قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة إن ذكرى معركة الكرامة تبعث في نفوس الأردنيين الفخر والاعتزاز، حيث كان جيشنا العربي يذود في معركة الكرامة عن ثرى الأردن، مُلقناً المعتدي الآثم درساً قاسياً أعاد الاعتبار للجيوش العربية بعد فاجعتيّ النكبة والنكسة.
حديث الطراونة جاء خلال رعايته اليوم الأربعاء، في الجامعة الأردنية ندوة بمناسبة الذكرى 51 لمعركة الكرامة، أقامتها في رحاب الجامعة جمعية "عون الثقافية"، بمشاركة رئيس الديوان الملكي الأسبق عدنان أبو عودة، والعين غازي الطيب، والمؤرخ الباحث الدكتور بكر خازر المجالي، ورئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة وعدد من عمداء الكليات في الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية.
وأضاف الطراونة إن انتصار جيشنا العربي في معركة الكرامة، برهن أن "جيشنا يقهرُ الذي يدعي أنه لا يُقهر"، فجيشنا وريث الثورة العربية الكبرى، التي حملنا معها رسالة الحق، ونفخر اليوم أن مليكنا وريث أمجادها، يحمل نيابة عن الأمتين والعربية والإسلامية وصاية جده الشريف في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وتابع الطراونة، الرحمة لروح صانع المجد، ولقائد المعركة الحسين بن طلال رحمه الله، ولكل بواسل جيشنا الذين سيجوا حدود الوطن بزنادهم ودمهم، فكانت فوهات البنادق تصدح مع أصواتهم، هنا الأردن، ولا مكان فيه لطامع أو معتدٍ، ودونه المهج والأرواح تُفدى.
اقرأ أيضاً : الطراونة: النائب هديب حاول أن "يستأسد بفلسطينيته" ويشكك بمواقف الأردن
وقال إن الحديث عن الكرامة، يقودنا للحديث عن القدس، فجيشنا العربي، الذين صفع العدو ورده خائباً مدحوراً، كان له من التضحيات على أرض فلسطين الطهور، ما يدفعنا لأن تكون تلك الأمجاد حاضرة في أذهان الأجيال، حيث نغرس مبدأ لا نحيد عنه، القدس ليست للمساومة، ولا تفريط بها، والأرواح دونها، ولا تنازل ولا قبول بالمساس بالوصايةِ الهاشمية عليها، وبهذا نكون مخلصين لأمتنا ولأراوح الشهداء الذين سطروا الأمجاد في اللطرون والسموع وباب الواد وتل الذخيرة وغيرها من معارك الشرف والإباء.
وأكد الطراونة أن الأردن قدم بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني التضحيات تلو التضحيات دفاعاً عن قضيتنا الفلسطينية، وسيبقى منافحاً عن القدس خير سند وعون لأهلها الصامدين المرابطين بوجه آلة الاحتلال الغاشمة، إلى أن ينال الأشقاء حقهم التاريخي والشرعي في إقامة دولتهم المستقلة.
واكد "ونحن في مجلس النواب وبما حملته أيضاً من أمانة وثقة من رؤساء البرلمانات العربية في رئاسة الاتحاد البرلماني العربي، سنواصل جهودنا في تعرية ممارسات الاحتلال وقوانينه العنصرية، حيث أقر المجلس توصيات للحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المقدسات في القدس المحتلة، كما سنقوم بخطوات فاعلة ومؤثرة بالتنسيق مع البرلمانات الشقيقة والصديقة خلال أعمال الاتحاد البرلماني الدولي مطلع الشهر المقبل، من شأنها توحيد المواقف بوجه المحتل وتعريته أمام برلمانات العالم.
وقال إن الوطن يمر بتحديات كبيرة، ليس أقلها تداعيات أزمات اللجوء المتعاقبة وآخرها من الأشقاء السوريين، وبجوارنا فلسطين حيث الأرض التي يواصل المحتل تدنيسها، وبالجوار أيضاً العراق الذي تعافى مؤخراً من شرور الإرهاب، والحال في أقطار عربية أخرى على ما تعلمون من تدخلات خارجية ومحاولات للتقسيم، وهي جميعاً تحديات لسنا بمنأى عنها، ما يستوجب منا أن نكون صفاً واحداً ملتفين حول قيادتنا الهاشمية، محافظين على وحدتنا الوطنية، عازمين على البدء بخطوات فاعلة نجد معها الحلول الوافية والسريعة لمشكلتيّ الفقر والبطالة وهي مسؤولية مشتركة علينا جميعاً حكومة وبرلمانا وقطاعا خاصا.
وخلال الندوة أجمع رئيس الديوان الملكي الأسبق عدنان أبو عودة والعين غازي الطيب والمؤرخ بكر المجالي، أن الجيش العربي بنصره في الكرامة، أعاد الاعتبار للجيوش العربية، وأحبط مخططات الاحتلال في الظفر بأراضٍ عربية، مؤكدين أن استقلالية القرار الأردني والاعتماد على الكفاءة العسكرية الأردنية كانت امن أهم عوامل النصر في المعركة.
من جهته قال رئيس جمعية العون الثقافية أسعد العزام إن الأردن قدم التضحيات وسيبقى دعماً للأشقاء الفلسطينيين، وأن المملكة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تبرهن دوماً أنها في صف أمتها، مقدراً لرئيس مجلس النواب نجاح أعمال الاتحاد البرلماني العربي في عمان والذي خلص إلى الدعوة لوقف التطبيع مع إسرائيل.
وكان رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة أكد في مستهل الندوة أن الأردنيين توحدوا يوم الكرامة وامتزج الفرح عندهم مع الحزن، فكانت البيوت الأردنية تقدم الشهداء في الكرامة، إلا أنها بفرحة النصر ضمدت جراحها، وكان لانتصار الكرامة ما يستوجب الفخر وتسطيره في ذاكرة الأجيال.