يقول خبراء الصحة والأسرة، إنّ وجود فكرة الطلاق تعيق الدافع لتحسين العلاقة، ولذلك يجب إزالة فكرة أنّ الحياة خارج نطاق الزواج ستكون أفضل، وبدلاً من ذلك التفكير في ما يمكن فعله وليس ما لا يمكن فعله.
وهنالك الكثير ممن يعتقدون أن الزواج السعيد لا يعاني من المشاجرات، بل على العكس فإن المشاحنات دليل على قوة العلاقة وأن طرفيها غير مستعدين بعد للتخلي عنها.
وفي السياق، يضع موقع "إن بي سي نيوز" شرطا أساسيا من دونه لا يمكن تحقيق أي من الأمور الأخرى، وهو ضبط الأعصاب والإمساك بزمام الكلمات.
هذه هي الخطوة الأساسية التي من دونها سيتحول أي نقاش محتدم إلى مشاجرة حامية الوطيس تترك الزوجين أبعد عن بعضهما بعضا.
اقرأ أيضاً : خبير أسري: 50% من حالات الطلاق في الأردن سببها "إدمان الانترنت" - فيديو
ففي حال وجدتم أنفسكم قد بدأتم التوتر، فمن الأفضل أن تطلبوا "هدنة" بضع دقائق لترتيب الأفكار واستعادة الهدوء مجددا.
وعلى عكس الشائع بأنه لا يجب الخلود للنوم لحظة وجود مشاكل عالقة بينكما، فإن موقع "واشنطن بوست" يؤكد أنه في بعض الحالات يمكن الذهاب للنوم قبل تسوية الخلاف.
فهناك أنواع من الشجارات التي يستلزم حلها الكثير من الهدوء وضبط النفس، وإلا فسينتهي الشجار بطريقة سيئة.
هنا قد يصبح من المحتم النوم دون التصالح أو الوصول لحل كفترة "هدنة طويلة نسبيا"، لكن يجب التأكد أولا أنكما لا تمانعان في ذلك.
الاستماع الجيد
أثناء النقاش أو الشجار، يجب أن يحترم أحدكما الآخر وأن يكون الشجار حضاريا. يتمثل هذا الاحترام في بعض الأمور مثل عدم المقاطعة أثناء الحديث وعدم رفع الصوت أو استخدام إساءات لفظية.
فالمقاطعة تشير إلى رغبة المقاطع في التحكم بتفكير من أمامه ورغبته الدائمة في الرد على الكلام الموجه له بدلا من الاستماع الحقيقي لوجهة نظره، وهذان الأمران لا يساهمان في خلق بيئة صحية بين الزوجين.
الأمر نفسه ينطبق على تحضير الردود بشكل مسبق أو إجراء تدريب على المشاجرة في الذهن قبل خوضها بالفعل، فهذا يعني أنكم لا تستمعون حقا لشكوى الطرف الآخر.
لذا في المرة القادمة التي تشعرون فيها أنكم توقفتم عن الاهتمام الحقيقي بما يقال، وبدأتم تجهيز الردود، حاولوا صرف هذه الأفكار والتركيز على كلمات شريككم.
كما أنه في حال شعرتم أن الطرف الآخر يقول أمورا غير واضحة بشكل قاطع، لا تتسرعوا بوضع افتراضات واستنتاجات لكلامه، بل اسألوا بشكل مباشر ودون حدة عن المعنى وراء تلك الكلمات، فكم من مشاحنات بدأت أو احتدمت بسبب فهم خاطئ وغير حقيقي.
ترك الماضي وأوراق الضغط
يجب أن نتذكر أن الهدف من الشجار هو التعبير عن المشاعر والآراء وعدم كبتها، لذا فإن ذكر أخطاء ماضي الطرف الآخر كوسيلة هجومية لا تتفق مع محاولات الإصلاح ولا تليق بمحبين، لذا حاولوا دائما الابتعاد عن ذكر المساوئ الشخصية والمواقف السلبية السابقة، والتزموا قدر الإمكان بالأمر الذي تتشاجرون بشأنه، ولا تنجرفوا وراء أمور أخرى فتأخذكم معها في دوامة لا فكاك منها.
يجب الانتباه للمكان الذي تتشاجرون فيه، فيجب ألا يكون هذا المكان خاصا بطرف دون الآخر، مثل منزل أهل أحد الأطراف دون الآخر، لأن الشجار في هذا المكان يكسب صاحبه قوى نفسية قد لا يشعر بها، لكن الطرف الثاني يشعر بها بالتأكيد.
اقرأ أيضاً : مصرية للمحكمة: "عاوزة أطلق من زوجي لأنه بخيل"
وبحسب موقع "فور يور ماريج"، فإنه يجب دائما الحفاظ على سرية هذه المشاجرات دون أن يعلم أي طرف ثالث بشأنها، مع إمكانية اللجوء لمتخصصين في حالة عدم الوصول لحل مرض لطرفي العلاقة، ومن المفضل دائما وأبدا إبعاد الأهل والأطفال عن هذه النوعية من المشاكل.
من أوراق الضغط الواجب الابتعاد عنها في مثل هذه الأوقات: المعرفة الوطيدة لأحدكما بالآخر، فإن تم استخدام هذه المعرفة للضغط على نقاط ضعف شريككم، فقد يؤدي هذا إلى تفاقم المشكلة بدلا من التوصل إلى حل لها.
لا منتصر ولا خاسر
لا يوجد منتصر وخاسر في الشجارات الزوجية، ولكن يوجد إما زوجان منتصران أو زوجان خاسران.
لذا لا تصمموا على رأيكم من أجل العناد أو لمجرد فرض الرأي، لأنه في النهاية هذا الموقف لا يمثل سوى مجرد نقاش، وستكملان حياتكما معا بعد التصالح.
إن إدراك الخطأ والاعتراف به وتحمل مسؤوليته ثم الاعتذار عنه أمر مهم للاستمرار في الحياة معا بنفوس صافية، لأن كل طرف يعلم أن الآخر لن يتجنى عليه في أي وقت ولن يكابر في الاعتراف بالخطأ أو يترفع عن الاعتذار، ويؤكد على الرابط المقدس الذي يجمعكما كزوجين.