قدّمت فيروز مع الأخوين رحباني، وأخيهما الأصغر إلياس، المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى، زيادة على ذلك، كانت أغاني فيروز بسيطة التعبير مع عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع؛ حيث غنت للحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن والأم.
يقول د . أحمد الشريدة في كتابه ا ( الفلك والطقس والمناخ في الموروث الجمعي الشفوي في المشرق العربي ) :
على اختلاف التقاوييم لأسماء الأشهر في العالم العربي، بين التقويم ( الجريجوري) الشمسي (يناير ، فيراير ، مارس ) والتقويم السرياني المشرقي ( كانون ، شباط ، آذار ) ، أبدعت السيدة فيروز في التغني بأسماء الأشهر السريانية وتجذيرها في الفكر العربي المشرقي والتعريف بها وعلاقتها بالتقلبات الجوية في علم الطقس والمناخ .
فقد احتل شهر أيلول النصيب الأكبر في أغانيها فمن (ورقو الأصفر شهر " أيلول " تحت الشبابيك) ،(ورجع " أيلول " و أنت بعيد بغيمي حزيني )،( يصير يبكيني شتي " أيلول ") و ( ليالي شتي " أيلول" بتشبه عينيك )،( و نبقى حبيبي غريبي و غريب أنا و" أيلول" ).
إلى ( طل وسألني إذا " نيسان" دق الباب (، بعدك على بالي يا قمر الحلوين يا زهر " تشرين " ،و ( بكرا بيجي" نيسان " يسألنا و بيرش وردو عا منازلنا).
كما عملت على إضاءات جميلة جدا على تزاوج الأحاسيس بالطقس والمناخ وعلاقتها بالموروث الشعبي. فمن( قمر مشعر الى بدر وادي التيم) ، وقدمت مقاربات أخرى حول علاقة الرياح والحزن.( رياح الشمال الحزينة، ظلّي اذكريني اذكريني)، أو و(الريح نازل بالدني تجريح) ، و( ما يضل بالقنديل نقطة زيت).
قد أصبحت فيروز جزءاً من التاريخ والجغرافيا ....
إنه التاريخ المشرقي الأزلي.....
وكفى... يا سيدة المشرق .