يطلق رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال السابق بيني غانتس، الذي يعد المنافس الجدي الوحيد لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، حملته الانتخابية رسميا الثلاثاء واضعا حدا للتساؤلات بشأن طموحاته السياسية.
وسيلقي غانتس خطابا في تل أبيب لـ"مناقشة جميع المسائل المطروحة" والرد على انتقادات خصومه السياسيين، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الجنرال المتقاعد.
ويتوقع أن يحتل حزبه "مناعة إسرائيل" المرتبة الثانية في الكنيست في انتخابات 9 نيسان، وفق ما أظهرته عدة استطلاعات للرأي نشرت منذ تأسيس الحزب في كانون الأول.
وتبدي حكومة الاحتلال تقديرا لجنرالات الجيش رغم أن كثيرين ممن ينخرطون في الحياة السياسية بعد خدمتهم العسكرية يكتشفون أن خبرتهم العسكرية لا تؤهلهم دائما بالضرورة لاتخاذ القرارات على الصعيد المدني.
ويحظى رئيس هيئة أركان الجيش السابق، الذي يعد وسطيا، باحترام واسع حيث لم يكشف بعد جميع أوراقه ولم يدل بتصريحات كثيرة.
ومن المتوقع أن يضع المرشح المقبل البالغ من العمر 59 عاما حدا للتساؤلات المرتبطة بطموحاته السياسية في خطاب الثلاثاء.
وترجح استطلاعات الرأي فوز نتانياهو في انتخابات نيسان، إلا أن رئيس الوزراء يواجه اتهامات محتملة بالفساد قد تحدث مفاجآت خلال الحملة.
وباعتباره شخصية وسطية، يتوقع مراقبون أن ينضم غانتس إلى الائتلاف الذي يقوده نتانياهو، الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ العام 2009 بما في ذلك بين عامي 2011 و2015 عندما كان غانتس رئيسا للأركان.
وأظهر استطلاع للرأي الأسبوع المقبل أن حزب "مناعة إسرائيل" قد يفوز بـ15 من مقاعد الكنيست الـ120، مع محافظة حزب نتانياهو (الليكود) على الأغلبية بواقع 31 مقعدا.
ومن بين المسائل التي قد يتطرق إليها غانتس في خطابه الثلاثاء هي إن كان سينضم إلى ائتلاف يقوده نتانياهو في حال وجهت اتهامات رسمية لرئيس الوزراء بالفساد.
وتجنب غانتس حتى الآن مهاجمة نتانياهو بشكل مباشر إذ تركزت عباراته على الأمل والوحدة. وبإمكان رئيس الوزراء تعيينه وزيرا رفيعا في أي حكومة مستقبلية أو حتى منحه حقيبة الدفاع التي يتولاها نتانياهو حاليا.
- "لا يمين ولا يسار بعد الآن" -
لكن في تصريح نادر من نوعه، تعهد غانتس تعديل "قانون القومية" المثير للجدل الذي يعرِّف دولة الاحتلال على أنها "الدولة القومية للشعب اليهودي" ليستوعب أبناء الأقلية الدرزية، وهو ما دفع نتانياهو لوصفه بأنه "يساري".
وفي هذه الأثناء، تحول غانتس إلى هدف لحملة يقودها الجماح اليميني الأكثر تشددا في الطيف السياسي للاحتلال.
واستخدم نفتالي بينيت من حزب "اليمين الجديد" الذي تم تأسيسه مؤخرا تسجيلا يعود للعام 2015 قال فيه غانتس إنه "عرض جنود الاحتلال للخطر" لضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين في محاولة لتصنيف الجنرال السابق على أنه من "اليسار الضعيف".
أما غانتس، فركز على تاريخه العسكري إلى جانب نشره وعودا عبر وسائل التواصل الاجتماعي "بشيء مختلف" من أجل دولة الاحتلال وأغنية تتعهد بـ"لا يمين ولا يسار بعد الآن".
وتباهى في تسجيلات مصورة بعدد المسلحين الفلسطينيين الذين قتلوا والأهداف التي تم تدميرها تحت قيادته في حرب العام 2014 التي خاضها جيش الاحتلال ضد حركة حماس التي تدير قطاع غزة.
وفي أحد التسجيلات، شدد غانتس على ضرورة السعي لتحقيق السلام العربي .
من جهة أخرى، أشار بعض المعلقين السياسيين إلى أنه قد ينضم إلى رئيس أركان سابق آخر هو موشي يعالون في إطار تحالف لليمين والوسط.
وشغل يعالون منصب وزير الدفاع في عهد نتانياهو من العام 2013 حتى 2016، لكنه تحول مذاك إلى أحد منتقدي رئيس الوزراء. وكشف حزبه الجديد "تيليم" في كانون الأول.