أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، أن القضية الفلسطينية كما يؤكد جلالة الملك، هي قضيتنا المركزية الوطنية الأولى التي يكرس جلالته كل جهود الدولة الأردنية وليس فقط الدبلوماسية الأردنية من اجل حلها، وفق الإجماع الأردني الفلسطيني العربي الدولي الذي لا يقبل إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية؛ سبيلاً لحل هذا الصراع الذي هو أساس التوتر في المنطقة.
وأضاف أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار والسلام الشاملين إلا إذا نعم الفلسطينيون بحقهم بقيام دولتهم على ترابهم الوطني.
وقال الصفدي إن السياسة الأردنية تجاه القضية الفلسطينية ثابتة راسخة معروفة، والموقف الذي يؤكده جلالة الملك باستمرار هو موقف تاريخي للدولة الأردنية، والأردن منذ البدء وحتى النهاية سيستمر بتقديم كل ما يستطيع من اجل أن يسهم في رفع الظلم عن أشقائنا الفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال وقيام الدولة المستقلة.
وتابع: هذا هو الثابت وخطوطنا الحمراء معروفة، ونحن نستند في هذا الطرح أيضا إلى موقف عربي إسلامي جامع تم تأكيده مرارا على مدى أسابيع الماضية، قمة تونس أكدت هذا الموقف العربي الواحد، ومؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في أبو ظبي أكد الموقف العربي الإسلامي الواحد، والاجتماع الأخير في القاهرة قبل يومين.
واوضح الصفدي أن "الصوت الأردني مسموع "؛ صوت جلالة الملك وهو صوتٌ مدويٍ محترمٌ وازن، يسمعه العالم كله، ويؤكده في كل اللقاءات، وموقف الدولة الأردنية تعرفه دول العالم اجمع، والدولة الأردنية في اشتباك دائم مع جميع الأطراف المؤثرة من اجل إظهار الحق الفلسطيني وإنهاء هذا الصراع وفق الأسس التي تجمع العالمين العربي والإسلامي.
وفيما يتعلق بالقدس، قال الصفدي: إن كلام جلالة الملك قطع كل كلام حول هذا الموضوع، فهو موقف تاريخي أردني واضح "القدس خط احمر"، مؤكدين دائما ان السيادة السياسية على القدس هي لأشقائنا الفلسطينيين، والوصاية هي هاشمية، لكن مسؤولية حماية المقدسات هي فلسطينية أردنية عربية إسلامية، لأن القدس هي قضية لنا جميعا، وفي هذا السياق ومن هذا المنطلق تعمل المملكة الأردنية الهاشمية مع جميع الأشقاء من اجل التأكيد على ذلك.
وشدد الصفدي على أن "هذه هي المواقف الثابتة التي ننطلق منها، وهذه هي الأسس، وبأن القدس فوق السياسية، القدس تجمعنا، وفيما يتعلق بالحرم القدسي والمسجد الأقصى وفيما يتعلق بباب الرحمة، المملكة في اشتباك يومي من اجل حماية المقدسات والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وباب الرحمة هو جزء لا يتجزأ من الحرم القدسي المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغة 144 دونما، هذا هو الموقف الثابت ولا نقبل لا بتقسيم مكاني أو زماني ولا نقبل بأي اعتداء على الأقصى كما أكد جلالة الملك هذا خط احمر تضع الدولة الأردنية كل إمكانياتها من اجل التصدي له.
وأشار الصفدي إلى أن هناك قرارات للاحتلال وأميركية رفضها الأردن بشكل واضح وصريح، فنحن رفضنا ضم القدس، ورفضنا الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، ورفضنا ضم الجولان المحتل خرقا لكل قوانين الشريعة الدولية، وانتهاك لحقٍ ويشكل أيضا فعلاً لا يسهم إلا في التصعيد وزيادة التوتر.
ومضى قائلا: هذه مواقفنا ونحن إذ ننطلق، ننطلق من اجل الفعل، هنالك ثوابتٌ، وهنالك فعلٌ، الثوابت واضحة يعرفها الجميع، والفعل أيضا ملموس يعرفه الجميع، الدولة الأردنية تقوم بكل ما تستطيع من اجل خدمة قضيتنا المركزية الأولى، وهذا جهد يقوده جلالة الملك بشكل يومي لا لقاء ولا اجتماع ولا حدث يحضره جلالة الملك إلا ويضع القضية الفلسطينية في مقدمة ما يتحدث به.
وحول طروحات الوطن البديل، قال الصفدي: كم مرة يحتاج جلالة الملك لان يقف وان يقول الوطن البديل كلام مرفوض لا نقاش فيه، ولا قبول لطرحه على الطاولة، قالها جلالته عشرات المرات، وهذا موقف ثابت لا يتغير، ولن يتغير، ولسنا بحاجة لان نؤكد المؤكد في كل مرة نتحدث.
وحول الحديث عن صفقة القرن، أعاد الصفدي التأكيد أننا "لا نعرف ماذا ستقدم الولايات المتحدة، هم يقولون أنهم يعدون خطة سيطرحونها في الوقت الذي يرونه مناسبا، لكننا نعرف ويعرف العالم ما هو موقفنا وماذا نقول، نحن نقول أننا نريد السلام شاملاً ودائماً، وان سبيل هذا السلام واضحٌ، أكدناه وأكده العرب وأكده المسلمون، ويدعمه موقفٌ دوليٌ ثابتٌ مكرس في قراراتٍ عديدة لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وكل مؤسسات المجتمع الدولي.
اقرأ أيضاً : غنيمات: الحكومة لا تعرف تفاصيل صفقة القرن.. وترفض أي صفقة لا تنسجم مع الثوابت الأردنية
جاء ذلك خلال لقائه لجنة فلسطين النيابية اليوم الثلاثاء، وبحضور رؤساء كتل نيابية.
وطالبت الكتل النيابية بطرد سفير الاحتلال من عمان وسحب السفير الأردني من تل أبيب وإعادة النظر باتفاقيتي وادي عربة والغاز مع الاحتلال.
وقال رئيس اللجنة النائب المحامي يحيى السعود إن اللقاء جاء لمتابعة آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وملف القدس، وما يتم الحديث عن "صفقة القرن"، مثمنا بالوقت ذاته الجهود الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني في التصدي لكل ما يتم الحديث عنه من حلول للقضية الفلسطينية على حساب مصلحتنا الوطنية ومصلحة الشعب الفلسطيني.
وأضاف السعود أن لمجلس النواب موقفا مشرفا وداعما لمواقف جلالة الملك الصلبة والواضحة والتي عبر عنها جلالته باللاءات الثلاثة المعروفة.
كما أشاد السعود ورؤساء الكتل النيابية بالجهود التي يبذلها وزير الخارجية وشؤون المغتربين والتي شكلت رؤية واضحة لدى الأمة العربية والعالم بأسره تجاه الموقف الأردني من القضية الفلسطينية.
بدورهم شدد رؤساء الكتل النيابية؛ الحداثة والتغيير النائب مازن القاضي، والإصلاح النائب سعود أبو محفوظ، والعدالة النائب مجحم الصقور، والشعب النائب مرزوق الدعجة، ووطن النائب رمضان الحنيطي، بالإضافة للنائبين الدكتور أحمد الرقب ومحمد الظهراوي، أهمية الجهود التي يبذلها الأردن على الأصعدة كافة السياسية الخارجية والتي يقودها جلالة الملك في إيجاد موقف صلب وواضح حيال القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وقيام الدولة الفلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وأشاروا إلى أن الوصاية الهاشمية لا تقبل التغيير، وهو ما عبر عنه جلالته في المحافل العربية والإسلامية والدولية، ونحن نقف خلف جلالته في مواقفه كافة.
وأشاد رؤساء الكتل مواقف جلالة الملك، مؤكدين وقوف الشعب الكتل النيابية والشعب الأردني خلف جلالته.