نشرت وكالة "الأناضول" التركية، تقريراً لها حول ما أسمته بـ "الارث العثماني" في الجنوب الأردني، وتحديداً في منطقة ضانا بمحافظة الطفيلة.
وقالت "الأناضول في تقريرها" الذي نشرته الجمعة: ان موقع قرية ضانا هو "دلالة واضحة على بعد نظر مؤسسيها في الدولة العثمانية، فهي القرية التراثية الأولى من نوعها".
ويشير التقرير الى ان "المسجد بني في عهد السلطان عبد الحميد"، حيث أنه "مرّ بمراحل ترميم في عامي 1993 و2011، ضمن منحة، وتبلغ مساحته 100 متر مربع، ويعطي للقريه طابعها القديم".
اقرأ أيضاً : المدن التركية وجهة مفضلة للسياح الأردنيين خلال عطلة عيد الأضحى - فيديو
وتالياً نص التقرير كما نشر عبر "الأناضول":
في محافظة الطفيلة الأردنية، على بعد 180 كم جنوب غرب العاصمة عمان، تقع ضانا، وهي قرية يعود إنشاء مبانيها إلى بداية العهد العثماني.
بإطلالة ساحرة، تتميز القرية بموقع حيوي على منحدر مطلٍ على وادي عربة وجبال محمية ضانا الطبيعية، لذا تستحوذ القرية على حواس ناظريها، حيث الهواء العليل والمناظر الخلابة، وأصوات الطيور.
اختيار موقع القرية هو دلالة واضحة على بعد نظر مؤسسيها في الدولة العثمانية، فهي القرية التراثية الأولى من نوعها، وتم ترميمها من أجل السياحة.
في القرية، يقف مسجد ضانا شامخًا بأسلوب بنائه العثماني، خلال عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1842- 1918)، ليمثل شهادة في الحاضر على عبق التاريخ.
يحتفظ المسجد بصلابة البناء العثماني، ولا يزال مكانًا للعبادة، يؤدي فيه أهل القرية فروضهم.
خلود الجرابعة، مديرة سياحة الطفيلة، قالت للأناضول إن "المسجد بني في عهد السلطان عبد الحميد".
وأوضحت أنه "مرّ بمراحل ترميم في عامي 1993 و2011، ضمن منحة، وتبلغ مساحته 100 متر مربع، ويعطي للقريه طابعها القديم".
وفق سالم الخوالدة، دليل بيئي محلي في قرية ضانا، فإن "القرية من أجمل المناطق الموجودة في العالم، وقد ترك التاريخ بصماته فيها، لوجود ينابيع مياه".
وتابع: "مسجد ضانا يعود للعهد العثماني، والدليل هو هلاله الموجود على مأذنته، ولا يزال قائمًا، وهو ليس مكانًا للسياحة وإنما مكانًا للعبادة، حيث تُقام فيه الصلاة حتى يومنا هذا".
وزاد بقوله: "تلك البصمة التاريخية، التي تعود إلى العهد العثماني، لم يتخل عنها التاريخ منذ الزمن القديم".
وأردف الخوالدة: "هذا المكان الروحاني هو سُنة خير تركها الخيرون، وقد أعيد ترميمه عام 1953 من أشخاص جاءوا من يطا قضاء الخليل في فلسطين".
وأوضح أن الترميم في تلك المرحلة "أضاف مادة إضافية، وهي الإسمنت، بعد أن كان يقتصر على الطين والحجر".
ودعا الخوالدة إلى "إعادة ترميم وبناء وتوسعة المسجد من جانب الدولة الأردنية، بالتعاون مع أهل التاريخ الأصيل، والنظر إليه كمسجد في منطقة سياحية تحتضن مختلف جنسيات العالم".
أما رائد حسن علي، مدير السياحة البيئة في محمية ضانا، والتي تديرها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، فقال للأناضول إن "المسجد تأسس مع تأسيس قرية ضانا، ويعود للفترة العثمانية، وعمر القرية 500 سنة، وبنيت على أثار بيزنطية ونبطية ورومانية".
وأضاف أن "البناء في القرية على الطراز العثماني، من خلال استخدام الحجر من المنطقة والأركس والعقود في الغرف، وقد تم إعادة تأهيل المسجد مع تأسيس المحمية من جانب الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عام 1990".
أحمد الغزيوات، أحد أبناء ضانا، قال للأناضول إن قريتهم بنيت على أساس معمار عثماني.
وشدد على ضرورة تواصل الجهات المعنية في الأردن مع نظيرتها التركية لإعادة ترميم وإبراز ملامح القرية القديمة.
فيما قال سليمان القوابعة، مؤرخ أردني من الطفيلة، للأناضول، إن "بناء المساجد العثمانية انتشر أيام السلطان عبد الحميد الثاني، من 1890 وحتى 1908".
وشدد القوابعة على أن مسجد "ضانا هو مثال على التاريخ العثماني الأصيل، ويدل على اهتمام الدولة العثمانية ببناء المساجد، ومنها مسجد الطفيلة الذي يشبه مسجد ضانا ببنائه، وهو من أيام الدولة العثمانية أيضًا".