سعى الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، إلى جذب الاستثمارات الآسيوية إلى أقصى شرق روسيا، حيث تم الإعلان عن إطلاق مشروع ضخم للغاز في منطقة القطب الشمالي يستهدف الأسواق الآسيوية.
وأشاد بوتين بأقصى شرق روسيا كوجهة مهمة للاستثمار خلال منتدى الشرق الاقتصادي الذي حضره زعماء آسيويون من بينهم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في فلاديفوستوك على المحيط الهادئ.
وقال بوتين إنّ المنطقة مليئة "باشخاص مجتهدين ومفعمين بالحيوية" و"صناعات للمستقبل" و"أغنى احتياطيات الموارد الطبيعية". وأبلغ حضور الجلسة العامة للمنتدى "استغلوا هذه الفرص".
وتنظم موسكو هذا المنتدى بانتظام منذ العام 2015 في إطار مساعيها لتعزيز علاقاتها مع آسيا وسط توترات مع الغرب.
والخميس، أعلنت المجموعة الروسية "نوفاتيك" إطلاق مشروع ضخم للغاز المسال في القطب الشمالي مع شركاء صينيين ويابانيين وفرنسيين.
وقالت الشركة وهي أكبر منتج مستقل للغاز الطبيعي في روسيا، إن "قرار استثمار نهائيا" تم التوصل إليه بشأن تمويل مشروع الغاز المسال-2 في القطب الشمالي (اركتيك ال ان جي-2) بقيمة 21,3 مليار دولار، الذي يفترض أن ينتج أول شحنة من الغاز المسال في 2023.
وتملك "نوفاتيك" ستين بالمئة من المشروع، مع شركاء هم الفرنسية توتال (10 بالمئة) والصينيتان "تشاينا ناشونال بتروليوم كوربوريشن" (10 بالمئة) و"تشاينا ناشونال اوفشور اويل كوربوريشن الصينيتين" (10 بالمئة)، واليابانية "ميتسوي-جوغميغ" (10 بالمئة).
اقرأ أيضاً : بوتين يتوعد أمريكا
ويقضي المشروع ببناء مصنع لتسييل الغاز الطبيعي في شبه جزيرة جيدان في المنطقة الروسية من القطب الشمالي، ما سيعزز موقع روسيا كمنتج كبير للغاز المسال.
بدروها، أعلنت شركة "سيبور القابضة" الروسية لصناعة البتروكيماويات الخميس توصلها لاتفاق مع عملاق الغاز "غازبروم" لإمدادها بالغاز المسال لمصنع جديد على الحدود مع الصين سينتج البوليمرات لإنتاج البلاستيك الصيني.
وفي كلمته أمام الجلسة العامة، أشاد آبي بالروابط التجارية المتنامية لليابان مع روسيا وتنمية موسكو للقطب الشمالي باستخدام التكنولوجيا الحديثة وسفن إذابة الجليد.
- ربط القطب الشمالي بالمحيط الهادئ -
وقال آبي إنّ مشروع الغاز المسال-2 في القطب الشمالي (اركتيك ال ان جي-2) سيحقق "الربط الكبير" بين المحيط القطبي الشمالي والمحيط الهادئ.
وتابع "لاول مرة في التاريخ البشري، سيصبح هذان المحيطان شيئا واحدا وسيخلق هذا طريق سريع رائع للتوزيع".
وحض آبي بوتين على توقيع معاهدة سلام، لتجاوز خلافات البلدين حول جزر الكوريل الأربع المتنازع عليه.
لكن بوتين قال "من النظرة الأولى، يبدو الأمر سهلا، لكن هناك الكثير من المسائل المتعلقة بتوقيع معاهدة سلام"، مشيرا بشكل خاص إلى التزامات اليابان العسكرية تجاه الولايات المتحدة.
وتقع هذه الجزر البركانية بين بحر أوخوتسك والمحيط الهادئ، وتسميها روسيا "الكوريل الجنوبية" فيما تدعوها اليابان "أراضي الشمال". وتعتبر طوكيو الجزر التي يسكنها 20 ألف شخص وضمها الاتحاد السوفياتي عام 1945، "جزءاً لا يتجزأ من أراضي اليابان".
وقرر آبي وبوتين حلّ المشكلة باعتبارها أولوية، والتقيا 27 مرة منذ عام 2013.
وقال مودي في كلمته أمام المنتدى إنّ الهند تتطلع "للسير يدا في يد مع روسيا في هذه الرحلة الاستشرافية" لتنمية الروابط الاقتصادية في الشرق الاقصى.
وأضاف أنّ الهند ستوفر خط ائتمان يبلغ مليار دولار لدعم الاستثمار في أقصى شرق روسيا.
وقضى مودي وبوتين أغلب وقتيهما في اليوم الأول للمنتدى سويا، حيث جابا حوض بناء سفن تابع للبحرية الروسية وقد وصفا بعضهما البعض بالاصدقاء "المقربين" و"العظماء".
ولم يتم الإعلان عن صفقات رئيسية خلال مباحثاتهما، لكنّهما دعيا في بيان مشترك لتعاون أكبر يتضمن تأسيس شركات مشتركة في الهند لتطوير وصناعة الطيران المدني.
والهند من أبرز مشتري الصناعات العسكرية الروسية ووقع البلدات اتفاقا للإنتاج المشترك لمروحيات كاموف كا-226 العسكرية.
وياتي التحول الروسي نحو آسيا بعد ان تضرر اقتصادها جراء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عليها بعد ضمها شبه جزيرة القرم في العام 2014.
واستضاف بوتين الرئيس الصيني شي جينبينغ في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي في حزيران/يونيو الفائت.