اعتبر تربويون وأولياء أمور وفعاليات اضراب المعلمين بأنه يتنافى مع رسالة المعلم، وان الحوار هو الطريق الأقصر لحلول توافقية، مطالبين بتحكيم العقل ومصلحة الطالب والعودة للحوار.
وقالوا إن من حق أبنائهم بالتعليم أساسي في حياة الفرد وأن الحوار يوصل الى قرارات ترضي جميع الاطراف ولا تضر بحق الطلاب في التعلم.
عبير مقابلة وهي ام لخمسة من الابناء، أكد أن هناك وسائل اخرى للاضراب وللتعبير عن الرأي وإيصال المعلومة.
وبينت أن دور المعلم ياتي بعد الاصل مباشرة وان الهمة القوية لابنائها والتي كانت في بداية الفصل ما لبثت ان تلاشت مع الاضراب لافتة الى انها الان ترزخ تحت ضغط نقلهم الى المدارس الخاصة التي اثبتت جدارتها مؤكدة على اهمية استمرار الحوار.
وقال الصيدلاني اسامة عوض ان دور النقابة في تطوير وتحديث وتوسيع دائرة الخدمات وتحسين حياة المعلم ودخله وامتيازاته اضافة الى تحسين مستوى التعليم وخدمة الطلبة تعليميا مؤكدا على حق الطلاب في التعلم وانه حق لا يساوم عليه من اجل مقاصد واغراض مادية، مشيرا الى ان الحوار والتفاهم هو خير وسيلة وطريقة تفضي الى نتائج ايجابية تخدم به الجميع ولا تؤثر على مصلحة الطلاب.
ويقول الكاتب الصحفي والخبير البيئي المهندس هايل العموش نحن نقدر المعلم كقوة وكمربي اجيال وقدوة وصانع امة ونحترمه لدوره الريادي مضيفا ان الإضراب في أوقات عصيبة على الوطن وبطريقة بعيدة عن تغليب المصلحة العامة والشراكة في تحمل مسؤولية التعليم لأكثر من مليون طالب ليس حلا.
واضاف المهندس العموش الى ان آلية الاضراب بهذه الطريقة غير مجدية اجتماعيا وتعليميا وهناك طرق اخرى بإمكانهم اللجوء إليها مشيرا الى ان القطاع الخاص التعليمي اثبت انه في خندق أهالي الطلبة انتهاء الإضراب انتظام الطلاب في مدارسهم .
كما توافقت آراء خبراء تربويون وسياسيون في الدعوة الى فك اضراب المعلمين مع الاحتفاظ بحقهم المشروع في التعبير عن مطالبهم على طاولة الحوار المنفتح الذي يوازن بين مصالحهم والمصلحة العليا للوطن وفي مقدمة ذلك مصلحة حوالي مليوني طالب وجدوا أنفسهم خارج مقاعد الدراسة بلا ذنب اقترفوه.
واكدوا ان عودة المعلمين الى صفوفهم والانتظام بتدريس الطلبة لا تتعارض مع استمرار النقابة بالتمسك والدفاع عن مطالبها عبر الحوار وصولا لحلول توافقية تاخذ بعين الاعتبار جميع الأبعاد وفق الممكن.
ووجهوا نداء ودعوة الى نقابة المعلمين بضرورة الإسراع بفك الإضراب وتدارك الموقف الذي يزداد صعوبة وتعقيدا مع مرور الايام واللجوء الى المفاوضات والحوار لتحقيق مطالبهم.
ويرى الوزير الاسبق الدكتور قاسم ابو عين ان تفويت فرص التعليم على الطلاب يتناقض ويتعارض مع رسالة المعلم مهما كانت المبررات مؤكدا على انه كان من الاجدى والاجدر ان ندرس ونؤدي رسالتنا وفي ذات الوقت نطالب ونحاور ونضع في نصب اعيننا مجموع التحديات السياسية والاقتصادية التي يمر بها الاردن.
واعتبر ابو عين ان اسلوب تعطيل الدراسة كوسيلة ضغط غير مرغوب فيه وغير مجد، فالحوار هو الاجدى في التوصل الى حلول توافقية و ان مصالح الطلاب يجب ان تتقدم على كل اعتبار وتؤخذ بالحسبان كاولوية.
وقال ان الجميع يؤازر وينتصر لقضايا المعلمين لكن احيانا الظروف الاقتصادية للبلد تحول دون تحقيق المطلوب فورا وتحتاج لوقت للاعداد وطالب باعطاء فرصة للدولة ممثلة بالحكومة للعمل على تحقيق هذه المطالب ضمن الامكانات المتاحة.
واعتبر ابوعين ان عدم قبول طرف من الاطراف بمبدا الحوار والتخندق وراء مواقف مسبقة والابتعاد عن المرونة في التعاطي مع الحدث لن يفضي الى نتيجة والخاسر الاكبر هو طلبتنا بالنهاية علاوة على اضراره بمنظومة التربية والتعليم من جميع جوانبها معتبرا ان الحوار هو الذي يفتح النوافذ امام الحول الواقعية والمنطقية.
واستذكر ابو عين كيف ان المعلمين كانوا يعطون حصصا اضافيا للطلبة قبل بدء الدوام الرسمي وبعد انتهائه دون اي مقابل وانما من باب الحرص على منح كل ما يستطيعون لطلبتهم دون انتظار اي مقابل في الوقت الذي اكد فيه الثقة المطلقة بالمعلمين بتعويض الطلبة ما فاتهم من دروس لكنه حذر من عدم كفاية ذلك اذا استمر الاضراب لفترة اطول لان عملية التعويض ستشكل ارهاقا وضغطا على الطلبة تجعلهم اقل تركيزا وفهما.
وقال التربوي الدكتور قاسم الخطيب مدير ادارة المناهج في وزارة التربية سابقا ومدير تربية قصبة اربد سابقا ان مائدة الحوار هي الطريق الاسلم والاسهل والاسرع والاصح والاقصر والاكثر امانا للخروج بصيغة توافقية بشان الازمة القائمة والناتجة عن اضراب نقابة المعلمين والحفاظ على حقوق الطلبة والمعلمين معتبرا ان حقوق الطلبة تتقدم على كل الحقوق.
واشار الى ان رؤيته تنسجم مع رؤية الشارع واولياء الامور الذين يخشون على مستقبل ابنائهم الطلبة وحذر من عامل الزمن الذي يجري بسرعة وعندها لا يمكن ان تستقيم عملية التعويض وان تمت فانها ستبقى قاصرة عن تدارك ما فات بنفس السوية عندما تكون فترة التوقف اقصر.
وحذر الخطيب من مغبة التهاون في عامل الزمن لانه سيولد ارباكا وضغطا على اطراف المعادلة الطلبة والمعلمين والادارات المدرسية والتربوية وحتى على اولياء الامور والاسر لما ذلك من تبعات لم تكن في حسبانهم.
واشار الخطيب الى ان معايير العدالة ستختل مع مرور الزمن بين طلبة المدارس الخاصة او حتى في بعض المدارس الحكومية التي كسرت الاضراب مما ينتج اختلال وفوارق كبيرة في حقوق الطلبة على تغطية المنهاج بشكل كاف ومريح لافتا الى ان عملية اللجوء الى حذف جزء من المنهاج قياسا على الزمن ستضر بالمنظومة التعليمية في المدارس التي يبنى عليها كاساس في التعليم الجامعي مؤكدا ان الحلول تكمن في الحوار ولا شيء غيره كفيل بتغيير الواقع.
وتتسق رؤية التربوي الدكتور محمد الهيلات مدير تربية سابق مع ذهب اليه ابو عين والخطيب في ان مائدة الحوار هي السبيل الافضل للخروج من الازمة والتوصل الى تفاهمات واتفاقات تفضي الى حل سريع للازمة لان عامل الزمن قد يلعب دورا مؤثرا في ماهية الحلول المرتقبة.
واكد الهيلات على ان المصلحة العليا للطبة تقتضي ايقاف الاضراب والانتظام في الدراسة وفي ذات الوقت الدخول في حوار هادف بعيدا عن التخندق بمواقف مسبقة من جميع الاطراف.
ودعا رئيس فرع حزب المؤتمر الوطني للبناء"زمزم" في اربد المهندس فيصل ابو ذان الى الاسراع بفك الاضراب واعادة الحياة الى مدراسنا والحفاظ على حقوق الطلبة مع احتفاظ المعلمين ونقابتهم بالاستمرار بالحوار في سعيهم لتحقيق مطالبهم مؤكدا ان الجميع يتفهم دور المعلم ورسالته وضرورة تحسين اوضاعه بعيدا عن اللجوء الى الاضراب الذي وصف انعكاساته بالخطيرة على مجمل الاوضاع وفي مقدمتها حقوق الطلبة .
ولفت الى ان الحزب اعلن منذ الاول اليوم للازمة انه مع الحوار الهادف والعقلاني الذي يوصل الى حلول توافقية تاخذ على محمل الجد مصالح جميع الاطراف وتراعي الظروف السياسية والاقتصادية التي يمر بها الاردن.
اقرأ أيضاً : مواطنون وتربويون يطالبون بضرورة استئناف العملية التعليمية