كشفت محكمة امن الدولة الثلاثاء خلال عرض تفاصيل حادثة الكرك الإرهابية، وحول ما دار داخل احدى فصولها، التي بدأت في منطقة القطرانة، تحديدا داخل شقة استأجرت كوكر لغايات أعمال يقوم بها أفراد من الخلية الإرهابية لتصنيع عبوات وأحزمة ناسفة لاستخدامها ضد المواقع السياحية والمسيحيين في الأردن.
إلا أن ارتفاع درجة حرارة احدى المواد المتفجرة التي كان يستخدمها الإرهابيين خلال التصنيع باستخدامهم مجفف شعر، كان وراء حدوث انفجار داخل الشقة دفع إلى إبلاغ صاحب الشقة الأجهزة الأمنية عنها.
لتستمر بعدها ملاحقة الأجهزة الأمنية لهؤلاء الثلة من الخارجين عن القانون ومهددين الأمن الوطني، ليقتل منهم 5 في محافظة الكرك، وليمثل 10 اخرين أمام محكمة امن الدولة.
الجلسة علنية، عقدت وسط إجراءات أمنية مشددة، سمح لوسائل الإعلام المحلية والعالمية بنقل مجرياتها على الهواء مباشرة، واستمرت لمدة 40 دقيقه .
أعلن القرار برئاسة رئيس المحكمة القاضي العسكري العقيد الدكتور محمد العفيف وبعضوية القاضيين احمد القطارنة والدكتور ناصر السلامات وبحضور مدعي عام امن الدولة العقيد فواز العتوم.
ومثل المتهمون العشر داخل قفص المحاكمة، وهم يرتدون ملابس مراكز الإصلاح والتأهيل، وغير مقيدي الأيدي حيث طلب وكلاء الدفاع عنهم من المحكمة في طلبهم الأخير اخذ المحكمة بهم بالشفقة والرحمة.
وجرمت المحكمة المتهمين الأخوين الأول حمزة والثاني خالد نايل المجالي الذي حكم عليهما بالمؤبد بعد تخفيض عقوبتهما من الإعدام شنقا حتى الموت بجناية التدخل بالقيام بأعمال إرهابية أفضت إلى موت إنسان.
كما جرمت المحكمة الأخوين المتهمين محمود وعيسى مد الله المصاروة بجناية جمع وتقديم أموال بقصد استخدامها لتمويل الإرهابيين، الترويج لأفكار جماعة إرهابية والحكم على كل منهما الوضع بالأشغال المؤقتة 15 سنة إضافة إلى المتهم الفار من وجه العدالة وليد القرانه الذي حكم غيابيا بالأشغال المؤقتة 15 سنة بعد تجريمه بجناية المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية والالتحاق بجماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية.
كما حكمت المحكمة على 5 متهمين آخرين بالحبس 3 سنوات بعد إدانته ببيع أسلحة دون ترخيص قانوني والتوسط ببيع أسلحة دون ترخيص قانوني.
كما أعلنت المحكمة براءة متهم لعدم كفاية الأدلة.
وقالت المحكمة في قرارها " ان المتهمين الأول حمزة والثاني خالد والثالث محمود والرابع عيسى مع المقتولين محمد يوسف، ومحمد صالح، وعاصم محمد، وحازم محمد، وسعد إسماعيل من مؤيدي تنظيم داعش الإرهابي، وبعد عدة لقاءات جمعت ما بين المتهمين الأول حمزة والثاني خالد مع المقتولين محمد يوسف ومحمد صالح .
فقد اتفقوا فيما بينهم وخلال شهر تشرين أول من عام 2016 على الالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا للقتال هناك، إلا انهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود من قبل القوات المسلحة الأردنية ، وعقدوا العزم على القيام بأعمال إرهابية على الساحة الأردنية لصالح هذا التنظيم ضد المواقع السياحية والنصارى في الأردن بقتلهم بواسطة أسلحة نارية وأحزمة وعبوات ناسفه ،يقوون بتصنيعها لهذه الغاية حيث انضم إلى هذه الخلية الإرهابية كل من المقتولين عاصم محمد وحازم محمد ونصبوا المقتول محمد صالح أميرا لهذه الخلية الإرهابية .
وتنفيذا لما عقدوا العزم عليه قاموا بشراء الأسلحة النارية الأتوماتيكية والذخائر بواسطة المتهمين السادس والسابع والثامن والتاسع دون علمهم بان هذه الأسلحة ستستخدم في تنفيذ أعمال إرهابية على الساحة الأردنية وكذلك قاموا بشراء المواد الأولية الداخلة في تصنيع العبوات والأحزمة الناسفة ثم قاموا بعد ذلك باستئجار شقة في منطقة القطرانة لتكون مقرا لخليتهم الإرهابية
ولتكون مكانا أيضا لتصنيع العبوات والأحزمة الناسفة والاحتفاظ بالأسلحة النارية التي قاموا بشرائها ولتكون مقرا لاجتماعاتهم وتخطيطاتهم ، ثم بعد ذلك باشروا بعملية تصنيع العبوات الناسفة وجعب الذخيرة ، وتمكنوا من تصنيع عبوات ناسفه وقاموا بتجربتها وثبت لهم نجاح تصنيعها ، ثم قاموا باستئجار سيارة سياحية لاستخدامها في تنقلاتهم وتنفيذ أعمالهم الإرهابية ثم تواصلوا مع المتهم الحادي عشر الملتحق بتنظيم داعش الإرهابي وابلغوه بما خططوا له ليقوم الأخير بإبلاغ تنظيم داعش في سوريا بذلك من اجل ان يتبنى هذا التنظيم الإرهابي العمليات الإرهابية التي سيتم تنفيذها من قبل هذه الخلية في الأردن .
بتاريخ 18-12-2016 وأثناء المقتولين محمد صالح وحازم محمد وعاصم محمد بتصنيع المزيد من العبوات الناسفة والأحزمة المتفجرة داخل شقة القطرانة فقد ادى استخدام مجفف الشعر إلى ارتفاع درجة حرارة المادة المتفجرة وانفجارها داخل الشقة ، الأمر الذي احدث صوت انفجار عالي والحاق أضرار بالشقة مما أدى إلى تجمهر المجاورين لاستطلاع الأمر حيث قام مالك الشقة بإبلاغ رجال الأمن ، وبمجرد وصول رجال الأمني إلى الشقة بادرهم الإرهابيين القتولين بإطلاق النار عليهم مما أدى إلى استشهاد احد أفراد الأمن العام ، ثم قاموا بعد ذلك بمغادرة الشقة وبحوزتهم الأسلحة الاتوماتيكية وكانوا يطلقوا النار بهدف إرهاب المتجمهرين في المكان .
وعند لحق رجال الأمن بهم قاموا بإطلاق النار باتجاه دوريات الأمن العام ثم قاموا بالاتصال مع المقتول محمد يوسف الذي حضر اليهم بواسطة سيارة سياحية وقام باصطحابهم باتجاه مدينة الكرك وقاموا بإطلاق النار على المركز الأمني عند مدخل القلعة ، وتحصنوا بداخل القلعة وقاموا بإطلاق النار بشكل كثيف على قوات الأمن والمواطنين والسياح الأمر الذي ادى الى استشهاد عدد من أفراد رجال الأمن العام والمواطنين وسائحة أجنبية كانت موجوده داخل القلعة إضافة الى إصابة عدد كبير من رجال الأمن والمواطنين ، واستمر الاشتباك إلى ان تم قتل كل من الإرهابيين محمد صالح وعاصم محمد وحازم محمد ومحمد يوسف.
وبتاريخ20-12-2016 وعلى اثر متابعة القوات الأمنية لباقي أعضاء الخلية فقد حضر رجال الأمن العام إلى منزل المقتول سعد إسماعيل وأثناء تفتيش منزله فقد تمكن المقتول سعد من اطلاق النار على رجال الأمن من سلاح اتوماتيكي مما أدى إلى استشهاد عدد من رجال الأمن وادى إلى مقتل المدعو سعد .
ونجم عن هذا العمل الإرهابي استشهاد اثنى عشرة من أفراد الأمن العام إضافة إلى اثنين من المدنيين وسائحة أجنبية بالإضافة إلى المقتولين الإرهابين الخمسة وعلى اثر ذلك جرت الملاحقة ".