شكلت الحوادث المرورية على مدى سنوات رعبا مستمرا نتيجة الاستهتار وعدم اعطاء الطرق حقها الى جانب ممارسات خاطئة تركزت بالدرجة الاولى على عدم التقيد بالسرعات المحددة والانشغال بالهاتف المحمول وعدم مراعاة طبوغرافية المناطق وضعف صيانة الطرق.
وتشير الاجراءات الاخيرة التي اتبعتها الحكومة الى ان اهتمام الدولة بات منصبا على تعميق الوعي بالسلوكيات الصحيحة التي تخفف قدر الامكان من الاخطاء المرتكبة على الطرق، وباتت تتخذ اجراءات رادعة تراوحت بين تطبيق نظام النقاط المرورية بحق السائق المخالف، والتي تعطي تقييما واضحا للسائق من خلال عدد المخالفات المرورية المرتكبة، ويكون معيار النقاط في حدها الاعلى سحب رخصة القيادة لفترات زمنية مختلفة واخضاع مرتكب المخالفة لدورات تثقيفية.
وبحسب التقرير السنوي للحوادث المرورية الصادر عن مديرية الامن العام للعام 2017، بلغ معدل الزيادة السنوية في أعداد السكان 6ر12 بالمئة، وفي أعداد المركبات 8ر0 بالمئة للسنوات الخمس الأخيرة, فيما ارتفعت ملكية المركبات من مركبة واحدة لكل 58 شخصا عام 1971 إلى مركبة واحدة لكل 6 أشخاص عام 2017, وانخفضت أعداد حوادث الإصابات بالمملكة لكل 10 آلاف مركبة خلال الأعوام 2013 -2017، بنسبة بلغت 2ر27 بالمئة.
وبلغ عدد الوفيات لكل 100 ألف نسمة 6ر81 خلال عام 2017، وعدد الجرحى لكل 100 ألف نسمة 6ر161 خلال عام 2017, وبلغ معدل الزيادة السنوية في كلفة الحوادث المرورية 5 بالمئة خلال السنوات الخمس الأخيرة, فيما انخفض معدل خطورة الحوادث المرورية من 16ر0 بالمئة عام 2013 الى 11ر0 بالمئة عام 2017.
وفي لقاءات اجرتها وكالة الانباء الاردنية (بترا) مع عدد من المواطنين حول الوضع المروري، قال المواطن عبدالله عبيدات: إن تعريض حياة المواطنين الابرياء للخطر من السائق المتهور لا يقل أثرا عن جريمة مباشرة ترتكب بحقه، خاصة عندما تصل الامور لإلحاق الضرر بمركبة الغير وتعريض ارواح قاطنيها للخطر، وان القانون عندما يقيد السلوكيات الخاطئة بغرامات مالية هو امر غير منصف على الرغم من الاعراف العشائرية المتبعة في هذا المجال.
اقرأ أيضاً : وفاة بحادث سير مروع على طريق اربد عمان - فيديو
وقال السائق على سرفيس اربد عمان احمد حسين: إن أبرز الأسباب للحوادث المرورية عدم الانتباه وعدم إعطاء الأولوية وعدم التركيز من السائق نفسه دون الانتباه للطريق الى جانب السرعة الزائدة كأخطاء يكون السائق سببا بها.
وبين السائق على احدى الحافلات العاملة في العاصمة عمان سعيد عبدالله أن ابرز المخاطر التي يواجهها السائقون بصفة يومية هو التجاوز الخاطئ لبعض السائقين المتهورين الذين لا يعطون الطريق حقه من الانتباه، ويعرضون حياة اصحاب المركبات الاخرى للخطر .
واكد الناطق الإعلامي في وزارة الاشغال العامة جمال قطيشات: إن الوزارة وضعت استراتيجية لرفع مستوى السلامة المرورية على شبكة الطرق ورفع كفاءتها من خلال استكمال إعادة إنشاء وتأهيل الطرق الرئيسة في المملكة، بحيث يتم تفعيل الحركة المرورية في الطرق الرئيسة وزيادة عدد المسارب لكل اتجاه، اضافة الى ادامة وصيانة الاشارات الضوئية التابعة للوزارة وتأمين وادامة عناصر السلامة المرورية على الطرق.
وقال الرائد من المعهد المروري عبداللطيف العجارمة: إن المعهد يعمل ضمن خطط وضعها لحفظ الرقابة المرورية تشمل تنظيم حركة السير في المناطق المزدحمة وتحديد المواقع الخطرة، اضافة الى تنفيذ حملات توعية مرورية وإعداد الدراسات المرورية المختصة وعقد العديد من الندوات وورشات العمل واعطاء محاضرات عن التوعية المرورية لشرائح المجتمع كافة.