم الأسبق د. ابراهيم بدران إن قبول الجمعات الرسمية أعدادًا من الطلبة يفوق قدراتها الاستيعابية، سيؤثر على كل مناحي الحياة.
وأضاف، خلال مشاركته في برنامج "دنيا يا ديا" على قناة رؤيا، إنه يتوقع أن يؤدي اكتظاظ الجامعات الرسمية بأعداد كبيرة من الطلبة إلى تراجع مستمر في كل مجال، فالخريجون سيلتحقون بسوق العمل في كل مكان، وهم غير مؤهلين بالشكل المطاوب.
وطالب بدران بإعادة النظر بآليات تمويل التعليم العالي، فالتعليم العالي الجيد مكلف، ففي الأردن تصل تكلفة الطالب الجامعة ما بين 4 إلى 5 آلاف دينارًا سنويًا، بينما تصل في أوروبا إلى 15 ألف دولار، وفي أمريكا أكثر من 30 ألف دولار سنويًا، وهذه التكاليف فوق قدرة الحكومات والأهالي على السواء.
ويقترح بدران تأسيس بنوك متخصصة بتمويل الطلبة بقروض من دون فائدة، على أن يبدأ الطالب تسديد قيمتها بعد التحاقه بالعمل، وهذا من شأنه، إن قيض له أن يحدث، أن يصقل شخصية الطالب، ويجعله يشعر أنه يصوغ مستقبله، ويبدي اهتمامًا أكبر بتعلمه، وفي الوقت نفسه فإن هذا سيخفف من الأعباء على الأسر وعلى الحكومات.
ويرى بدران أن الخيار الآخر، المتمثل في تأسيس صناديق وقفية للجامعات، لا يقل أهمية عن البنوك المتخصصة بقروض الطلبة.
وقال إن ارتفاع عدد الطلاب في الجامعة يتطلب تعيين أعضاء هيئة تدريس جدد، وتوفير مختبرات وقاعات تدريس إضافية، وساحات عامة ومكتبات وملاعب ومرافق عامة إضافية، فإن لم يجري توفير كل ذلك فإن هذا سينعكس على نوعية التعليم.
وأشار إلى أن التعليم بالتلقين في العصر الحديث لم يعد مقبولًا، فالمعلومات متوفرة على شبكة الانترنت، أما المطلوب فهو أن يكتسب الطالب مهارات التفكير النقدي وطرح الأسئلة ومعالجة المشاكل، وهذا لا يمكن تحقيقه في ظل اكتظاظ الجامعات بالطلاب.