دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة، الناتجة عن حصار الاحتلال المُطبق منذ أكثر من 12 عامًا، مالك حديقة رفح الوحيدة "الأقدم في قطاع غزة"، لعرضها للبيع، لعدم مقدرته على توفير نفقاتها، والاعتناء بها، بالتزامن مع نفوق العديد من الحيوانات والطيور باهظة الثمن.
وتداعى فريق طبي من منظمة ( فور باوز/Four Paws) العالمية في النمسا على الفور لقطاع غزة عدة مرات، للاطلاع عن كثب على وضع الحديقة، ليتقرر على الفور إجلاؤها من جميع الحيوانات والطيور؛ بعد التفاهم مع مالكها ووزارة الزراعة بغزة، ليتم نقلها الثلاثاء، لمحمية طبيعية في الأردن.
مالك الحديقة يحيى جمعة (66عامًا)، يقول لوسائل إعلام إنّه أجبر على بيع الحديقة التي أسسها عام 1999، بسبب الظروف الاقتصادية السيئة والسياسية الأسوأ؛ مضيفًا "الأصل مشروع الحديقة مدعوم حكوميًا، حتى يبقى مستداما، لكن لم نجد ذلك، وبقينا نقاوم عشرين عامًا حتى استسلمنا للبيع أمام أسوأ ظروف نمر بها".
وتابع" الحيوانات والطيور كانت جزءًا من عائلتي وهي ملاصقة لمنزلي، لكن لم أعد قادرا على رعايتها وتوفير نفقاتها؛ لقلة الدخل وتردي الأوضاع؛ رغم شعوري بالحزن، إلا أنني سعيد بعض الشيء، لأنني أعلم أن الحيوانات والطيور ذاهبة لحياة أفضل في محمية طبيعة".
وتعرضت حديقة حيوان رفح، للتجريف من قبل الاحتلال عام 2004، ولتدمير جزئي خلال عدوان 2008_2009، وعدوان 2012، وترك ذلك أثارا نفسية كبيرة على الحيوانات والطيور التي نفق عدد كبير منها، وخلق بيئة غير مواتية، وفاقم ذلك تردي الأوضاع الاقتصادية وعزوف الناس عن التوجه للحديقة؛ وفق قول جمعة.
اقرأ أيضاً : حيوانات من غزة تجد مأوى جديدا في حديقة بالأردن - صور
بدوره، قال مدير المشاريع الدولية بمنظمة ( فور باوز/Four Paws) أمير خليل (54عامًا) إنه يزور وفريقه قطاع غزة للمرة التاسعة في غضون سنوات لذات الغرض، وهو إنقاذ حيوانات وطيور من خطر النفوق، والعمل للمرة الثالثة على نقل حدائق لمحمية "المأوى الطبيعية الأردنية"، لعدم توفر بيئة ملائمة لها بالقطاع.
وأشار الطبيب البيطري خليل لمراسل "صفا"، إلى أنهم مهتمون منذ عام 2014 بالحدائق في غزة، ونجحوا في السنوات الأخيرة بالتعاون مع وزارة الزراعة والسلطات المحلية في إخلاء حديقتي خان يونس وبيسان، وإخراج شبلي أسود من مخيم للاجئين برفح.
وأضاف "نحن اليوم في حديقة رفح؛ نتيجة ذات الظروف التي تمر بها غزة، بجانب عدم توفر الأدوية اللازمة والتحصينات الخاصة بالحيوانات، وفرق بيطرية مدربة وتمتلك خبرة كافية للتعامل وعلاج الحيوانات المفترسة، الأمر الذي تسبب بنفوق حيوانات بالحديقة عدة مرات، أخرها قبل أشهر نفوق أربعة أشبال أسود؛ بسبب البرد".
وتابع خليل "فضلاً عن عدم توفر أدوية ملائمة لتلك الطيور والحيوانات وبيئة سليمة لعيشها وأدوية مناسبة، وهذه مشكلة كبيرة، لأنها تحتاج رعاية معينة؛ الأمر الذي ترك أثرًا سلبيًا عليها".
وعبر عن سعادته أنهم أن تمكنوا بالتعاون مع السلطات ومالك الحديقة، من نقل الحيوانات والطيور لمكان أفضل لها خارج غزة.
وتمنى أن ينجحوا خلال الشهور القادمة في المساعدة بإنشاء محمية طبيعية، وتدريب الأطباء البيطريين بشكل أفضل، حتى يصبح لديهم خبرة في التعامل مع الحيوانات المفترسة.