4 أعوام على الحرب الدامية في اليمن

عربي دولي
نشر: 2018-09-06 09:28 آخر تحديث: 2018-09-06 09:28
ارشيفية
ارشيفية

يشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعا داميا منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين الذي يسيطرون منذ نحو أربع سنوات على العاصمة صنعاء ومناطق اخرى.

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 لوقف توقف المتمردين وعدم قوات السلطة المعترف بها دوليا.

وأوقعت الحرب منذ التدخل السعودي نحو 10 آلاف قتيل غالبيتهم من المدنيين وأغرقت أكثر من ثمانية ملايين شخص في شبه مجاعة وتسببت بـ"أسوأ أزمة إنسانية" في العالم، بحسب الأمم المتحدة. 

- تمرد في صنعاء -

في تموز/يوليو 2014، شن المتمردون الحوثيون انطلاقا من معقلهم في صعدة (شمال) هجوما كاسحا باتجاه صنعاء بعدما اعتبروا انهم تعرضوا للتهميش منذ الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ضد حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011.

وسيطر المتمردون الذين ينتمون الى الاقلية الزيدية، على معظم معاقل النفوذ للقوى التقليدية في شمال اليمن، ثم دخلوا صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر وسيطروا على معظم مبانيها الحكومية، قبل ان يفرضوا سيطرتهم على ميناء الحديدة المطل على البحر الاحمر غربا في 14 تشرين الاول/اكتوبر.

وفي 20 كانون الثاني/يناير 2015، بعد يومين معارك جديدة، سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي في صنعاء ما اضطر الرئيس عبد ربه منصور هادي الى الفرار الى مدينة عدن الجنوبية. 

- تدخل التحالف -

في 26 آذار/مارس 2015، نفذ تحالف تقوده السعودية ضربات جوية على مواقع للمتمردين الحوثيين الشيعة، وذلك بعد ستة أشهر من دخولهم الى صنعاء، في محاولة لوقف تقدمهم.

وفي تموز/يوليو من العام ذاته، أعلنت حكومة هادي أنها استعادت محافظة عدن في الجنوب، في أول انتصار تحققه منذ تدخل التحالف. وأصبحت عدن العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دوليا.

وعزز التحالف قوته الجوية بمئات من القوات البرية، وبحلول منتصف آب/اغسطس 2015، استعادت القوات الموالية خمس محافظات جنوبية. 

وفي تشرين الأول/اكتوبر، استعادت القوات الحكومية السيطرة على مضيق باب المندب الذي يعد بين أكثر طرق الملاحة في العالم اشغالا.  

- خلافات الحلفاء -

في آب/اغسطس 2017، اتهم المتمردون حليفهم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح بالخيانة بعدما وضفهم بالميليشيات. وتطور الخلاف في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الى اشتباكات على الارض بين الحوثيين ومؤيدي صالح.

وقتل صالح على أيدي حلفائه السابقين في بداية كانون الاول/ديسمبر، لينفرد المتمردون بالحكم في العاصمة اليمنية.

وشهد بدوره معسكر السلطة خلافات. ففي كانون الثاني/يناير 2018، اندلعت مواجهات عنيفة في مدينة عدن بين الانفصاليين الجنوبيين ومقاتلين موالين لهادي. وسيطر الانفصاليون الذين يحظون بدعم الإمارات (الدولة العضو في التحالف) على معظم انحاء المدينة.  

- تقدم نحو الحديدة -

في كانون الأول/ديسمبر 2017، حققت القوات الحكومية اختراقا عندما أخرجت المقاتلين الحوثيين من مدينة الخوخة الواقعة بين مدينة المخا ومدينة الحديدة التي تضم الميناء الاستراتيجي.

وفي حزيران/يونيو، وصلت القوات الحكومية المدعومة من قوات سعودية وإماراتية الى مشارف المدينة الساحلية قبل ان تعلّق هجومها بانتظار مفاوضات سياسية، وسط مطالبة من قبل التحالف بانسحاب المتمردين من المدينة ومينائها.

- ضحايا مدينون -

المدينون هم من يدفع الثمن الأكبر للنزاع في البلد الفقير.

وأعلنت بعثة خبراء مفوضة من قبل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الشهر الماضي ان كل أطراف النزاع في اليمن يحتمل ان يكونوا ارتكبوا "جرائم حرب"، معددة ضربات جوية قاتلة والعنف الجنسي وتجنيد أطفال للقتال.

ومنذ بدء عملياته في اليمن في آذار/مارس 2015، اتهمت منظمات حقوقية التحالف الذي تقوده الرياض بالتسبب بمقتل مئات المدنيين في غارات أصابت اهدافا مدنية في البلد الفقير.

وقتل أكثر من 50 شخصا بينهم 40 طفلا بحسب الصليب الاحمر في غارة استهدفت حافلة في صعدة في التاسع من آب/اغسطس. كما قتل ما لا يقل عن 26 طفلاً و4 نساء في غارتين للتحالف في منطقة الدريهمي قرب مدينة الحديدة الساحلية في الشهر ذاته.

وتقول الامم المتحدة ان أكثر من ألفي طفل قتلوا في النزاع منذ التدخل التحالف العسكري.

أخبار ذات صلة

newsletter