بعد ارتفاع أسعار الوقود عن العام الماضي 50 %، من المتوقع أن تواجه شركات الطيران التجارية زيادات كبيرة في تكاليف التشغيل المستقبلية، بحسب مجلة "Forbes" الأميركية بسبب أسعار الوقود.
وجاء أكثر من نصف هذا الارتفاع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث وصلت أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2014، كما أن تزايد الطلب عالمياً على السفر جواً يزيد من إجمالي استهلاك الوقود.
خفض بنسبة 2%
ويعزى هذا التطور إلى أن قلة شركات الطيران التي تعتمد بشكل كامل على التكنولوجيات الحديثة التي تحسن أداء الطائرات وتقلل استهلاك الوقود.
وبالنظر إلى أن الوقود يشكل في أي مكان من 25% إلى 30% من إجمالي نفقات صناعة النقل الجوي، فإن مجرد خفض نقطتين مئويتين في نسب الاستهلاك يمكن أن ينقذ شركات الطيران في جميع أنحاء العالم، حتى لو استقرت أسعار الوقود.
كما أن هذا الخفض سيساعد شركات الطيران على الارتقاء لتلبية المتطلبات والمعايير الدولية لحماية البيئة من انبعاثات الغازات والعوادم التي تؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، كما أنه قد يخفض تكاليف السفر على صعيد الأفراد.
أسلوب ديناميكي
وربما تتمثل إحدى الاستراتيجيات القوية المحتملة في تحويل الخطط الثابتة لمسار الرحلات الحالية إلى نموذج أكثر ديناميكية، بما يسمح لشركات الطيران بتحقيق أي توفير ممكن لاستهلاك الوقود عن طريق إجراء تعديلات على المسار والارتفاع أثناء التحليق، كلما أمكن ذلك.
وبالتالي تحتاج شركات الطيران إلى امتلاك القدرة على نقل البيانات في الوقت الفعلي من الطائرة إلى أنظمة التحليل المتقدمة على الأرض، حتى تتمكن باستمرار من تعديل خطط الطيران لتتماشى مع أفضل ظروف طيران تواجهها أي طائرة وبالتالي تقليل استهلاك الوقود في نهاية المطاف.
تحليل البيانات
ووسائل الاتصال القوية عبر الأقمار الصناعية والجيلين الرابع والخامس لنقل البيانات والمعلومات إلى محطات أرضية قادرة على القيام بإعادة حساب وتحسين مسار الأسطول الجوي الكامل لشركة الطيران. ويتم ذلك على أساس المعلومات المتبادلة بين الطائرات والقاعدة الأرضية. كما يتطلب النظام الجديد إنشاء مسار تدفق مستمر ودوري للبيانات من خلال أنظمة تحسين مسار الرحلات الديناميكي، حيث تقوم كل طائرة بجمع المعلومات عن الظروف الجوية وحالة أنظمتها وترسلها إلى المحطة الأرضية.
وتحسب المحطة الأرضية الارتفاع الأمثل للطائرة وسرعتها ومسارها استناداً إلى المعلومات الجديدة الواردة من الطائرة، وكذلك من المصادر الخارجية، مثل تنبؤات الطقس ومراقبي الحركة الجوية، ومن الطائرات الأخرى أيضاً.
نظام ثلاثي
ومن المتوقع في إطار التقنية الجديدة التي تعتمد على نظام ثلاثي لجمع وتحليل وإعادة إرسال البيانات، أن يتم تطوير وتحديث قدرات أبراج ومراكز مراقبة الحركة الجوية كي تستطيع استيعاب التغييرات قصيرة الأجل لمسار الرحلات لكل طائرة أو لعدد من الطائرات وفقاً لمتغيرات الطقس أو غيرها من العوامل التي تقتضي تعديل المسار.
تستخدم التقنية الجديدة إدخال بيانات ثلاثية: لأحوال الطقس وكثافة الحركة المرورية في الجو، فضلاً عن التفاصيل المتعلقة بحالة كل طائرة.
انسيابية الحركة
ومن العناصر التي سيتم تحميلها على نظام تحليق كل طائرة، تحديد السرعة والارتفاع بما يضمن تحقيق أقل استهلاك للوقود وأقصر الطرق للوصول وضمان عدم إهدار وقود نتيجة لانتظار الطائرة للإذن بالهبوط في المطار حيث ستكون هناك انسيابية في حركة المرور الجوية من وإلى المطارات.