يُصادف اليوم الأربعاء، الحادي والعشرين من آب، الذكرى الخمسين، لإحراق المسجد الأقصى المبارك، ففي مثل هذا اليوم من عام 1969، أقدم اليهودي مايكل روهان، على إشعال النار عمدا في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى المبارك.
وقد أتت النيران على كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة.
كذلك، أتت النيران، على مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ويمثل ذكرى دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مدينة القدس وفتحها، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودي مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.
ولعل عبارة رئيسة وزراء الاحتلال غولدا مائير، في ذلك الوقت، كانت أشبه بصفعة أشد من الحريق، حين قالت: "عندما حرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستسحق. لكن، عندما حل الصباح، أدركت أن العرب في سبات عميق".
حريق المسجد الأقصى قبل نصف قرن في 21 آب/ أغسطس 1969، كان حادثا مدبرا ومفتعلا ومخططا له.
اقرأ أيضاً : الاحتلال يقترب من وضع اللمسات الأخيرة على مشروع 2020.. فيديو
في البداية، زعم الاحتلال أن الحريق كان بفعل تماس كهربائي، وبعد أن أثبت المهندسون العرب أنه تم بفعل فاعل، أعاد الاحتلال تقديم رواية مغايرة بأن شابا أستراليا اسمه دينيس مايكل روهان هو المسؤول عن الحريق، وأنها ستقدمه للمحاكمة.
يعتبر دينيس مايكل روهان -المولود عام 1941- مسيحي صهيوني، كان ينتمي لواحدة من الكنائس الإنجيلية المسيحية باسم "كنيسة الرب العالمية". وكان روهان من أصحاب النزعات المشيحانية (المسيحانية) التي تؤمن بعودة المسيح، وأن شرط ذلك هو "عودة بني إسرائيل إلى أرض فلسطين" وبناء ما يسمى "الهيكل الثالث".
في عام 1974، وبعد ضغوطات من العائلة، وبسبب ما قيل عن وضعه النفسي، عاد روهان إلى أستراليا، وتوفي هناك عام 1995.
وتزعم بعض الروايات أنه توفي في ذلك الوقت أثناء تلقيه للعلاج النفسي، وحتى تاريخ وفاته يؤكد البعض أنه لم يكن يعاني أيا من أعراض الجنون أو أي شيء من هذا القبيل.
وما أن وصلت أنباء الحريق إلى أهالي القدس، حتى انبرى الجميع لمحاولة إطفاء الحريق، وبدورها قامت سلطات الاحتلال بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد، وتعمدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس المحتلة التأخير؛ حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، وجاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله، وساهمت في إطفاء الحريق.
ولا تعتبر جريمة إحراق المسجد الأقصى حدثا منفردا، وإنما هي ضمن سياق عام ورؤيا دينية، وضمن سلسلة من الإجراءات والجرائم التي قام ويقوم بها الاحتلال منذ عام 1948؛ بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية والعربية لمدينة القدس.