فيما كان المهاجم على مسجدي "النور" و"لينوود" بمدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، في الطريق بسيارته لتنفيذ جريمته، كان يستمع إلى أغنية لها قصة طويلة تقشعر لها الأبدان. وعندما بدأ بإطلاق النار كان يستمع أيضا من جهاز معه إلى أغنية أخرى هي أيضا لها قصتها. وقع حتى الآن 49 قتيلاً بحسب ما أعلنت الشرطة في نيوزيلندا فيما هناك العشرات غيرهم مصابون.
فما قصة الأغنية الأولى أثناء قيادة سيارته لتنفيذ الهجوم؟
تعود الأغنية إلى فيديو موسيقي ودعائي أنتجته مجموعة من 3 جنود بالجيش البوسني الصربي، ويطلق عليها: Serbia Strong. وأنتج هذه الأغنية عازف بوق وعازف أكورديون وعازف أورغ، تمجيداً للسياسي البوسني-الصربي السابق رادوفان كاراديتش، المدان بارتكابه جرائم حرب خلال الحرب البوسنية بين عاميّ 1992 و1996. وعقب تداولها بشكلٍ كبير على الإنترنت عام 2006، نال الفيديو الموسيقي غضباً عالمياً بسبب لهجته القومية المتعصبة.
أصل الأغنية: يُعتقد بأنَّ الفيديو الموسيقي أُنتج خلال فترة ديكتاتورية رادوفان كاراديتش، التي امتدت من بدايات تسعينيات القرن الماضي إلى منتصفها، على الرغم من أنَّ تفاصيل التأليف تظل غير معروفة بشكلٍ كبير. وحمَّل أول إصدار من الفيديو الموسيقي على الإنترنت مستخدمٌ على موقع يوتيوب اسم حسابه ARHIVISTA في 3 أغسطس/آب 2008.
اقرأ أيضاً : الخارجية: أردنيين بين المصابين في هجوم نيوزيلندا الإرهابي
ثم عادت الأٌغنية وانتشرت من جديد
ففي 24 مايو/أيار 2006، حمَّل مستخدمٌ على يوتيوب اسم حسابه Momcilo فيديو موسيقي بعنوان «Dzamije lete» وتعني: المساجد تطير في الهواء (في إشارة إلى تفجيرها)، يبدأ بلقطة معدلة من الفيديو الموسيقي «Serbia Strong»، وانتشر ليصل إلى أكثر من 378 ألف مشاهدة.
وفي عام 2010، أُرسل مستخدمٌ مقدوني مقيم في إسطنبول بتركيا يُدعى Sergej محاكاةً للفيديو الموسيقي الأصلي «Serbia Strong» بعنوان «Tupac Serbia»، وبها الكثير من الكلمات البذيئة، الموجهة للأتراك.
وهذه ترجمة مطلع كلمات الأغنية العنصرية التي انتشرت على الانترنت:
أزيلوا المسلمين، أزيلوا المسلمين
إنك أسوأ تركي، إنك تركي غبي، برائحة الأتراك.
عودوا إلى كرواتيا، ويا أبناء عمومتنا في كرواتيا، يمكنكم أن تأتوا إلى بلدنا.
يمكنكم ان تعيشوا في حديقة حيوانات، هاهاهاها، لن نسامحك أبداً يا بوسنة.
القوات الصربية وضيعة، لكن اللعنة على الأتراك النتنين تابعي الألبان.
الإبادة الجماعية للأتراك أفضل يوم في حياتي، والاستحمام بدماء الأتراك، هاهاها.
أما الأغنية الثانية التي كان يستمع لها أثناء إطلاق النار
لها قصة أخرى أيضاً وتحمل عنوان Fire.
تعود هذه الأغنية إلى عام 1968، وكتبها آرثر براون، وفينسينت كرين، ومايك فاينسلفر وبيتر كير. وغنتها المجموعة الموسيقية The Crazy World of Arthur Brown.
وليس من الواضح ارتباط الأغنية باليمين المتطرف، لكنها أصبحت رقم 1 في بريطانيا وكندا في أغسطس/آب 1968، وكذلك حطمت أرقاماً قياسية في الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا وفرنسا، وغيرها من الدول، كما بيعت أكثر من مليون نسخة منها، وفازت بجائزة الأسطوانة الذهبية.
الخوذة
وفي حادثة لفتت الانتباه حينها، ظهر المغني براون أثناء تقديمه العروض الحيّة ومقطع الفيديو التليفزيوني بالأبيض والأسود مرتدياً خوذة حرائق.
قام المغني بتزويد الخوذة التي يرتديها على رأسه بقبعة جمجمة جلدية مثبت عليها طبق معدني يحمل مادة قابلة للاشتغال.
وبما أنَّ القبعة غير معزولة، انتقلت الحرارة بسرعة من الوقود المشتعل إلى المسمار المثبت أعلى رأس براون، مما تسبب له بحروق شديدة.