بعبارات وكلمات تعتصرها نار الفراق نعى مدير مدرسة أنس بن مالك الأساسية للبنين الأستاذ سلمان المهايرة في محافظة الطفيلة أحد طلابه، الذي وافته المنية الأربعاء بشكل مفاجئ .
سليمان مدير المدرسة وهو المعلم والأب لكل الطلبة لم يعلم أن كلماته التي كتبها عندما علم ان ابنه الطالب محمد قد رحل عن الحياة تاركا وراءه حرقة في قلب والده المعلم أنس وصدمة أصابت كل زملائه في المدرسة .
وكتب مدير المدرسة منشور له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك نعى فيه محمد قائلا:" محمد يا فلذة كبد أنس وثمرة فؤاده يا شمعة المدرسة لماذا ذهبت ؟! لماذا رحلت ؟! لو تأخرت قليلا ... فالمدرسة في حلة جديدة والصف أصبح أجمل والملعب أفضل مما كان عليه وتم بناء مقصف جديد يليق بك أيها البائع لو انتظرت لعدة أيام فقط لترى مقعدك الجديد وسبورتك الجميلة "
وأثار رحيل الطالب الذي قال عنه معلمه سليمان "يا شمعة المدرسة لماذا ذهبت ؟" حزنا عارما عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
وتاليا ما كتبه مدير المدرسة:
كنت اليوم على موعد مع والدك لاستخراج النتائج المدرسية الساعة التاسعة صباحا فتأخر والدك عن الموعد اتصلت به مرارا وتكرارا لكنه لم يرد على الهاتف وكانت سجلات العلامات ملقاة على الطاولة بعدها اتصلت بأحد الزملاء وكان صوته مرتعشا وقلت له : أين أنت ؟ فأجابني بأنه مصدوم من هول الخبر فقلت له : أي خبر ؟ قال مات محمد ابن الأستاذ أنس ............
وحينها نظرت إلى تلك الدفاتر الزرقاء التي تكرر اسمك فيها ثلاث عشرة مرة وجلست على الكرسي وجال الفكر في مرافق تلك المدرسة الحزينة ( المقصف ...الصف السابع... الجناح الإداري ... الساحة) أيقنت حينها بأنك لن تكون
في تلك الأماكن وأن كتبك للفصل الدراسي الثاني ستكون زائدة ورقمك في الساحة فارغا ومقعدك في الصف خاليا ولن تكون هناك حقيبة يا محمد
محمد يا فلذة كبد أنس وثمرة فؤاده يا شمعة المدرسة لماذا ذهبت ؟! لماذا رحلت ؟! لو تأخرت قليلا ... فالمدرسة في حلة جديدة والصف أصبح أجمل والملعب أفضل مما كان عليه وتم بناء مقصف جديد يليق بك أيها البائع لو انتظرت
لعدة أيام فقط لترى مقعدك الجديد وسبورتك الجميلة
محمد : من سيجرؤ على حذف اسمك من تلك السجلات ؟!
محمد : يا شيخ المدرسة لن ألقاك بعد اليوم مع المتأخرين عن الطابور الصباحي لكنني سأراك في عيون والدك ومعلميك الذين أحبوك .....وداعا يا محمد وداعا وإلى لقاء في جنات النعيم إن شاء الله