وقعت صدامات بعد ظهر السبت في قلب العاصمة الفرنسية عندما اخترق ناشطون راديكاليون مسيرةً مطالبة بالتحرّك من أجل المناخ وأضرموا النار في حاويات نفايات وقاموا بتخريب محال تجارية.
وشهد السبت توتراً في باريس حيث نظمت في الوقت نفسه تظاهرات عدة. فإضافة إلى المسيرة من أجل المناخ، خرجت تظاهرة لمحتجي "السترات الصفراء" المعارضين للسياسية الاجتماعية والمالية التي تنتهجها الحكومة ومسيرة مناهضة لمشروع إصلاح الرواتب التقاعدية.
وعند الساعة 14,00 ت غ، كان قد أوقف 137 شخصاً في أماكن يُحظّر التظاهر فيها ووضع 86 شخصاً قيد الحبس الاحتياطي، وفق ما أعلنت الشرطة.
وشهد بولفار سان ميشال في الحيّ اللاتيني توترات. فقد رشق ناشطون راديكاليون من الحراك اليساري المتطرف "بلاك بلوك" ومن حركة السترات الصفراء، بعضهم يرتدي أقنعة، قوات الأمن بمقذوفات قبل أن يهاجموا مصرفاً.
وأُضرمت النار في حاويات نفايات ما استدعى تدخل رجال الإطفاء.
وبحسب صحافية في وكالة فرانس برس، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة، كما لجأت لاستخدام بنادق تطلق الكرات الوامضة وهو سلاح مثير للجدل تسبب بالعديد من الإصابات خلال تظاهرات سابقة لـ"السترات الصفراء".
وكتبت منظمة غرينبيس في تغريدة "لا تخاطروا وغادروا المسيرة من أجل المناخ. إن شروط مسيرة سلمية ليست مكتملة"، منددة بـ"استخدام الغاز المسيل للدموع على متظاهرين سلميين وعائلات".
في المقابل، دعت منظمات غير حكومية أخرى منظِمة للمسيرة إلى مواصلة التظاهر.
اقرأ أيضاً : آلاف الشرطيين في باريس استعدادا لتظاهرات محتجي "السترات الصفراء"
والمشاركون في المسيرة من أجل المناخ الذين بلغ عددهم آلافا عدة، كانوا يلبون دعوة عدد كبير من المنظمات غير الحكومية، غداة "إضراب عالمي من أجل المناخ"، حتى لو أن التعبئة لم تكن كبيرة في فرنسا. إذ إنهم جمعوا أقل من 10 آلاف أشخاص في العاصمة، بحسب تعداد مركز "أوكورانس" للأبحاث والاستشارات نقلته وسائل إعلام.
وتضاعفت الدعوات من أجل "دمج" تحركات "السترات الصفراء" والناشطين البيئيين.
ورأى جان-كلود البالغ 75 عاماً "جميعنا معاً في المسيرة، شعاراتنا متقاربة، بل هي نفسها".
- "ماكرون مستعد للتدخل" -
وكان من المقرر تنظيم تحركات في مناطق فرنسية أخرى. وفي ليون (وسط شرق)، تجمّع حوالى خمسة آلاف شخص صباحاً في وسط المدينة، بحسب مديرية الشرطة. وكتب على إحدى اللافتات في التظاهرة "أوقفوا الإبادة البيئية".
وفي ظل مخاوف من حصول تجاوزات، ذكّرت اوساط الرئيس الفرنسي بأن إيمانويل ماكرون "دائم الاستعداد للتدخل ويمكن التوجه اليه في اي وقت".
وفي باريس، نشرت السلطات حوالى 7500 عنصر من قوات الأمن مجهّزين بخراطيم مياه وآليات مصفّحة تابعة لجهاز الدرك. وانتشرت في أحياء كاملة من وسط العاصمة دوريات وشرطيون بالزي الرسمي أو من دونه، كانوا يراقبون ويفتشون المارة.
وفي جادة الشانزيليزيه التي تعرّضت لأعمال شغب أثناء تظاهرات سابقة لمحتجي السترات الصفراء، تحصنت بعض المحال التجارية خلف ألواح خشبية.
وقالت الناشطة البيئية بريجيت "يتمّ التعامل معنا كأننا مجرمون".
وتتزامن تظاهرات السبت مع أيام التراث الأوروبي السنوية في نهاية الأسبوع حيث تفتح عادة المباني الخاصة والعامة أمام الزوار.
ولم تمنع التوترات سكان باريس وسياحاً من اغتنام الفرصة لزيارة أماكن عدة في العاصمة. وتمكن بعض الأشخاص، كانوا قد حجزوا أماكنهم، من اكتشاف قصر الإليزيه والاستفادة من حدائق القصر.
وكإجراء وقائي، بقيت بعض المعالم مغلقة على غرار قوس النصر الذي شهد أعمال تخريب كبيرة من جانب متظاهرين في كانون الأول/ديسمبر.