وجّه مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يُسيطر عليه الجمهوريّون صفعةً جديدة إلى الرئيس دونالد ترمب، وذلك بإقراره مشروع قانون يدعوه إلى وقف الدّعم الأمريكي للتحالف بقيادة السعوديّة في الحرب باليمن ما لم يحصل على تفويض من الكونغرس.
وتمّ تبنّي النصّ بغالبيّة 54 صوتاً مقابل 46، وحصل على دعم سبعة جمهوريّين، ويجب الآن أن يُوافق عليه مجلس النوّاب الأمريكي أيضاً. لكنّ ترمب سيستخدم حقّه في النقض (الفيتو) ضدّ النصّ، بحسب ما أكّد البيت الأبيض الذي أعلن الأربعاء "معارضته الشديدة" لمشروع القانون هذا.
وسيكون ذلك بمثابة إهانة للرئيس الأمريكي الذي سيكون مجبراً على اللجوء إلى الفيتو الرئاسي، على الرّغم من سيطرة الجمهوريّين على مجلس الشيوخ (53 مقعدًا من أصل 100).
اقرأ أيضاً : البنك الدولي يكشف تكلفة الحروب في الدول العربية منذ العام 2010
وبحسب مشروع القانون فإنّ "الكونغرس يطلب من الرئيس سحب القوّات المسلّحة الأميركيّة من العمليّات الحربيّة في الجمهوريّة اليمنيّة أو من تلك التي تؤثّر عليها، باستثناء" العمليّات العسكريّة ضدّ تنظيم القاعدة، وذلك في غضون 30 يومًا من بدء سريان القانون.
وبات يتعيّن الآن على مجلس النوّاب الذي يُسيطر عليه الديموقراطيّون، أن يُوافق على مشروع القانون بشكل نهائي. وكان مجلس النوّاب قد تبنّى نصًا مشابهًا في 13 شباط/فبراير، بغالبيّة 248 صوتًا مؤيدًا في مقابل معارضة 177 صوتاً.
والدّعم النادر لمشروع القانون هذا، من جانب أعضاء مجلس الشّيوخ من كلا الحزبين، مردّه الغضب العميق في الكونغرس بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تشرين الثاني/أكتوبر 2018.
ورحّب بيرني ساندرز المرشّح إلى الرئاسة الأميركيّة، بتصويت "تاريخي" مساء الأربعاء.
وكان ساندرز قال قبل التصويت إنّ "مشاركة الولايات المتّحدة في الحرب التي تشنّها السعودية في اليمن لم يأذن بها الكونغرس. وهي تُساهم في أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
من جهته، دعا الجمهوري مايك لي، الذي شارك في تقديم مشروع القانون مع ساندرز، أعضاء مجلس الشيوخ إلى التصويت لصالح المشروع، قائلاً إنّ "السعوديين يستخدمون على الأرجح" أسلحة أميركيّة "لارتكاب جرائم حرب".