لقي قرابة 400 شخص حتفهم في زلزال أعقبه تسونامي ضرب جزيرة سولاويسي الإندونيسية، حسب ما أعلن مسؤولون السبت، فيما غصت المستشفيات بمئات الجرحى وسط مواصلة فرق الانقاذ جهودها للوصول إلى المنطقة المنكوبة.
ونشرت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث حصيلة رسمية أكدت سقوط 384 قتيلا حتى الآن جميعهم في مدينة بالو التي اجتاحتها أمواج المد العالي محذرة من أن الحصيلة قد ترتفع.
وأضافت أن نحو 540 شخصا أصيبوا بجروح بالغة ما تسبب بحالة ازدحام في المستشفيات التي عالجت بعض الجرحى خارج المباني، فيما شارك ناجون في جهود البحث عن ضحايا.
وشوهد رجل يحمل جثة طفل مغطاة بالوحل، كما شوهدت جثث بين الركام المتناثر قرب شاطئ المدينة البالغ عدد سكانها 350 ألفا، بعد أن اجتاحتها أمواج بلغ ارتفاعها متراً ونصف متر.
وعبرت الوكالة عن مخاوف بشأن مصير مئات الأشخاص الذين كانوا يستعدون لإقامة احتفالات على الشاطئ كان من المقرر أن تبدأ مساء الجمعة.
وجاء التسونامي عقب زلزال عنيف دمر مباني وأجبر الأهالي على التوجه إلى أماكن مرتفعة فيما تسببت الأمواج العاتية بانقطاع الكهرباء عن العديد من أحياء بالو.
وقال احد سكان بالو ويدعى انصير باشميد "أصبنا جميعا بالذعر وركضنا خارج المنزل".
وتابع الرجل البالغ 39 عاما "الناس هنا بحاجة إلى المساعدة.. الطعام والشراب والمياه النظيفة. لا نعرف ما الذي سنأكله الليلة".
- "سارعت للركض" -
وأظهر تسجيل فيديو تم تصويره من الدور الأعلى لموقف سيارات في بالو التي تبعد نحو 80 كلم عن مركز الزلزال، أمواجاً متلاحقة وهي تجتاح وتدمر مباني وتغمر مسجدا كبيرا.
وقال أحد الأهالي ويدعى روسيدانتو "بدأت أركض عندما شاهدت الأمواج تضرب المنازل على الساحل".
وذكرت وكالة إدارة الكوارث أنه تم إجلاء نحو 17 ألف شخص، فيما من المتوقع أن ترتفع هذه الاعداد لاحقا.
والزلزال الذي بلغت شدته 7,5 درجات كان أقوى من سلسلة الهزات التي أودت بالمئات في جزيرة لومبوك في تموز/يوليو وآب/اغسطس 2018.
وأوضح الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أنه تم استدعاء الجيش إلى المنطقة المنكوبة للانضمام إلى فرق الإغاثة والإنقاذ.
وقال جان غيلفاند المسؤول في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر من جاكرتا "إنها كارثة مزدوجة ومروعة".
وأضاف أن "الصليب الأحمر الإندونيسي يسارع لمساعدة الناجين لكننا لا نعرف ما الذي سيجدونه هناك".
وشعر السكان على بعد مئات الكيلومترات بالهزات الارتدادية القوية ولم ترد تقارير حول ضحايا في دونغالا المنطقة الواقعة إلى الشمال من بالو حيث قتل شخص على الاقل الجمعة.
وقال غيلفاند "لم تردنا أي أخبار من دونغالا وهذا مقلق جدا. أكثر من 300 ألف شخص يقيمون هناك. إنها أساسا مأساة لكن يمكن أن يسوء الوضع".
وضرب الزلزال المنطقة قبالة وسط سولاويسي على عمق 10 كيلومترات فقط قبيل الساعة 11 ت غ (مطلع المساء في إندونيسيا) بحسب مركز المسح الجيولوجي الأميركي. وغالباً ما تخلف الزلازل دماراً أكبر.
وأظهرت صور نشرتها وكالة إدارة الكوارث مركزا تجاريا في بالو تضرر بشدة وانهار فيه طابق واحد على الأقل على الطوابق تحته، فيما أظهرت صور أخرى دمارا هائلا في المباني وشقوقا كبيرة في الأرصفة.
وسويت منازل بالأرض وكذلك فندق صغير، فيما دمر جسر يعد معلما في المدينة.
وأظهر مقطع فيديو من الموقع انهيار الجسر مع أقواسه المعدنية الصفراء العملاقة فيما سقطت السيارات في المياه أسفله. وشاهد صحافي لوكالة فرانس برس في موقع الحادث أضرارا واسعة النطاق في نطاق 50 مترا حول الجسر المنكوب.
وأضافت الوكالة إن طريقا رئيسيا يؤدي إلى المدينة تعرض لأضرار بالغة وسدّته انهيارات التربة.
- إغلاق المطار -
وأغلق المطار الرئيسي في بالو، عاصمة إقليم سولاويسي الجنوبي. ومن المتوقع أن يستمر إغلاقه 24 ساعة على الأقل، ما يعقد جهود الإغاثة.
وشعر بالزلزال الجمعة الاهالي في أقصى جنوب الجزيرة، في ماكاسار كبرى مدنها وفي كاليمنتان المجاورة الواقعة في الجزء الإندونيسي من جزيرة بورنيو.
وضرب الزلزال الأساسي المدينة قبيل بدء صلاة العشاء في أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان وفي يوم الجمعة حيث تكتظ المساجد عادة بالمصلين.
وتعد إندونيسيا احدى أكثر دول العالم تعرضاً للزلازل.
فالأرخبيل المؤلف من آلاف الجزر يقع على خط "حزام النار" في المحيط الهادئ الذي يشهد حركة زلزالية وبركانية.
وخلال هذا الصيف، أوقعت زلازل 555 قتيلا في جزيرة لومبوك السياحية وفي سومباوا المجاورة.
وأصيب نحو 1500 شخص بجروح فيما نزح 400 ألف من منازلهم التي دمرت.
وتعرضت إندونيسيا لسلسلة من الزلازل المدمرة خلال السنين الأخيرة. ففي 2004، أسفر تسونامي أعقب زلزالا تحت البحر بقوة 9,3 درجات قبالة سومطرة غرب إندونيسيا عن 220 الف قتيل في البلدان المطلة على المحيط الهندي، بينهم 168 الفا في إندونيسيا.
في 2010 قتل نحو 430 شخصا عندما تسبب زلزال بقوة 7,8 درجات بمد بحري ضرب منطقة مينتاوي المعزولة قبالة ساحل سومطرة.
وفي العام 2006، ضرب زلزال قوته 6,3 درجات اقليم جاوا المكتظ بالسكان ما تسبب في مقتل 6 آلاف شخص وإصابة 38 ألفا آخرين. ودمر الزلزال 157 ألف منزل ما تسبب في تشريد 420 ألف شخص.