ركزت جلسة المباحثات الموسعة التي عقدها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ومجموعة من الوزراء اعضاء الفريق الاقتصادي مع المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع في الاتحاد الأوروبي يوهانس هان والوفد رفيع المستوى المرافق، الذي يزور المملكة متابعة لمؤتمر مبادرة لندن ومؤتمر بروكسل الثالث، سبل دعم الاردن لمواجهة التحديات التي يمر بها لا سيما الاقتصادية.
وجرى خلال مباحثات رئيس الوزراء والفريق الوزاري مع الوفد الذي يضم عددا من اهم مؤسسات التمويل الدولية والاوروبية، التاكيد على اهمية توفير الدعم لتنفيذ خارطة الطريق الاصلاحية التي يطبقها الاردن ومصفوفة السياسات للسنوات الخمس المقبلة والتي تشمل الاصلاحات الاقتصادية الرئيسة اللازمة لتوفير فرص العمل للاردنيين وتحقيق التنمية المستدامة.
واكد رئيس الوزراء تقدير الاردن العالي للشراكة التنموية التي تربطه بالاتحاد الاوروبي ومؤسسات التمويل الدولية مثمنا الدعم والمساعدات التي تم تقديمها للاردن خلال الفترة الماضية لتعزيز قدرته على مواجهة التحديات وتعزيز منعة الاقتصاد الاردني في ظل اقليم مضطرب.
ولفت رئيس الوزراء بهذا الصدد الى ان الدعم الذي قدمه الاتحاد الاوروبي للاردن خلال مؤتمري لندن وبروكسل 3 اللذين انعقدا في وقت سابق من هذا العام هو محل تقدير الحكومة والشعب الاردني.
واستعرض الرزاز الاصلاحات التي ينفذها الاردن وخاصة ضمن مصفوفة السياسات للسنوات الخمس القادمة (مصفوفة النمو وفرص العمل)، والتي يؤمل لها احداث اثر ايجابي في معدلات النمو وتوفير فرص عمل، مؤكدا تطلع الاردن لمزيد من التعاون مع الاتحاد الاوروبي والمؤسسات الدولية لايجاد الآليات الكفيلة بتنفيذ محاور هذه الخطة.
واشار رئيس الوزراء الى ان التحدي الابرز الماثل امامنا اليوم يتعلق بمعدل البطالة المرتفع حيث تعمل الحكومة على توفير البيئة المناسبة لاستقطاب الاستثمارات التي تسهم في ايجاد فرص العمل للشباب.
ولفت الى ان قطاع الطاقة في الاردن فرض تحديات حقيقية على الموازنة والمديونية، مشيرا الى أهمية الوقوف على التحديات ووضع خارطة طريق للقطاع تمكنه من تجاوزها بالتشارك مع جميع الجهات المعنية. واكد رئيس الوزراء ان الاصلاحات المالية والاقتصادية التي تم تنفيذها واكبتها سياسات للحماية الاجتماعية لضمان دعم وحماية الطبقة الفقيرة في المجتمع.
من جهته اكد المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع في الاتحاد الأوروبي انه ولاول مرة يتم تشكيل مثل هذا الوفد لزيارة اي دولة، وهذا يعد دليلا على ان الاردن شريك حقيقي ويجب دعمه لمواصلة الانجازات وقصص النجاح التي حققها.
وقال نحن ندرك التحديات التي تواجه الاردن ولاسيما في السنوات التي اعقبت ازمة اللجوء السوري، ونحن هنا للاستماع لوجهات نظر الحكومة والقطاع الخاص الاردني ومؤسسات المجتمع حول سبل دعم جهود الاردن الاصلاحية. واكد دعم الاتحاد الاوروبي والمؤسسات الدولية الممثلة بهذا الوفد لخطة ومصفوفة السنوات الخمس التي يتبناها الاردن.
وقال: "نحن ندعمها بقوة وملتزمون بالمساعدة في تطبيقها". وتناول الحديث خلال المباحثات سبل زيادة الصادرات الاردنية الى الاسواق الاوروبية وتعظيم الاستفادة من تبسيط قواعد المنشأ ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة وتحسين بيئة الاعمال وتخفيض عجز الموازنة وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل.
وضم الوفد ممثلين عن الاتحاد الاوروبي و6 مؤسسات مالية شريكة، هي وكالة التنمية الفرنسية وبنك الاستثمار الاوروبي والبنك الاوروبي لإعادة الاعمار والتنمية وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الالماني ومجموعة البنك الدولي ووزارة التنمية الدولية البريطانية.