أدان نائب رئيس المجلس الاستشاري لمجلس حقوق الإنسان جان زيغلر، حكومة الاحتلال ، متهما اياها بانتهاك حقوق الإنسان ومخالفة القانون الدولي، وهي مستمرة بعدوانها وجرائمها التعسفية وتدمير المنازل، الى جانب محاضرتها قطاع غزة، ومع ذلك ما زال مجلس حقوق الإنسان عاجز عن التعامل مع هذه الانتهاكات.
وأضاف في تصريحات صحفية أن الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان لديها الامكانية لمعاقبة الاحتلال ، ومثال ذلك الاتفاق الثنائي للتبادلِ التجاريِ الحر مع الاتحادِ الأوروبي، بينا أن هذا الاتفاق يحتوي على بند أول ينص على أن احترام الأطراف الموقعة لحقوق الانسان هو شرط أساسي لتطبيق بنود الاتفاقية، وفي حال انتهاك أحد الاطراف حقوق الانسان فإن هذا الاتفاق يسقط.
ويرى زيغلر أن الرأيِ العامِ الأوروبي، يتبنى بأكثريته استراتيجيةَ مقاطعة " الاحتلال"، وهي الاستراتيجية ذاتُها التي تم تطبيقها مع نظامِ الفصلِ العنصري السابق في جنوب إفريقيا، مستنكرا مساهمة شركات أوروبية في أعمال بناء المستوطنات التي تشيّد في الأرض المحتلة، كتجسيد واضحٍ لخرقِ الإعلانِ العالمي لحقوقِ الإنسان ولمعاهداتِ جنيف الأربعة.
وتطرق إلى قرار مجلس حقوق الإنسان السابق بتكليف المفوض السامي بوضع لائحة بأسماء الشركات الخاصة الأوروبية والمتعددة الجنسيات التي تتعامل مع حكومة الاحتلال، والتي تساهم في تشييد البنية التحتية وبناء المستوطنات، إلا أن الضغوطات الأميركيةَ والغربية منعت هذه اللائحة منَ الصدور، لافتا إلى مدى تأثير اللائحة على المجتمع المدني الأوروبي والمنظمات المدنية والحقوقية والاسرائيلية، وقدرتها على تشكيل رأي عام ضاغط على هذه الشركات، ما يؤكد تواطؤ البعض مع حكومة الاحتلال لتعطيل هذا الاعلان رغم موافقة أكثرية الدول الأعضاء.
وأكد دور الرأي العام والنقابات والجمعيات الاوروبية، في التأثير على حكوماتها من أجل الضغط على اسرائيل لتطبيق معايير حقوق الانسان ومحاسبتها على الانتهاكات.
وقال زيغلر: "مجتمع إسرائيل معقدٌ، ومتعددُ الثقافاتِ ولديه حكومةٌ إمبريالية استعمارية من اليمين المتطرف، لكنْ هناك فئة معارضة ومثقفون استثنائيونَ، ينظرون إلى أن سياسةَ حكومةِ نتنياهو متجهة نحوَ الانتحارِ برفضِها الاعترافَ بالشعبِ الفلسطيني، ووضعِ حد للاحتلال والتفاوض حولَ إقامةِ دولة فلسطينية، هذه الفئة المعارضة الراديكالية والديمقراطية تمنع نهائيا منَ التعبيرِ عن رأيها في أوروبا".
وذّكر زيغلر بزيارته إلى الأرض المحتلة عام 2003 كمقرر خاص بحق الغذاء، مشيرا إلى أن تقريره كشف عن حالة سوء التغذية في الاراضي المحتلة وخاصة في قطاع غزة، والاجراءات التي تفرضها حواجز الاحتلال على البضائع والتي تساهم بتدمير القطاع، وتم تبنيه من مجلس حقوق الانسان والجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتا إلى تعرضه لعاصفة من الشتائم والاساءة لسمعته جراء نشره هذا التقرير.