تواجه تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أروغان أخطر تحدياتها الاقتصادية منذ الأزمة المالية في 2001 في أعقاب تسجيل عملتها تدهورًا حادًا مقابل الدولار.
وسجلت العملةُ التركية تدهورا حادا مقابلَ الدولار، اثرَ مضاعفةِ الولايات المتحدة الأمريكية، الرسومَ الجمركيةَ على الألمنيوم والصلب المستوردين من تركيا.
كبير المحللين مهند عريقات في شركة CFI، قال خلال نشرة أخبار رؤيا "الاقتصادية"، إن كثيرًا من التطورات السياسية بين الولايات المتحدة وتركيا، لعبت دورًا في تدهور العلاقة بين البلدين، وخاصة ما يتعلق بالقس الأمريكي الإنجيلي أندرو برانسون، وشراء منظومة "إس-400" للصواريخ "أرض- جو"، بدل من شراء صواريخ الباتريوت من أمريكا، ورفض روسيا الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، ورفضها أيضا للعقوبات المفروضة على إيران.
يذكر أن برانسون متهم بدعم محاولة انقلاب ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل نحو عامين، وينفي القس، الذي يحاكم بتهم الإرهاب هذه الاتهامات الموجهة أليه.
هذه العوامل بدأت تتحول من تطورات سياسية إلى اقتصادية، بعد أن أعلن ترمب فرض الرسومَ الجمركيةَ على الألمنيوم والصلب.
وتابع عريقات خلال حديثه، أن السلطات التركية رفضت رفع الفائدة على العملة التركية، مشيرا إلى أنه من هنا بدأت التوترات السياسية تتحول إلى توترات اقتصادية.
وفي وقت سابق أشار الرئيس الأمريكي ترمب إلى أن العلاقات مع تركيا ليست جيدة، فيما أشار إلى انه أصدر أمرًا بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم.
وبين أن ما يثير تخوف المستثمرين حاليًا هو القروض المفروضة على تركيا، حيث تقدر بـ 150 مليار للبنوك الأوروبية.
وعن المستويات التي سجلتها العملة التركية منذ بداية الأزمة، قال عريقات: "إن العملة التركية تراجعت منذ بداية العام الحالي بحدود 40%.".
يذكر أن البنك المركزي التركي قد أعلن في وقت سابق عن اتخاذ إجراءات لدعم الليرة التركية لضمان الاستقرار المالي في ظل هبوط حاد في قيمة الليرة التركية منذ عدة أيام.
وأكد البنك المركزي أنه سيوفر "كل السيولة الضرورية للمصارف" في وقت تسارع تراجع الليرة التركية في الأيام الأخيرة إلى مستويات تاريخية على خلفية التوتر مع واشنطن.
وتابع عريقات حديثه بأن الإجراءات التركية للخروج من هذه الأزمة لا توحي بإجراءات حقيقية سوف تنعكس إيجابا، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات محصورة بعدة نقاط وتعتبر ضعيفة، حسب قوله.
وعن إعلان الرئيس التركي، بأن بلاده ستقاطع المنتجات الإلكترونية الأمريكية، قال عريقات: "إن هذا الإعلان يعد بالتزامن مع إعلان اردوغان، أن بلاده لن تقدم تنازلات، وهذا يشير إلى مزيد من التوتر السياسي خلال المرحلة القادمة.
ومحليًا، قال عريقات: إن الأردن أوقف العمل باتفاقية التجارة الحرة مع تركيا منذ شهر أذار الماضي، من أجل دعم القطاع الصناعي، وزيادة قدرته التنافسية في السوق المحلية والأسواق الخارجية.
ونصح المستثمرين الأردنيين أو المتداولين في العملات الانتباه إلى المسارات الأفقية لأنها تحمل درجة من الخطورة.