شارك المئات من شباب وشابات من جميع محافظات الوطن في الاحتفال بالذكرى العشرين لعيد الجلوس الملكي، الذي حضره جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب اليوم الثلاثاء.
وشهد الاحتفال، الذي أقامته الجامعة الأردنية وجامعات اليرموك ومؤتة والعلوم والتكنولوجيا الأردنية والهاشمية والحسين بن طلال بهذه المناسبة الوطنية، اليوم ويستمر ليوم غد الأربعاء، عرضا لقصص نجاح حققها أبناء وبنات الوطن ومؤسساته في عهد جلالته، وعكست مراحل مهمة في بناء الدولة وتطورها.
وعكس الاحتفال قيم الدولة الأردنية المبنية على الحرية والعدالة والتسامح والكرامة والتضحية والمروءة والأصالة والحداثة والإرادة والريادة والإنجاز، إضافة إلى الثراء والتنوع الذي يتميز به المجتمع الأردني من خلال مشاهد تمثيلية وعروض فلكلورية قدمتها فرق شعبية تمثل جميع محافظات المملكة.
وبالصورة والكلمة والصوت، تم سرد بعض من مراحل تطور الأردن منذ نشأته، خلال مرور جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد بمعرض رمزي عند مدخل قصر الثقافة.
وتوسط جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد في منصة الاحتفال مجموعة من الشباب والشابات المبدعين والرياديين والمتميزين في المجالات العلمية والفنية وخدمة المجتمع والعمل التطوعي من مختلف الجامعات والمدارس والعديد من القطاعات الأخرى.
وبدأ الاحتفال بالسلام الملكي الذي ردده الحضور جلهم من طلبة المدارس والجامعات والمراكز الشبابية والعمل التطوعي، تلاه مشهد تمثيلي يحاكي قصص البناء والإنجاز من خلال حوار بين جد وحفيده وحفيدته، روى فيه الجد مراحل مهمة في تأسيس الدولة، وإرساء مؤسساتها التعليمية والعسكرية والصحية، وكيف كان دور المواطن في عملية البناء وتحقيق الرؤى الملكية.
هذه مراحل شملت قصة إنشاء الجامعة الأردنية، والنصر في معركة الكرامة الخالدة، وتأسيس الخدمات الطبية الملكية، وغيرها من مؤسسات الوطن، مختتما حواره بالحديث عندما بشر جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، الأردنيين بمولد جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث تم استعادة الخطاب وعرضه عبر مشهد فيديو.
وكان صوت الحسين رحمه الله مؤثرا عندما نذر نجله عبدالله لخدمة وطنه وأمته، وقد تحققت رؤيته وثقته بجلالة الملك عبدالله الثاني، حيث قال الحسين آنذاك: "ولسوف يكبر عبدالله ويترعرع، في صفوفكم وبين إخوته وأخواته، من أبنائكم وبناتكم، وحين يشتد به العود ويقوى له الساعد، سيذكر ذلك اللقاء الخالد الذي لقي به كل واحد منكم بشرى مولده، وسيذكر تلك البهجة العميقة، التي شاءت محبتكم ووفاؤكم إلا أن تفجر أنهارها، في كل قلب من قلوبكم، وعندها سيعرف عبدالله كيف يكون كأبيه، الخادم المخلص لهذه الأسرة، والجندي الأمين، في جيش العروبة والإسلام".
وتبع صوت الملك الحسين رحمه الله، رسالة تلفزيونية مصورة لسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وجهها لوالده جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الاحتفال، قال فيها "أبي ومليكي... حملت إرث أبيك، وسرت على خطاه ... فكما كان جدي الحسين، رحمه الله، كنت أنت: قائدا معطاء صابرا مستبشرا، ومحبا لأمته، تحمل على كتفيك واجبا كرست حياتك لأجله.
تعلمت منك أن الشكر يزيد في النعمة، وأن محبة الناس مفتاح لقلوبهم، وأن القائد المخلص هو الذي يتفانى في عمله بكل عزيمة وإصرار؛ فكنت لنا قدوة للخلق الهاشمي المستند إلى تقوى الله، سبحانه وتعالى.
لقد نذرتني، كما نذركم جدي الحسين، رحمه الله، لخدمة هذا البلد العظيم. فبإذن الله، سأبقى وشعبك الوفي سندا لكم وعونا، نخدم أرض الأردن، أرض المجد والكرامة".
وعودة إلى المشهد التمثيلي بين الجد وحفيده وحفيدته الذي أداه الفنان القدير حابس حسين والشاب حسن خمايسة والطفلة لمار القرعان، كانت قصيدة "على العهد" للشاعر صفوان قديسات حاضرة حينما بدأ الحفيد قراءة مطلعها "أردن يا آفاق هذا المدى .. بارك على مر الزمان الندى"، ليتبع ذلك ظهور الفنانة الأردنية نداء شرارة على المسرح برفقة الكورال الشبابي وأوركسترا المعهد الوطني للموسيقى، حيث صدحت بمغناة "على العهد".
وفي عودة أخرى للمشهد التمثيلي، بدأ الحفيد بعد أن عاهد جده بالمضي في مواصلة مسيرة البناء والإنجاز في الأردن، حيث بدأت بالظهور على الشاشة تشكيلات رقمية تعكس التطور والتغير المتسارع الذي طال قطاعات كثيرة، ومع النماذج المصورة في الفيديو تم استحضار قصص نجاح لشباب وشابات الوطن ومؤسساته داخل الأردن وخارجه، في مشهد تفاعلي بين الشاشة وأصحاب الإنجازات المتواجدين بين الحضور.
وعرض خلال الاحتفال فقرات فلكلورية وتراثية أردنية قدمتها فرق تمثل جميع محافظات المملكة، وتعكس التنوع الثقافي والفني فيها، رافق هذه العروض فيديوهات لأبرز المعالم الأثرية في كل محافظة.
واختتم الاحتفال بوصلات كورالية قدمتها جميع الفرق التي وقفت على المسرح بمشاركة الفنانين محمد رمضان، ويحيى صويص، وأمل إبراهيم، ومارتينا مجدي، حيث رسموا جميعا لوحة فنية تفاعل معها الحضور، ورفعت فيها الأعلام الأردنية.
وشارك في الاحتفال فرقة وكورال الجامعة الأردنية، وفرقة جامعة اليرموك للكورال والموسيقى الشرقية، وفرقة وكورال جامعة مؤتة، وهيئة شباب كلنا الأردن، وموسيقات القوات المسلحة الأردنية، وفرق الرمثا للفلكلور الشعبي، والسلط للفنون الشعبية، ونادي إبداع الكرك، وكفرنجة، والحسين الموسيقية، والبادية للفنون الشعبية، ومادبا لإحياء التراث، وأمانة عمّان.
كما شاركت أيضا فرق ألبروز، وجمعية بني معروف لإحياء التراث، وجبال الطفيلة، وتراث معان، والعقبة البحرية للفنون الشعبية، والراجف لإحياء التراث، فيما أشرف على الفقرات الفنية الموسيقار طلال أبو الراغب، والموزع الموسيقي أحمد رامي.