أشارت بيانات وخرائط النماذج العددية الجوية، إلى تشكُل عاصفة قوية اعتباراً من الخميس وخلال أيام الجُمعة والسبت وحتى الأحد فوق البحر المتوسط، وتحديداً في المنطقة البحرية الواسعة الواقعة بين ليبيا واليونان وصولاً إلى غرب تركيّا، والتي تُعتبر الأولى من نوعها في حوض البحر المتوسط خلال هذا الخريف.
وبحسب طقس العرب، تندفع من القارّة الأوروبية في هذه الأثناء رياح نشطة وباردة بشكل لافت، نحو مياه المياه البحر المُتوسط، والتي تُعتبر أدفأ من المُعتاد هذا العام، وذلك يُتوقع أن يعمل على تشكُل مُنخفض جويّ عميق يوم الخميس، قُبالة السواحل الشمالية الشرقية لليبيا، على أن تتطور المنظومة الجوية بشكل سريع يومي الجُمعة والسبت وحتى الأحد، لتتحوّل إلى عاصفة مُتوسطيّة كبيرة، تترافق برياح قوية مُعدل سُرعتها 60-70 كم بالساعة، مع هبّات عاتية تتجاوز سرعتها حاجز الـ 10-110 كم/ساعة.
أمطار غزيرة وعواصف رعدية ورملية في ليبيا
وتعمل هذه العاصفة أثناء تشكُلها يومي الأربعاء والخميس، على هُطول أمطار غزيرة على أجزاء مُختلفة من المناطق الشمالية في ليبيا، والمناطق البحرية التابعة لها، تترافق مع حدوث العواصف الرعدية وتساقط البرد، وهبوب العواصف الرملية أحياناً، إضافة إلى ارتفاع الأمواج بشكل لافت على طول السواحل الليبية، وخطر تشكُل السيول محلياً.
اليونان في مرمى العاصفة
وتتفق جميع نماذج التنبؤات العددية، على أن العاصفة القوية ستتجه لتضرب سواحل اليونان تدريجياً أيام الجمعة والسبت والأحد، جالبةً معها أمطاراً رعدية غزيرة تُقدر كميّتها بما يقارب 150-200 مم في بعض المناطق، ورياحاً قوية وأمواج عالية يصل ارتفاعها لما بين 4-5 أمتار أحياناً على السواحل اليونانية الغربية المُطلة على بحر الأدرياتيكي، مع توقعات بإغلاق عدد كبير من الموانئ في المنطقة أثناء تأثير العاصفة.
بقايا العاصفة تؤثر على غرب تركيا
ويُتوقع ان تصب بقايا العاصفة نحو الجزء الغربي من تركيا مع بداية الأسبوع الجديد، مع توقعات بهُطول أمطار رعدية غزيرة على بعض المناطق وهبوب رياح قويّة.
إطلاق إسم (كسينوفون )على العاصفة
وقامت وسائل الإعلام في اليونان بإطلاق إسم ( كسينوفون ) على العاصفة، والتسميّة ترجع إلى شخصيّة يونانية تاريخية ( كسينوفون هو أحد طُلاب سقراط وهو فيلسوف يوناني ومؤرخ وجندي من مدينة أثينا)
العاصفة بعيدة عن بلاد الشام وشمال السعودية وسواحل شرق المتوسط
ويُعتبر موقع هذه العاصفة بعيداً عن منطقة بلاد الشام والسواحل الشرقية للبحر المتوسط، وشمال السعودية، حيثُ يُستبعد أن تصل التأثيرات المباشرة للعاصفة لأي من هذه المناطق.
ولكن، نظراً لموقع العاصفة في وسط البحر المتوسط، يُتوقع أن تندفع نحو بلاد الشام وشمال السعودية ومصر تيارات حارّة نسبياً قادمة من الجنوب، ما يعمل على ارتفاع درجات الحرارة عُموماً، كما تندفع الرطوبة في طبقات الجو المتوسطة والعالية، ما قد يعمل على نشوء أحوال جوية غير مُستقرّة مع الأيام الأخيرة من شهر أيلول/ سبتمبر وبداية شهر /تشرين أول أكتوبر، خاصة فوق مناطق البادية الأردنية وبعض المناطق الشمالية من السعودية ( كما هو موضّح في الخريطة).