الملك يحضر مأدبة عشاء رسمية أقامتها رئيسة سنغافورة

الأردن
نشر: 2019-06-21 10:22 آخر تحديث: 2019-06-21 10:22
الملك عبدالله الثاني في قصر إستانا الرئاسي
الملك عبدالله الثاني في قصر إستانا الرئاسي

حضر جلالة الملك عبدالله الثاني مأدبة العشاء الرسمية التي أقامتها رئيسة جمهورية سنغافورة حليمة يعقوب في قصر استانا الرئاسي اليوم الخميس، تكريما لجلالته والوفد المرافق، بحضور عدد من كبار المسؤولين السنغافوريين.

وأكد جلالته، في كلمة خلال مأدبة العشاء، التي حضرها سمو الأمير هاشم بن الحسين كبير أمناء جلالة الملك، وسمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي لجلالته، عمق العلاقات الأردنية السنغافورية، والحرص على توطيدها في مختلف المجالات.

وعبر جلالته عن سعادته لزيارة سنغافورة مرة أخرى، وعن شكره للرئيسة السنغافورية على المباحثات المثمرة، والدعوة إلى المؤتمر الدولي "مجتمعات متماسكة"، وقال "شراكتنا في هذه المبادرة وغيرها من المبادرات العالمية تعكس تاريخا طويلا مشتركا بين بلدينا وشعبينا".

وأضاف جلالته "كان والدي المغفور له جلالة الملك الحسين دائماً يذكرني بأن الأردن في عام 1965 كان أحد الداعمين الأربعة لعضوية سنغافورة في الأمم المتحدة. ومنذ التسعينيات، تشرفت وبكل سرور، وبصفتي العسكرية آنذاك، ببناء علاقات قوية مع القوات المسلحة السنغافورية. فهناك العديد من الأصدقاء الذين عرفناهم لسنوات طويلة. وأود أن أشكر حكومتكم على الفرصة الرائعة في الأمس لإعادة التواصل مع أصدقائي في القوات المسلحة".

وقال جلالة الملك إن العلاقات الأردنية السنغافورية مستمرة بالتوسع، ونتطلع إلى مجالات جديدة للشراكة.

وأضاف جلالته "عندما ننظر إلى التحديات الإقليمية التي تواجه بلدنا ومنطقتنا، وأيضاً تلك التي تواجه منطقة جنوب شرق آسيا، سنجد أمامنا العديد من الفرص الجديدة والخطوات التي يمكننا أن نمضي بها لتوثيق علاقاتنا".

وأضاف "أشكر حكومتكم ثانية بالنيابة عن القطاع الخاص الأردني على اللقاء الذي عقد اليوم وعلى الجهود التي بذلت على مدار اليومين لتحديد الفرص في قطاعات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعليم والطاقة المتجددة والسياحة العلاجية والخدمات المهنية".

وتابع جلالته "هذه المناقشات كانت في غاية التنظيم. وعلينا الآن، كما أشرت أن نتأكد من متابعة مخرجات النقاشات لضمان نتائج ضمن التوقعات".

وقال "نحن نقدر بشدة التزامكم بقيم التعايش المشترك والتسامح والاعتدال، وهي القيم التي تمثلونها في تعاملكم مع مختلف القضايا".

بدورها، أعربت رئيسة جمهورية سنغافورة حليمة يعقوب، في كلمتها، عن ترحيبها بجلالة الملك في سنغافورة، وقالت "جلالة الملك يعرف بلدنا جيدا، حيث أن هذه هي الزيارة الثالثة لسنغافورة، وأنتم هنا حقا بين أصدقائكم".

وأعربت الرئيسة حليمة عن تقديرها لجلالة الملك لقبول الدعوة بإلقاء الكلمة الرئيسة في افتتاح المؤتمر الدولي "مجتمعات متماسكة".

وقالت "لقد كنتم على الدوام يا جلالة الملك قائدا مؤثرا في نشر رسالة الاعتدال وقيم الحوار بين الأديان والتسامح. وسنغافورة، كمجتمع متعدد الأعراق والأديان، تثمن جهودكم ومساهماتكم العديدة في هذا المجال".

وأضافت "لقد كان لي الشرف الكبير في سماع رؤاكم القيمة في المؤتمر الدولي "مجتمعات متماسكة"، وأنا واثقة بأن كلماتكم الحكيمة سيكون لها أثر إيجابي ودائم ليس فقط في منطقتينا ولكن في أنحاء مختلفة من العالم".

وتابعت قائلة "في ظل ما يشهده العالم من استقطاب متزايد حيث نرى الانقسامات العرقية والدينية والمبنية على الهوية، فنحن بأمس الحاجة لأصوات الاعتدال والمنطق القوية والمدافعين عن السلام بين قادة العالم، من أجل حماية عالمنا من التفكك. وأنتم يا جلالة الملك تمثلون أحد هذه الأصوات".

وقالت الرئيسة حليمة "العلاقات بين سنغافورة والأردن في نمو مستمر، وهناك تبادل إيجابي ومنتظم للزيارات عالية المستوى بيننا".

وأضافت "كدولتين صغيرتين محدودتي الموارد، يجب على الأردن وسنغافورة التعامل مع التحديات الخارجية بمرونة وحيوية، وأتمنى أن يفتح منتدى الأعمال الأردني السنغافوري الذي أقيم في وقت سابق اليوم الطريق أمام المزيد من التعاون التجاري ويعمل على تمتين روابطنا الاقتصادية ويعزز الرخاء في بلدينا".

وأكدت أن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى. وقالت "لقد كنتم دوما يا جلالة الملك من أقوى الأصوات التي تدعو للحوار السلمي والتعاون من أجل الأردن والمنطقة بأكملها. ويقدر العالم عاليا جهودكم في توفير ملاذ آمن لملايين الأشخاص الذين هربوا من النزاعات". 

وقدمت رئيسة سنغافورة التهاني لجلالة الملك على تسلمه جائزة مصباح السلام، وقالت "نحن على ثقة بأن الأردن، تحت قيادة جلالتكم، سيواصل القيام بدور فاعل في السعي المستمر لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".

واختتمت كلمتها بالقول "لقد ساهمت زيارتكم إلى سنغافورة في تعزيز العلاقات المميزة بين سنغافورة والأردن، وأتاحت لنا الفرصة لإعادة تأكيد التزامنا المشترك بالوئام والحوار بين الأديان، وسنغافورة تتطلع إلى العمل مع الأردن لتطوير وتعزيز التعاون فيما بيننا".

وحضر مأدبة العشاء الرسمية وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ووزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، ووزير الاقتصاد الرقمي والريادة، والسفير الأردني في سنغافورة.

كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في قصر إستانا الرئاسي سنغافورة

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيسة،
أصحاب السعادة،
أصدقائي،

أنا سعيد للغاية لوجودي في سنغافورة مرة أخرى بين العديد من الأصدقاء الذين سنحت لي فرصة لقائهم منذ وصولي هنا في الأمس. نيابة عن وفدنا، اسمحوا لي أن أشكركم على حسن الضيافة.

وأشكرك، فخامة الرئيسة على استضافتك هذا العشاء الرائع وعلى المحادثات المثمرة التي عقدناها اليوم، كما أشكرك على دعوتي، فقد تشرفت أن أشارك في المؤتمر الدولي "مجتمعات متماسكة".

وكما يعلم العديد منكم، شراكتنا في هذه المبادرة وغيرها من المبادرات العالمية تعكس تاريخاً طويلاً مشتركاً بين بلدينا وشعبينا.

وكان والدي المغفور له جلالة الملك الحسين دائماً يذكرني بأن الأردن في عام 1965 كان أحد الداعمين الأربعة لعضوية سنغافورة في الأمم المتحدة. ومنذ التسعينيات، تشرفت وبكل سرور، وبصفتي العسكرية آنذاك، ببناء علاقات قوية مع القوات المسلحة السنغافورية. فهناك العديد من الأصدقاء الذين عرفناهم لسنوات طويلة. وأود أن أشكر حكومتكم على الفرصة الرائعة في الأمس لإعادة التواصل مع أصدقائي في القوات المسلحة.

وعندما ننظر إلى التحديات، فعلاقاتنا مستمرة بالتوسع ونحن نتطلع إلى مجالات جديدة للشراكة. وعندما ننظر إلى التحديات الإقليمية التي تواجه بلدنا ومنطقتنا، وأيضاً تلك التي تواجه منطقة جنوب شرق آسيا، سنجد أمامنا العديد من الفرص الجديدة والخطوات التي يمكننا أن نمضي بها لتوثيق علاقاتنا.

وأود أن أشكر حكومتكم ثانية بالنيابة عن القطاع الخاص الأردني على اللقاء الذي عقد اليوم وعلى الجهود التي بذلت على مدار اليومين لتحديد الفرص في قطاعات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعليم والطاقة المتجددة والسياحة العلاجية والخدمات المهنية.

وقد علمت من وفدنا أن هذه المناقشات كانت في غاية التنظيم. وعلينا الآن، كما أشرت أن نتأكد من متابعة مخرجات النقاشات لضمان نتائج ضمن التوقعات.

ونحن نقدر بشدة التزامكم بقيم التعايش المشترك والتسامح والاعتدال، وهي القيم التي تمثلونها في تعاملكم مع مختلف القضايا.

وفي الختام، فخامة الرئيسة، والأصدقاء الأعزاء، اسمحو لي ن أقول: "إلى الأمام سنغافورة"! ويسعدني أن أكون هنا معكم مرة أخرى، وآمل أن نراكم يا فخامة الرئيسة في الأردن في المستقبل القريب.

شكرا جزيلاً لكم.

أخبار ذات صلة

newsletter