أظهرت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية 2017-2018، بأن النساء المتزوجات في الأردن لا زلن يملن الى عدم إجراء الفحوصات المتعلقة بسرطان الثدي على الرغم من حملات التوعية التي تنفذ سنوياً، وعلى الرغم من إنتشار سرطان الثدي بينهن، حيث تشير آخر الأرقام الى أن سرطان الثدي يشكل حوالي 39% من مجمل حالات السرطان بين الإناث في الأردن لعام 2015.
وتشير جمعية معهد النساء الأردني "تضامن" الى أن 21% فقط من النساء المتزوجات في الأردن قمن بإجراء فحوصات ذاتية لسرطان الثدي أو قمن بإجراء الفحوصات من قبل متخصصين طبيين خلال الـ 12 شهراً السابقة على المسح، في حين قامت 8.7% منهن بأخذ صورة ماموجرام.
وتبين بأن العمر والمستوى التعليمي والمستوى الاقتصادي لهم تأثير مباشر على النساء المتزوجات من حيث القيام بالفحوصات من عدمها، حيث أن 3.1% فقط من النساء المتزوجات واللاتي أعمارهن 15-19 عاماً قمن بالفحوصات الذاتية أو لدى المختصين مقابل 26.6% من النساء المتزوجات اللاتي أعمارهن 45-49 عاماً.
ومن حيث المستوى التعليمي، فإن 8.2% من النساء المتزوجات الأميات قمن بالفحوصات الذاتية أو لدى المختصين مقابل 26.2% من النساء المتزوجات اللاتي مستواهن التعليمي أعلى من الثانوي. و 14.4% من النساء المتزوجات الفقيرات أجرين الفحوصات مقابل 31.8% من النساء المتزوجات الغنيات.
وتضيف "تضامن" بأن 50.1% من النساء المتزوجات بررن عدم أخذهن صورة ماموجرام بعدم وجود دواعي لذلك، و 23.5% بررن ذلك بأنهن غير مريضات، و 14.7% أجبن بعدم وجود أعراض، و 4.4% أكدن بأن الخوف من النتيجة هو المانع من عدم أخذهن لصورة ماموجرام.
اقرأ أيضاً : انخفاض زواج الأقارب في الأردن بنسبة 50%
وتؤكد "تضامن" بأن سرطان الثدي غير مرتبط بوجود أعراض مرضية، وعلية فإن الفحوصات ضرورية لكل النساء البالغات، وأن الخوف والتردد سيفاقمان من المرض (إن وجد لا سمح الله) ويحدان من فرص العلاج إذا ما كان في مراحله المتقدمة. وتدعو "تضامن" كافة النساء خاصة اللاتي تجاوزن الـ 40 عاماً ضرورة التحلي بالشجاعة والقوة لإجراء الفحص حفاظاً على صحتهن وحياتهن.
خديجة: الخوف لم يوفر لي الحماية من المرض، ولم يكن كافياً لإبعاده عني
تقول خديجه (إسم مستعار) بأن حملات التوعية بسرطان الثدي في الأردن خلال السنوات الماضية لم تكن كافية لدرجة تمكنها من الذهاب طواعية لإجراء الفحص الروتيني، لا بل أكثر من ذلك فكانت تتفادي النظر الى الإعلانات في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت تغير المحطات الاذاعية التلفزيونية عند ظهور أية إعلانات توعية بسرطان الثدي، إلا أنها ندمت على ذلك لاحقاً.
وتضيف خديجة بأن الخوف والخوف فقط منعها من الذهاب لإجراء الفحص خاصة وأنها تجاوزت الـ 40 من عمرها، لكن وللأسف الخوف لم يوفر لها الحماية من المرض، ولم يكن كافياً لإبعاده عنها، على الرغم من التأكيدات الطبية بأن إكتشاف المرض في مراحله الأولى يرفع من إحتمالية الشفاء لتصل الى 99%.
ذهبت مضطرة لإجراء الفحص بعد أن تبين لها وجود تغيرات في الثدي، ولشدة خوفها راجعت في البداية طبيبة جلدية إلا أن الطبيبة طالبتها بفحص الثدي في مركز الحسين للسرطان، الفحص الذي اكد على إصابتها بسرطان الثدي ولكن في مرحلة متوسطة أضعفت من فرص الشفاء لتنخفض الى 70% بعدما كان بإمكانها لو تغلبت على خوفها أن تواجهه وتشفى منه بنسبة تقارب 90%.
إن خديجة وغيرها الكثيرات ممن يستسلمن للخوف يعترفن بأن الشجاعة هي مفتاح للنجاة من هذا المرض الخبيث، فتجربة خديجة التي إنتصرت أخيراً على المرض بعد رحلة علاج إستمرت أكثر من عام تعيد الى الأذهان مرة أخرى أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي كونه الأكثر إنتشاراً بين النساء لكنه في ذات الوقت الأكثر شفاءاً حال إكتشافه مبكراً.
"فاطمة": الخوف من الفحص الدوري لسرطان الثدي لا ينقذ حياتي...الشجاعة هي من تفعل ذلك
لم تتوقع فاطمة (إسم مستعار) والتي ذهبت لإجراء فحص دوري للثدي بعد مرور ثلاث سنوات عن آخر فحص، بأنها ستمر بتجربة تخشى معظم النساء من حدوثها، وهي الإنتظار لمعرفة نتائج فحص عينة تم أخذها من ورم صغير تم رصده بعد إجراء صور الماموغرام.
تقول الطبيبة المشرفة على حالتها، بأن النساء يخفن عند الطلب منهن إجراء المزيد من الفحوصات عند وجود شك خلال الفحص اليدوي، وفي الغالب لا يعدن ولا يراجعن تحت وطأة الخوف والرعب الذي ينتابهن. إلا أن فاطمة أظهرت صلابة وقوة لا مثيل لها، وشجاعة سلحتها تأكيدات بأن نسب الشفاء من سرطان الثدي مرتفعة جداً في حال إكتشافه المبكر.
وخلال فترة إنتظار نتائج الفحص التي إستمرت 48 ساعة، لم ترغب فاطمة إشاعة الخبر بين أولادها أو أقاربها، وإنما إكتفت بمساندة ودعم زوجها وأمها وأختها، ومارست حياتها كالمعتاد، ونجحت في التغلب مرات كثيرة على الخوف والقلق، إلا أنها في ذت الوقت راودتها أفكار لإعادة ترتيب أولوياتها في ظل إحتمال ظهور المرض الخبيث.
اقرأ أيضاً : أردنية تروي تفاصيل وأسباب محاولتها الانتحار
الجميع في إنتظار النتائج، إبتداءاً من الطبيبة المشرفة وطاقم العمل لديها، وإنتهاءاً بفاطمة ومن حولها ممن عرفوا بذلك، وأصبحت الثواني كساعات والساعات كأيام، الى أن إرتسمت الفرحة على صوت الطبيبة وهي تخبر فاطمة عبر الهاتف قائلة "الحمدلله أمورك ممتازة ولا يوجد ما يثير الخوف...إطمئني ولكن عليك إجراء الفحص بشكل سنوي ليس بسبب ما مررت به ولكن كونك فوق الـ 40 عاماً".
حينها، وفقط حينها أدركت فاطمة بأن العناية بصحتها ليس من أجلها وحدها، وإنما من أجل عائلتها أيضاً، وأخبرت أولادها حين إطمئنت بأن الصجة الجيدة هي أغلى ما يملك الإنسان له ولمن حوله...ودعت جميع النساء وبمناسبة اليوم العالمي للسرطان الى الفحص الدوري لسرطان الثدي، فأن تعرف المرأة مبكراً أفضل بكثير من أن تعرف في وقت متأخر، وأن الخوف لن ينقذ حياتها بل الشجاعة في إجراء الفحص هي من تنقذها من هذا المرض الخبيث.
8400 إصابة بمرض السرطان سجلت عام 2015 مقابل 8716 حالة سجلت عام 2014
هذا وأظهر التقرير الصادر عن السجل الوطني للسرطان تحت حمل عنوان "وبائية السرطان لعام 2015" (وهو آخر تقرير منشور)، تراجع إجمالي حالات السرطان المسجلة في الأردن خلال عام 2015 لأردنيين وغير أردنيين بنسبة 3.7% وبعدد 8400 إصابة، مقارنة مع 8716 إصابة مسجلة خلال عام 2014. وشكل الأردنيون والأردنيات ما نسبته 66.1% من الحالات وبعدد 5556 حالة، في حين شكلت حالات غير الأردنيين 33.9% وبعدد 2844 حالة.
وتشير "تضامن" الى أن التقرير أكد على أنه وبالرغم من تراجع عدد حالات الإصابة بمرض السرطان بين الأردنيين والأردنيات بحوالي 139 حالة، إلا أن نسبة الإصابة بينهم من إجمالي الحالات المسجلة إرتفعت بحوالي 0.8% مقارنة مع عام 2014.
وتضيف "تضامن" بأن الأردنيات يشكلن 52% من حالات السرطان المسجلة بين الأردنيين وبعدد 2888 أردنية، إلا أن حالات الإصابة بسرطان الثدي بينهن قد تراجعت بنسبة 2.5%، حيث سجلت 1138 إصابة عام 2015 مقارنة مع 1174 إصابة عام 2014. مما يؤكد على أن برامج التوعية بسرطان الثدي والفحص المبكر قد بدأت في وضع حد لإنتشاره وزيادة نسب الشفاء الى أعلى مستوياتها.
سرطان الثدي لا زال الأكثر إنتشاراً بين الأردنيات خلال عام 2015 وبعدد 1138 حالة
لا زال سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات إنتشاراً بين الإناث بعدد 1138 حالة وبنسبة 39.4% (1174 حالة وبنسبة 39.4% عام 2014) وسرطان القولون والمستقيم بعدد 280 وبنسبة 9.7% (287 حالة وبنسبة 9.6% عام 2014) وسرطانات الغدة الدرقية بعدد 170 وبنسبة 5.9%، وسرطان الرحم بعدد 156 وبنسبة 5.4%، وسرطان الليمفوما نوع NHL بعدد 109 حالات وبنسبة 3.8%.
فيما كان كان سرطان القولون والمستقيم الأكثر إنتشاراً بين الذكور (388 حالة وبنسبة 14.5%) تلاه سرطان الرئة (301 حالة وبنسبة 11.3%)، وسرطان المثانة (269 حالة وبنسبة 10.1%)، وسرطان البروستات (215 حالة وبنسبة 8.1%)، وسرطان الليمفوما نوع NHL (137 حالة وبنسبة 5.1%).
وشكلت سرطانات الأطفال (15 عاماً فأقل) 4.4% من مجموع حالات الإصابة الكلي وبعدد 245 حالة. منها 24.9% سرطان دعم، و 20.4% سرطان الدماغ والأعصاب، و 17.1% سرطانات ليمفاوية، و 6.1% سرطان العظم والكلى.
ويتوزيع الحالات على المحافظات، فإننا نجد محافظة العاصمة الأعلى من حيث إنتشار المرض وبنسبة 56.9% من الحالات، فيما كانت محافظة الطفيلة الأقل بين المحافظات وبنسبة 0.7%.
توقع ارتفاع حالات السرطات بنسبة 70% في العقدين القادمين على المستوى العالمي
تشير أرقام منظمة الصحة العالمية الى أن عدد حالات الإصابة الجديدة بمرض السرطان سترتفع بنسبة 70% خلال العقدين القادمين، كما أن السرطان يعد السبب الرئيس الثاني للوفاة عالمياً وهو مسؤول عن وفاة 8.8 مليون وفاة خلال عام 2015 حوالي 70% منها حصلت في الدول المتوسطة ومتدنية الدخل.
وتعود ثلث حالات الوفاة بمرض السرطان الى 5 أنواع من السلوكيات التي تشكل خطورة، وهي السمنة وعدم تناول الخضار والفواكة بكميات مناسبة وقلة النشاطات البدنية والتدخين وشرب الكحول.
ومن المتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة بمرض السرطان الى 21.7 مليون حالة/ فيما يتواصل إرتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي ليصل الى 13.1 مليون وفاة في عام 2030.