وافقت إيطاليا السبت على السماح لسفينة الإنقاذ "أوشن فايكينغ" بإنزال 82 مهاجراً في ميناء لامبيدوسا (جنوب) بعد قضائها ستة أيام في البحر وذلك إثر التوصل لاتفاق أوروبي لتوزيعهم.
وأفادت منظمة "إس أو إس المتوسط" المشغلة للسفينة السبت عبر تويتر أن "+أوشن فايكينغ+ تلقّت للتو أوامر من مركز تنسيق عمليات الإنقاذ البحري في روما للتوجه إلى لامبيدوسا".
بدوره، أكد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أنه تم التوصل إلى "اتفاق خاص بين إيطاليا وفرنسا وألمانيا والبرتغال ولوكسمبورغ للسماح بإنزال" ركّاب السفينة، مشيراً بذلك إلى الاتفاق على توزيع المهاجرين بين الدول الخمس.
وأضاف "علينا الآن الاتفاق على آلية أوروبية حقيقية مؤقتة".
ووافقت فرنسا وألمانيا على استقبال 25 مهاجرا فيما وافقت إيطاليا على استقبال 10 بالمئة منهم.
ويعد موافقة روما على توفير ملاذ آمن "أوشن فايكينغ" تغييرا في الموقف المتشدد السابق لوزير الداخلية اليميني المتطرف ماتيو سالفيني.
وخلال ولاية سالفيني، واجهت سفن المنظمات الخيرية غرامات وصلت إلى ملايين اليوروهات بالإضافة لتوقيف ربانها وطاقمها واحتجاز السفن.
- "وزراء مسيئين" -
وقال سالفيني بعد الإعلان عن استقبال السفينة "ها قد بدأنا، المرافئ مفتوحة دون حدود".
وتابع أنّ "الحكومة الجديدة تفيد فتح المرافئ، إيطاليا تعود كمخيم لاجئين لاوروبا. وزراء مسيئين يكرهون الإيطاليين".
وكان سالفيني قد أعلن تركه الحكومة الائتلافية الشعبوية الشهر الفائت آملا في تنظيم انتخابات مبكرة.
لكن خطوته ارتدت بنتائج عكسية إذ نجحت حركة خمس نجوم والحزب الديموقراطي (يسار الوسط) في تشكيل حكومة ائتلافية جديدة وبات سالفيني رئيس حزب الرابطة في مقعد المعارضة.
وقضى سالفيني معظم وقته كوزير في سجالات ضد المهاجرين ومنظمات الإغاثة، لكنّ خلفه وزيرة الداخلية الجديدة لوتشيانا لامورغيزي الموظفة التي لا تنتمي إلى أي حزب خبيرة أساسا في شؤون الهجرة.
وقال وزير الخارجية الإيطالي وزعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو الحليف السابق لسالفيني للتلفزيون الإيطالي إنه "تم توفير ملاذ آمن للسفينة لأن الاتحاد الأوروبي وافق على طلبنا لأخذ معظم المهاجرين".
وأفادت منظمة أطباء بلا حدود، التي تشرف على السفينة إلى جانب "إس أو إس المتوسط"، أن المهاجرين هم 58 رجلاً وست نساء و18 طفلاً.
وتابعت المنظمة أن المهاجرين الذين تركوا ليبيا الغارقة في النزاع "أبلغوا اطباءنا أنهم تعرضوا للحرق ببلاستيك منصهر وضُربوا بعصي خشبية ومعدنية".
وأوضحت ان "العديد منهم يعانون من مشكلات نفسية وصدمات".
وتسعى إيطاليا لوضع نظام آلي لتوزيع المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في المتوسط بين الدول الأوروبية، وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية مؤخراً.
وبإمكان اتفاق كهذا وضع حد للمفاوضات التي تجري في كل مرة بشأن الجهة التي ستستقبل المهاجرين الذين يتم إنقاذهم أثناء قيامهم بالرحلة المحفوفة بالمخاطر من شمال إفريقيا، والتي علق خلالها طالبو اللجوء في البحر لفترات طويلة.
وأعطت فرنسا وألمانيا الضوء الأخضر للنظام الجديد الذي قد تنضم إليه كذلك كل من لوكسمبورغ ومالطا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا، بحسب صحيفتي "ريبوبليكا" و"ستامبا" الإيطاليتين.
- "عملية مؤلمة" -
وقال وزير الداخلية الألماني ورست زيهوفر إنه بموجب الاتفاق المحتمل ستأخذ بلاده 25 بالمئة من المهاجرين الواصلين لإيطاليا.
وأفاد صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" اليومية أنه حان الوقت لإنهاء "العملية المؤلمة" للجدال بخصوص كل سفينة تحمل مهاجرين تم إنقاذهم.
ومن المقرر أن يناقش رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي النظام الجديد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور روما الاربعاء.
وبعد ذلك سيناقش المقترح بالتفصيل في اجتماع وزراء الداخلية في 23 ايلول في مالطا، قبل القمة الأوروبية في تشرين الاول/اكتوبر في لوكسمبورغ.
واقترح كونتي فرض عقوبات مالية على الدول التي ترفض المشاركة في النظام الجديد لتقاسم المهاجرين.
ورفضت المجر وجمهورية تشيكيا وبولندا وسلوفاكيا مرارا في الماضي استقبال اي مهاجر يتم إنقاذه في البحر.
سيكون نظام التوزيع الآلي حلا مؤقتا قبل مراجعة ما يسمى بـ "قواعد دبلن"، التي تنص على أن المهاجرين مسؤولية الدولة التي يدخلونها أولا.
وفي تقرير نشر الشهر الماضي، قالت وزارة الداخلية الإيطالية إن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية بين آب 2018 وتموز 2019 انخفض بنسبة 80 بالمئة عن الـ 12 شهرا السابقة.