عمار نجار الشاب الغزاوي بدأ يخطف الأضواء، وتلاحقه وسائل الاعلام الامريكية بعد أن اصبح قريبا جدا من عضوية الكونغرس الأميركي ليكون أحد أصغر البرلمانيين سناً في الولايات المتحدة، فضلاً عن أنه واحد من أوائل العرب الذين يصلون إلى هذا المنصب.
ووفقا لموقع العربية نت فعمار النجار هو مواطن أميركي مسلم من أصول فلسطينية يبلغ من العمر 29 عاما هاجر والده إلى الولايات المتحدة، لكن أمه مكسيكية أميركية مسيحية وتتبع المذهب الكاثوليكي، وهو مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الكونغرس المقبلة.
واصبح عمار نجار تحت الأضواء بشكل مفاجئ في الولايات المتحدة، خلال 24 ساعة فقط من توجيه اتهامات بالفساد لمنافسه الجمهوري الثلاثاء الماضي، والذي انهار عقب ذلك.
وكان نجار، الذي عمل موظفاً لدى إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، قد حصل في الانتخابات التمهيدية، التي جرت في كانون الثاني/يناير الماضي على 17% فقط من الأصوات، حيث كان منافسه هنتر متقدماً عليه بواقع 30 نقطة، وهو التقدم الطبيعي بسبب أن المنطقة الجنوبية لكاليفورنيا التي تجري فيها المنافسة بين الرجلين ممثلة من نائب جمهوري منذ أكثر من 10 سنوات، فضلاً عن أن هنتر كان محارباً قديماً في الجيش الأميركي وشارك في حرب العراق سابقاً.
واصبح النجار فجأة أمام فرصة عرض نفسه وشرح حملته الانتخابية أكثر من أي وقت مضى، وذلك بعد أن انزلق منافسه إلى أزمة الاتهامات بالفساد، وهي الأزمة التي فتحت أمام النجار أبواب وسائل الإعلام المختلفة ورفعت بشكل كبير من احتمالات فوزه بالانتخابات.
وقال نجار في مقابلة مع "أسوشييتد برس" الأميركية: "نحن متحمسون. أنا لا أبني نجاحي على بؤس الآخرين، أنا أشعر به (يقصد هنتر) وبعائلته، لكني أيضاً أشعر أكثر بالناس في منطقتنا التي تستحق تمثيلاً برلمانياً أفضل بعد سنوات عديدة من غياب التمثيل الحقيقي لها".
ويُعتبر هنتر أحد المخضرمين في السياسة على مستوى منطقته في كاليفورنيا، حيث ينتمي لعائلة تشارك في الحكم منذ أجيال مضت، وكان أبوه دانكن قد انتخب لتمثيل المنطقة في الكونغرس عام 1980، وظل يستحوذ على مقعد برلماني حتى فاز ابنه هنتر بمقعد في الكونغرس عام 2008. ومنذ ذلك التاريخ يحافظ هنتر على مقعده في الكونغرس ويُعاد انتخابه في كل مرة.
ويبدو نجار، الأميركي ذو الأصول العربية، فخوراً بأنه سيكسر قريباً احتكار عائلة هنتر لتمثيل منطقة جنوب كاليفورنيا في الكونغرس الأميركي، مشيراً إلى أنه يريد الوصول إلى الناس الذين صوتوا لصالح أوباما في الانتخابات التي جرت عام 2008، قائلاً: "إنهم ليسوا جاهلين، بل يتم تجاهلهم من قبل حزبي وحزبهم والبلد بأكمله".
وأكد نجار أن لديه "حلولاً معقولة" تتجاوز خطوط حزبه الديمقراطي بما في ذلك ما يتعلق ببرنامج الرعاية الصحية الذي يرى أنه من الممكن أن يشمل الجميع دون أن يرفع من المديونية العامة للحكومة، إضافة إلى توفير تعليم جامعي مجاني للأميركيين يقوم على الجدارة والحاجة.
كما رفض فكرة بناء الجدار مع المكسيك التي يتبناها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، معتبراً أنها غير مجدية، وذلك بسبب حقيقة أن 40% من الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني يصلون إليها بالطائرة. وبدلاً من الجدار مع المكسيك، رأى نجار وجوب تشديد العقوبات على أصحاب العمل الذين ينتهكون قوانين الهجرة ويقومون بتشغيل وافدين غير قانونيين. كذلك لفت إلى أن الأطفال من أبناء المهاجرين يتوجب منحهم الجنسية الأميركية على الفور.
أما الحياة الشخصية لنجار فتبدو مثيرة بعض الشيء، حيث نشأ ابناً لمهاجر فقير. وعندما بلغ الثامنة من عمره، انفصل والده عن والدته. وبسبب الفقر الذي عاشه اضطر ليعمل أول مرة وهو في سن الـ15 عاماً، حيث عمل حينها حارساً لتأمين بعض الأموال.
وقضى نجار جزءاً من طفولته في مدينة غزة بالأراضي الفلسطينية التي تعود أصوله إليها، لذلك هو يتقن وبطلاقة اللغة العربية، إلى جانب كل من الإنجليزية والإسبانية.