يحتفل العالم اليوم بيوم الأغذية العالمي الذي يصادف الـ 16 من أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، وقد أشارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أن موضوع هذا العام يحمل شعار "أفعالنا هي مستقبلنا"، مؤكدة على أن الجوع في العالم عاد مرة أخرى للارتفاع بعد فترة من الهبوط، وأنه قد حان الوقت للعودة إلى المسار الصحيح بالتعاون والتنسيق ما بين جميع الدول للقضاء على الجوع باتخاذ إجراءات قائمة على الأدلة.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" إلى أن القضاء على الجوع يستدعي إيجاد تحول محوري في الاقتصاد الريفي، كون 70% من فقراء العالم يعيشون في المناطق الريفية وفقاً للمنظمة الأممية، واغلبهم من النساء اللاتي يعانين من الفقر والفقر المدقع.
من جهة أخرى ذات علاقة، فقد أصدرت خمس منظمات أممية تقريراً حديثاً حول "حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2018" حمل عنوان "بناء القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ من أجل الأمن الغذائي والتغذية"، وهي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، وأشاروا فيه الى أن تحقيق الهدف الخاص بالقضاء على الجوع من أهداف التنمية المستدامة في خطر.
إن العالم ينتج ما يكفي من الأغذية لإطعام الجميع، إلا أن عدد الجياع حول العالم في تزايد مستمر مما يجعل تحقيق هدف القضاء على الجوع بعيد المنال، حيث بلغ عدد من يعانون من الجوع 821 مليون خلال عام 2017 مقارنة مع 815 مليون شخصاً خلال عام 2016 ويشكلون 11% من سكان العالم، فواحد من كل تسعة أشخاص يعاني من الجوع، فيما يعاني 672 مليون شخص آخر من البدانة، و 1.3 مليار شخص من الوزن الزائد.
وأكد التقرير على أن عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر في ارتفاع أعداد الجياع حول العالم، وفي مقدمتها إزدياد النزاعات والعنف في مناطق متعددة، والتقلبات المناخية وحالات التعرض لمخاطر مناخية أكثر تعقيداً وتوتراً وكثافة.
ويظهر التقرير المفاهيم الخاصة بانعدام الأمن الغذائي وكيفية قياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، فيشير مصطلح "أمن غذائي وانعدام خفيف في الأمن الغذائي" الى عدم التيقن بشأن القدرة على الحصول على الغذاء. ويشير مصطلح "انعدام الأمن الغذائي المعتدل" الى تقويض جودة الأغذية وتنوعها وتقليص كمية الغذاء واسقاط بعض الوجبات الغذائية. في حين يشير مصطلح "انعدام الأمن الغذائي الشديد" الى عدم تناول أي أغذية لمدة يوم أو أكثر، أي المعاناة من الجوع.
مؤشرات خاصة بالأردن
وتضيف "تضامن" الى أن التقرير تتضمن عدداً من المؤشرات عن حالة التغذية في الأردن بصورة مقارنة خلال عقد من الزمن (2004 – 2017)، مما يؤكد على إحراز تحسن في بعض المؤشرات وثبات أو تراجع في مؤشرات أخرى.
إن الأردن الى جانب عدداً آخراً من الدول النامية يستضيف حالياً أكثر من 80% من مجموع اللاجئين في العالم مما يشكل ضغطاً على الأمن الغذائي. أما فيما يتعلق باللاجئين السوريين فإن تواجدهم في دول الجوار كان على النحو التالي خلال عام 2016: فقد قدر بأن 4.8 مليون لاجئ موجودون في تركيا (58%)، وفي لبنان (21%)، وفي الأردن (14%)، وفي العراق (5%)، وفي مصر (2%).
نسبة انتشار النقص التغذوي بين مجموع السكان في الأردن 13.5%
ارتفعت نسبة إنتشار قصور التغذية بين مجموع السكان في الأردن لتصل الى 13.5% خلال (2015-2017) مقارنة مع 6.6% خلال (2004-2006)، ووصلت نسبة إنتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد بين مجموع السكان في الأردن (متوسط ثلاث سنوات 2015-2017) الى 13.9%. وأوضح التقرير بأن عدد الأشخاص في الأردن الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد وصل الى 1.3 مليون نسمة.
وأكدت المنظمة الأممية على أنه عند مقارنة مستويات إنعدام الأمن الغذائي بين النساء والرجال تبين أن إنتشار إنعدام الأمن الغذائي كان أعلى بقليل بين النساء على الصعيد العالمي وفي كل منطقة من مناطق العالم. وأضافت المنظمة بأنه وبمقارنة إنتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد بين الرجال والنساء البالغين من العمر 15 عاماً فأكثر، تبين بأن 7.9% من النساء و 7.3% عالمياً يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
مؤشرات أخرى حول الأردن
وإنخفضت نسبة إنتشار التقزم لدى الأطفال (دون سن الخامسة) الى 7.8% عام 2012 مقارنة مع 12% عام 2002، فيما ثبتت نسبة إنتشار الوزن الزائد لدى الأطفال (دون سن الخامسة) على 4.7% (2005-2016). ووصلت نسبة إنتشار الهزال لدى الأطفال (دون سن الخامسة) عام 2016 الى 2.4%.
وإرتفعت نسبة إنتشار البدانة بين البالغين (18 عاماً فأكثر) لتصل الى 33.4% عام 2016 مقارنة مع 30.3% عام 2012، كما إرتفعت نسبة فقر الدم لدى النساء في سن الإنجاب (15-49 عاماً) لتصل الى 34.7% عام 2016 مقارنة مع 30.8% عام 2012.
وتحسنت بشكل طفيف نسبة إنتشار الرضاعة الطبيعية الخالصة لدى الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين يوم و5 أشهر لتصل الى 22.7% عام 2012 مقارنة مع 21.8% عام 2007.
ويعتبر التقزم (قصر الطول مقارنة بالعمر) من المؤشرات الأكثر شيوعاً لنقص التغذية بين الأطفال الى جانب الهزال (إنخفاض الوزن مقارنة بالطول) ونقص الوزن (إنخفاض الوزن مقارنة بالعمر).
وتشير "تضامن" الى أن التقزم ناتج عن عوامل رئيسية هامة تتعلق بالأمهات والأطفال على حد سواء ، فالتقزم ليس نتيجة للغذاء وحده ، وإنما الوضع التغذوي يتأثر بتمتع كل من الأم والطفل بالغذاء والصحة والرعاية. وترتبط صحة الأطفال ذكوراً وإناثاً بشكل مباشر بصحة أمهاتهم ، وإن الإهتمام بالإمهات قبل وخلال فترة الحمل وبعده تؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال وتغذيتهم خاصة في الأشهر القليلة التالية على الولادة الى عمر السنتين.