قتل اكثر من مئة في صفوف الجش السوري والفصائل المقاتلة على رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في اشتباكات عنيفة منذ مساء الاربعاء بين الطرفين في شمال غرب سوريا، تزامناً مع مقتل ثمانية مدنيين على الأقل الخميس جراء القصف.
وتتعرّض محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، تديرها هيئة تحرير الشام وتؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة، لتصعيد في القصف منذ أكثر من شهرين، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.
واندلعت الاشتباكات ليل الأربعاء إثر شنّ الفصائل وبينها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) هجوماً تمكنت بموجبه من السيطرة على قرية الحماميات وتلة قربها في ريف حماة الشمالي الغربي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتسببت المعارك بمقتل 57 عنصراً من الجيش السوري و44 مقاتلاً من الفصائل، وفق المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "لا يزال القتال مستمراً الخميس، مع شنّ الجيش السوري هجوماً معاكساً لاستعادة القرية، يتزامن مع قصف جوي ومدفعي لقوات الجيش" على مناطق سيطرة الفصائل.
وأوضح المتحدث العسكري باسم هيئة تحرير الشام أبو خالد الشامي لفرانس برس أن الهجوم بدأ مساء "على مواقع قوات الجيش" في الحماميات قبل أن يتمكنوا من السيطرة على القرية وتلتها.
وتعدّ هذه التلة، وفق الناطق باسم فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" ناجي مصطفى، "استراتيجية جداً لأنها تشرف على طرق إمداد" الجيش السوري.
اقرأ أيضاً : قتلى وجرحى في تفجير عند حاجز لفصائل سورية موالية لأنقرة في عفرين
ويشهد ريف حماة الشمالي منذ أسابيع جولات من المعارك، تسبّبت إحداها في حزيران/يونيو بمقتل 250 مقاتلاً من الطرفين في ثلاثة أيام، بحسب المرصد.
وتتزامن المعارك مع استمرار الغارات على مناطق عدة في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
وقتل مدني على الأقل جراء غارات روسية على بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي الغربي، بينما أوقعت غارات نفذتها قوات الجيش السوري ستة قتلى بينهم طفل في مدينة جسر الشغور في إدلب.
كما قتلت امرأة في قصف للفصائل على بلدة كرناز التي تسيطر عليها قوات الجيش السوري، بحسب المرصد.
وتمسك هيئة تحرير الشام بزمام الأمور إدارياً وعسكرياً في إدلب ومحيطها، حيث تتواجد أيضاً فصائل إسلامية ومقاتلة أقل نفوذاً.
وكانت المنطقة شهدت هدوءاً نسبياً بعد توقيع اتفاق روسي- تركي في أيلول/سبتمبر، نصّ على اقامة منطقة منزوعة السلاح بين الجيش السوري والفصائل، لم يُستكمل تنفيذه. إلا أن الجيش السوري صعّد منذ شباط/فبراير قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية اليها لاحقاً.
ومنذ بدء التصعيد نهاية نيسان/أبريل، قتل أكثر من 570 مدنياً جراء الغارات السورية والروسية، فيما قتل 45 مدنيا في قصف للفصائل المقاتلة والجهادية، وفق المرصد السوري.
وبحسب الأمم المتحدة، تعرّض 25 مرفقاً صحياً على الأقل للقصف منذ بدء التصعيد، فيما أدت المعارك إلى فرار 330 ألف شخص الى مناطق لا يشملها القصف.
- تفجير في عفرين -
على جبهة ثانية في شمال سوريا، قتل 13 شخصاً غالبيتهم مدنيون الخميس في تفجير سيارة مفخخة قرب حاجز لفصائل سورية موالية لأنقرة عند مدخل مدينة عفرين في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتسيطر فصائل سورية موالية لتركيا على منطقة عفرين في محافظة حلب منذ آذار/مارس 2018، إثر هجوم واسع قادته القوات التركية في المنطقة ذات الغالبية الكردية، وتسبب بفرار عشرات الآلاف من سكانها.
وقال عبد الرحمن لفرانس برس إن "السيارة المفخخة انفجرت عند مدخل مدينة عفرين قرب حاجز للفصائل حيث تتجمع الآليات والسيارات للتفتيش".
وتسبّب التفجير بمقتل ثمانية مدنيين بينهم طفلان على الأقل، وأربعة من المقاتلين الموالين لأنقرة، إضافة الى قتيل آخر لم يُعرف ما إذا كان مدنياً أم مقاتلا. كما أصيب أكثر من ثلاثين بجروح، وفق المرصد.
ومن بين القتلى المدنيين بحسب المرصد خمسة يتحدرون من الغوطة الشرقية قرب دمشق، ممن تمّ نقلهم إلى منطقة عفرين بعد اجلائهم من مناطقهم إثر اتفاق مع الحكومة السورية العام الماضي.
وغالباً ما تتعرض المنطقة لتفجيرات واغتيالات تطال قياديين وعناصر من الفصائل الموالية لأنقرة، من دون أن تتبناها أي جهة.
وقال أبو اسلام وهو قائد عسكري لفصيل موال لأنقرة لفرانس برس إن "السيارة عبارة عن شاحنة محمل بمادة +تي أن تي+ وتم تفجيرها في نقطة مكتظة بالمدنيين". واتهم المقاتلين الأكراد بالوقوف خلف التفجير بهدف "ضعضعة الوضع الأمني في المنطقة".
وشنت القوات التركية مع فصائل سورية في 20 كانون الثاني/يناير 2018، هجوماً برياً وجوياً تحت تسمية "غصن الزيتون"، قالت إنه يستهدف مقاتلي الوحدات الكردية الذين تصنّفهم "إرهابيين" في منطقة عفرين. وتمكنت بعد معارك من السيطرة على المنطقة بالكامل.
وأجبرت العمليات العسكرية، وفق الأمم المتحدة، نصف عدد سكان المنطقة البالغ 320 ألفاً، على الفرار. ولم يتمكن العدد الأكبر منهم من العودة إلى منازلهم.
ووجد من تمكنوا من العودة الى مناطقهم، وفق تقرير أعدته لجنة التحقيق حول سوريا التابعة للأمم المتحدة قبل نحو عام، منازلهم قد تحولت الى مأوى لسكان تم إجلاؤهم من الغوطة الشرقية، أو تعرضت للنهب و"جُردت من الأثاث والأجهزة الكهربائية وكل أدوات الزينة".
ويتهم مسؤولون أكراد أنقرة بفرض "تغيير ديموغرافي" في شمال سوريا عبر إخراج المواطنين الأكراد من عفرين والسماح لآخرين عرب بالسكن مكانهم.
وتحدثت منظمات حقوقية بينها العفو الدولية عن "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" تحدث في منطقة عفرين التي كانت تحت سيطرة المقاتلين الأكراد وشكلت أحد أقاليم الإدارة الذاتية في شمال سوريا.
كذلك، انفجرت سيارة مفخخة مساء الخميس أمام بوابة كنيسة في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا، وفق ما شاهد مصور لوكالة فرانس برس.
وأفاد التلفزيون السوري الرسمي بأن التفجير تسبب بإصابة 11 شخصاً، بينما أورد المرصد السوري لحقوق الانسان أن سبعة أشخاص أصيبوا بجروح، ثلاثة منهم في حالة خطرة.
وتقع الكنيسة في حي الوسطى ذي الغالبية المسيحية في المدينة، حيث تحتفظ قوات الجيش بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات.