قال رئيس مجلس الاعيان، رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز إن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يؤمن إيمانا كاملا بالاصلاح السياسي، مؤكدا أن جلالته يريد الاصلاح بتدرج.
وذكر الفايز خلال استضافته في أولى حلقات برنامج أوراق ملك الذي يبث عبر شاشة رؤيا أن جلالة الملك عندما وضع الأوراق النقاشية قد وضع خارطة طريق للمستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمملكة الأردنية الهاشمية، مؤكدا أن جلالة الملك يملك الرؤية والطموح.
ولفت الفايز الى حديث جلالة الملك عن كيفية تطوير الأردن الى دولة مدنية، وكيفية تشكيل حكومات برلمانية حزبية، مؤكدا ان هذه الأمور مهمة جدا للمستقبل السياسي الاردني، مشيرا الى ان جلالة الملك يتحدث عن المستقبل.
وقال الفايز في الوقت الحاضر يمكن ان تعالج بعض السلبيات، مؤكدا انه يجب ان تكون هناك أحزاب قوية على الساحة الأردنية كالديمقراطيات المتقدمة في دول العالم العربي.
وعن الجانب الاقتصادي قال الفايز إن جلالة الملك تطرق الى مواضيع كثيرة كالشراكة بين القطاعين العام والخاص لخلق فرص عمل للشباب الأردني، وموضوع الفساد وكيفية مكافحته.
وأضاف الفايز خلال اللقاء أنه لا يمكن فصل الديمقراطية عن ثقافة الشعوب، لافتا الى ان الديمقراطية في العالم الغربي تطورت على مدى مئات السنين وأصبح لديهم أحزاب قوية على الساحة السياسية، ضاربا مثالا على ذلك المملكة المتحدة إذ أشار الى ان الملكة إِلِيزَابِيث تتمتع بكامل الصلاحيات إلا أن وجود أحزاب قوية داخل البرلمان هو ما يساعدها في مهامها.
وتحدث الفايز عن الديمقراطيات الحديثة كما في الباكستان والهند، مشيرا الى انها تتعلق بثقافة الشعوب هناك، وان للعائلات البرجوازية دورا كبيرا في ذلك.
وعن الديمقراطيات العربية قال الفايز إن مملكة المغرب لها تجربة حزبية عريقة، لافتا الى ان من شكل الحكومة هناك بعد الربيع العربي هو حزب اسلامي، حيث أشار الى ان التجربة لم تنجح في ليبيا وبعض الدول العربية، مؤكدا انه في الاردن نؤمن في الاصلاح المتدرج، وان الأردن يوجد بها ديمقراطية لكنها حسب الثقافة.
وعن الأحزاب السياسية في الأردن قال الفايز إنه يوجد على الساحة الأردنية عشرات الأحزاب السياسية، معتقدا أنه لا يوجد لها امتداد جماهيري، مشيرا الى ان تجارب دمج الأحزاب في الأردن قد فشلت.
وحول حق الاختلاف قال الفايز إن الزعامات التقليدية في بداية تأسيس الإمارة كانت تختلف الا انه كان هنالك احترام فيما بينها، لافتا الى ان ما يحصل اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو بث لخطاب الكراهيه، واصفا اياه بانه أسوأ الظروف التي تمر بها المملكة الأردنية الهاشمية.
وحول الحوار والاختلاف قال الفايز إن الحوار يبدأ من المنزل عن طريق العائلة ثم المدرسة والمسجد والجامعة، لافتا الى ان سر نجاح الأردن هو التعددية والوسطية، مشيرا الى انه يجب التركيز على الوسطية والتعددية.
وذكر الفايز أن هنالك تفككا في المجتمع الأردني، مشيرا الى الوصول لمرحلة متردية من الاخلاق والى تجذر النزعة العشائرية والعصبية وان أي شخص يخالف القانون تقوم عشيرته بالدفاع عنه حتى لو كان يعمل في المخدرات.
وحول الضغوطات التي توجه إليه من قبل عشيرته قال الفايز إنه يعاني ضغوطات كبيرة من قبل عشيرته، مشيرا الى أنه يخضع لها مع انها ضد قناعاته.
وذكر الفايز ان الواقع في الأردن هو ان الدولة الاردنية عشائرية، مشيرا الى ان نواب البرلمان يُنتخبون على اساس عشائري.
ولفت الفايز الى ان المحاصصة الجغرافية هي إحدى ابرز العواقب التي تواجه تشكيل الحكومات في الاردن، لافتا الى انه يتم تشكيل الحكومات على أساس الجغرافيا والمحاصصة، مؤكدا انها مشكلة تواجه أي رئيس حكومة يريد تشكيل حكومة.
وحول الواسطة والمحسوبية قال الفايز إن الواسطة جزء من "ثقافتنا"، مشيرا الى حجم الضغط الكبير عليه في هذا الموضوع، لافتا الى ان اي مسؤول يتعرض لضغوطات في موضوع الواسطة.
وقال الفايز إنه يجب تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، لافتا الى أن "ثقافتنا" تطغى على ذلك في بعض الاحيان.