أكّد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقطاع غزة يحيى السنوار أن الوحدة الوطنية "طريق إجباري"، مستعرضًا آخر التفاهمات التي توصلت لها الفصائل مع الاحتلال بوساطة مصرية وقطرية وأممية.
جاء ذلك خلال لقاء تشاوري نظّمته حركة "حماس" السبت وحضره قيادات فصائلية ومجتمعية ووجهاء ومخاتير ومحللين سياسيين وأكاديميين بمدينة غزة.
وشدد السنوار على أن "الوحدة طريق إجباري ومن يحاول الهروب من هذا الطريق سيكون مصيره العزلة والفناء".
واستعرض السنوار جهود الوحدة الوطنية، معلنًا استعداد حماس لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بالرعاية المصرية ممثلةً بإعادة بناء منظمة التحرير وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات حرة ونزيهة، "ونبذ التنسيق الأمني ورفض المفاوضات العبثية وتقديس سلاح المقاومة ورفض صفقة القرن وعدم الاعتراف بالاحتلال".
واستعرض السنوار أمام الحضور الجهود المصرية لبلورة التفاهمات بين الفصائل والاحتلال لرفع الحصار عن قطاع غزة، موضحًا أن الوساطة المصرية تغلّبت على تعنّت الاحتلال في كثير من القضايا.
وأوضح رئيس حماس بغزة أن التفاهمات التي تتم بين الفصائل والاحتلال بواسطة مصرية تحكمها محددات عدة، أولها أنه لا لقاء مع الاحتلال، وأن التفاهمات تتم عبر وسطاء وخاصة وساطة مصرية، وأنه لا أثمان سياسية ولا مقابل سياسي لأي من هذه التفاهمات.
وشدّد على أنّه "لا حديث عن حق شعبنا في المقاومة بكل أماكن تواجده في الضفة والقدس وغيرها، والتفاهمات لا تشمل الحديث عن وقف المقاومة أو غيرها".
وأكد السنوار أن "هذه التفاهمات ليست بديلة بأي حال من الأحوال عن جهود الوحدة وتعزيز النظام السياسي وتوحيده مرة أخرى"، داعيًا مصر لمواصلة رعاية المصالحة الوطنية على أساس اتفاق القاهرة عام 2011 ومخرجات بيروت 2017.
وذكر أنه لم يجر الحديث أيضًا عن وقف مسيرات العودة بأي شكل من الأشكال "لأن هذه المسيرات هدفها تثبيت حق شعبنا بالعودة لأرضه".
ودعا رئيس حركة حماس بغزة جماهير شعبنا بالضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 والشتات ومخيمات اللجوء للحاق في قافلة مسيرة العودة "فهي السبيل الأكيد لفضح العدوان وعزله وإجباره على تحقيق مطالب شعبنا".
وعرض السنوار رؤية حركة حماس للتصدي لـ"صفقة القرن" باعتبارها قضية خطيرة.
ووضع السنوار محددات لمواجهة الصفقة الأمريكية تتمثل في عدم إجراء لقاءات مع الإدارة الأمريكية الحالية لوقوفها بجانب المحتل، وعدم السماح بأي شكلٍ من الأشكال بإقامة دولة في غزة.
وتابع "يجب التأكيد على وحدة الوطن وتحرير كل الأرض الفلسطينية، وتفعيل المقاومة الشعبية في كل أماكن تواجد شعبنا، وخاصةً تواجد شعبنا في الضفة".
وشدد على أن أفضل أسلوب لمواجهة الصفقة وما يخطط لفصل الضفة عن غزة هو الوحدة الوطنية، وتطبيق ما تم الاتفاق عليه وتوحيد النظام السياسي، وتعزيز صمود شعبنا عبر هذه التفاهمات لتشكيل ضمانة أكيدة حقيقية للوقوف بوجه "صفقة القرن".
وفي سياق متصل، أكد السنوار أن الأسرى في سجون الاحتلال "خط أحمر، وأن تحريرهم دين في أعناق حماس وشعبنا وأن أي حل لا يضمن تبييض السجون كافة هو حل منقوص".
وشدّد على أن قمع الأسرى كما حدث مؤخرًا في السجون "لعبة خطيرة، وعلى الاحتلال ألاّ يختبر صبرنا تجاه هذه اللعبة"، مضيفًا "سنحمي أسرانا مهما كلفنا ذلك من ثمن".
وشكر رئيس حركة حماس بغزة السلطات المصرية على "جهدها الكبير" المبذول في تخفيف الحصار عن قطاع غزة وبلورة التفاهمات مع الاحتلال، ودولة قطر على مساهماتها في تخفيف معاناة شعبنا من خلال المنحة القطرية.
أما المتحدث باسم حماس حازم قاسم فقال خلال مؤتمر صحفي عقب انتهاء اللقاء التشاوري إنّ اللقاء عُقد بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار والذكرى الـ 43 ليوم الأرض.
وذكر قاسم أن "اللقاء شدّد على الإنجاز العظيم لشعبنا الذي تحقق بميدان المواجهة العسكرية مع المحتل متمثلاً بغرفة عمليات المشتركة للمقاومة، وما صاحبها من مواجهة منظمة شكلت رادعا كبيرًا للمحتل".
وأكّد المجتمعون، وفق قاسم، ضرورة الحفاظ على مسيرات العودة "كأداة نضالية مبدعة، وأن كسر الحصار حقّ وليس منّة، وأن قوى شعبنا لن تدفع ثمن سياسي مقابل لقمة العيش التي ستنتزعها انتزاعًا من هذا المحتل".
وذكر الناطق باسم حماس أن اللقاء شدّد على ضرورة الاصطفاف وطنيًّا لحماية القضية الفلسطينية من مشاريع التصفية وخاصة "صفقة القرن".
وأثنى اللقاء على غرفة العمليات المشتركة، موضحًا أن سلاح المقاومة ذخر استراتيجي على طريق التحرير ولن تكون أية حلول على حساب سلاح المقاومة المقدس.
وأضاف "مسيرات العودة مستمرة حتى تحقيق أهدافها، وهي فعل نضالي عظيم توحدت فيه كل قوى شعبنا".
وأكد أن صفقة القرن لن تمر، "ولن يستطيع كائن من كان أن يفرضها على شعبنا، وعلى الإدارة الأمريكية وحلفائها أن يفهموا جيدًا أن قضيتنا الفلسطينية مقدسة يحمها شعب عظيم".
وبيّن قاسم أن اللقاء أكد أنه "لا بديل عن الوحدة الوطنية ولا خيار سوى تحقيق المصالحة الشاملة على أساس الشراكة وفق الاتفاقيات الموقعة، وضرورة العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية والتحضير لانتخابات شاملة".