على مدار اربعة عشر عاما منذ انطلاق حملة مقاطعة وسحب استثمارات الاحتلال ال "بي دي اس " توالت النجاحات في عزل نظام الاحتلال اكاديمياً وسياسياً وثقافياً، من خلال حملات ضغط محلية وعالمية على جهات تتعامل بشكل مباشرٍ او غير مباشر مع الاحتلال، " بي دي اس" هي حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد صنفت على انها اكبر حركة شعبية تهدف لفضح ممارسات كيان الاحتلال و وقف كافة اشكال التطبيع معه من خلال مقاطعته وسحب الاستثمارات منه اضافة لفرض عقوبات عليه، ما جعل الاحتلال يضخ الملايين لتشكيل حملات مضادة لحملات المقاطعة، لكن عالمية هذه الحركة وامتدادها الواسع في الجامعات والمؤسسات والمدارس جعل الوقوف في وجها امر غاية في الصعوبة.
احد اهم الوسائل التي ترتكز عليها الحركة عالمياً هي رفع الوعي تحديدا في قطاع الطلبة والشباب لتصبح المقاطعة جزء من الثقافة اليومية في مقاطعة البضائع والمشاريع الاحتلالية وكافة اشكال التطبيع معه، لتحقق الحركة انجازات ونجاحات عدة كان من اهمها عالمياً توقف شركة فيوليا الفرنسية عن التعامل معه وشركة G4s اضافة للعديد من الجامعات والاكاديميين على مستوى العالم.
دور المقاطعة الشعبي ولكونها انطلقت اساساً من المطالب الشعبية يحتاج بشكل كبير لدعم حكومي وتبني الجهات الرسمية لفعاليات الحركة والانشطة المتعلقة بالمقاطعة ومناهضة التطبيع .
مخاطر حقيقية تحدق بالاقتصاد الوطني وبالفلسطينيين انفسهم نتيجة الاعتماد على بضائع الاحتلال سيما مع ارتفاع معدلات البطالة في قطاع الشباب وهو ما ادى لارتفاع نسبة الفقر، ما يعني ضرورة خلق نظام اقتصادي فلسطيني منفرد يؤدي للانفكاك عن اقتصاد الاحتلال.
نتيجة الحملات الشعبية المستمرة يزداد الوعي بضرورة مقاطعة الاحتلال بكافة الاشكال اذ قدرت خسائر الاحتلال بمليارات الدولارات نتيجة انخفاض استيراد بضائعه في الأراضي الفلسطينية خلال الأعوام الأخيرة، حيث انخفض من اثنين وسبعين بالمئة الى واحد وخمسين بالمئة .
سياسة مقاطعة الاحتلال تعتبر واجب وطنياً على عاتق الكل الفلسطيني، لتشهد الساحة الفلسطينية على العديد من المبادرات الفردية والمؤسساتية التي عملت على اربعة قطاعات اساسية في المجتمع وهي التعليم والمراة والشباب والعمال حيث يتعبر نشر الوعي في كل من هذه الجوانب باباً ليصل الامر للمجتمع ككل .
"مزيداً من المقاطعة ومناهضة التطبيع لمقاومة وعزل نظام الاحتلال الاستعماري والعنصري" عنوان المؤتمر السادس للجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة الذي يركز من خلال عقد عدد من الورشات على نشر ثقافة المقاطعة ومناهضة التطبيع محلياً وعربياً ودولياً، نحو وضع خطط مستقبيلة تسعي لتصعيد الحملة الوطنية وتكبيد الاحتلال المزيد من الخسائر خلال هذا العام.