كشف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، أن الرئيس السوري بشار الأسد بعث عام 2010 برسالة سرية إلى نظيره الأمريكي آنذاك باراك أوباما، تضمنت اقتراحا للسلام مع الاحتلال.
ويروي كيري في مذكراته التي ينشرها الثلاثاء، تحت عنوان Every Day is Extra (كل يوم هو إضافي)، مضمون اقتراح سري للسلام نقله من الأسد إلى أوباما ونتانياهو، إذ أبدى الأخير "دهشته" منه.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن كيري قوله في كتاب مذكراته الذي صدر اليوم الثلاثاء، أنه عقد أول اجتماع مطول مع الأسد عام 2009، عندما زار دمشق في إطار جولة شرق أوسطية بصفة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي.
وأضاف كيرى أنّه خلال حديثهما التالي، ضغط على الأسد بسبب دعمه لـ"حزب الله" اللبناني، فيما أجاب الرئيس السوري بأن "كل شيء يمكن التفاوض عليه"، ملمحا إلى أن هذه السياسة قد تتغير بعد المفاوضات مع الاحتلال.
وأشار كيري إلى أنه رغم فشل المحاولات للتوصل إلى اتفاق سلام بين الاحتلال وسوريا في عهد رؤساء وزراء الاحتلال السابقين، كان الأسد في ذلك الوقت لا يزال مهتما بنوع من التعامل مع الاحتلال.
وكتب كيرى: "سألني الأسد ما الذي قد يتطلبه الدخول في مفاوضات سلام جدية، أملا في ضمان عودة هضبة الجولان، التي فقدتها سوريا عام 1967".
وتابع: "أخبرته بأنه إذا كان جادا، فعليه تقديم اقتراح خاص، وتبادلت معه الآراء وأصدر التعليمات لكبير مساعديه بصياغة رسالة منه إلى الرئيس أوباما".
وفي الرسالة حسب كيري، طلب الأسد من أوباما دعم استئناف محادثات السلام مع الاحتلال، وأكد "أن سوريا مستعدة لاتخاذ جملة من الخطوات مقابل إعادة الجولان من الاحتلال".
وأضاف كيرى أنّه بعد لقائه الأسد مباشرة، سافر إلى إسرائيل وتبادل المعلومات مع نتنياهو، الذي عاد للتو إلى السلطة بعد 10 سنوات في المعارضة، وتابع كيري: "في اليوم التالي، طرت إلى تل ابيب ، حيث جلست مع رئيس الوزراء نتنياهو، وعرضت عليه رسالة الأسد. نتنياهو فوجئ بأنّ الأسد كان على استعداد للذهاب إلى هذا الحد، أكثر بكثير مما كان على استعداد للذهاب إليه سابقا".
وحسب كيري، فإنّ نتنياهو أخبر الإدارة الأمريكية في النهاية بأنه لا يستطيع التوصل إلى اتفاق مع سوريا في ظل هذه الظروف.
وأشار كيري، إلى أنّه بعد أن عرض رسالة الأسد على نتنياهو، أعادها معه إلى واشنطن، وحاولت إدارة أوباما اختبار مدى جدية الأسد بمطالبته باتخاذ "إجراءات لبناء الثقة" تجاه كل من الولايات المتحدة والاحتلال، تتضمن وقف بعض شحنات الأسلحة إلى "حزب الله"، لكن الأسد خيب آمال الإدارة بفشله في الوفاء بوعوده.