أكدت منظمة "مواطَنة لحقوق الإنسان" اليمنية غير الحكومية أن الحرب في هذا البلد "لا تدمر يمن الحاضر فحسب، بل كذلك مستقبله"، منددة بعواقب النزاع على الأطفال الذين يتم تجنيدهم بصورة متزايدة للمشاركة في القتال.
ووثقت المنظمة على الأقل "1117 حالة لأطفال جُندوا أو استخدموا لأغراض عسكرية في عام 2018"، بينهم "72 في المائة من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيين)"، وبينهم فتيات.
وشددت رئيسة المنظمة رضية المتوكل التي حضرت إلى باريس لعرض تقريرها السنوي بعنوان "حياة المدنيين في اليمن تذوي: حالة حقوق الإنسان في اليمن للعام 2018"، على ضرورة تشكيل بعثة تحقيق بشكل عاجل ومنحها "تفويضا قويا" لإلقاء الضوء على التجاوزات الجارية في اليمن، متهمة جميع أطراف النزاع بارتكابها.
وقالت خلال مؤتمر صحافي إن "الكثير من الأولاد يلتحقون بخط الجبهة في أحياء كثيرة، حتى بين شريحة السكان الأكثر تعليما، لدينا صور أطفال قتلوا في معارك لا تعود منها سوى الجثث بعد أسبوع أو أسبوعين".
اقرأ أيضاً : تمديد عمل بعثة المراقبة لوقف إطلاق النار في الحديدة اليمنية
وقالت "تجد العائلات صعوبة متزايدة في منع (الأطفال) من الانضمام إلى القتال: ليس من أجل المال فحسب بل كذلك بسبب تلك البيئة العاطفية، لأن رفاقهم قتلوا... وجميع الأطراف، وخصوصا الحوثيين، يتهافتون لتجنيدهم".
وأضافت "يُشجع الإفلات الفعلي من العقاب الذي تتمتع به حاليًا الأطراف المتحاربة على الاستمرار في ارتكاب انتهاكات فظيعة، وتدمير اليمن في هذا الوضع".
وهذه أول مرة توثق فيها منظمة "مواطنة لحقوق الإنسان" التي تحظى بالتقدير، حالات تجنيد قاصرين وفتيات في النزاع المستمر منذ عام 2014 وتسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة.
وجاء في التقرير أن "جميع أطراف النزاع يستخدمون الأطفال للقتال وحراسة الحواجز العسكرية وتوفير الدعم اللوجستي للعمليات العسكرية".