وصل وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس الخميس الى سيول قبل زيارة طوكيو لطمأنة حليفتي واشنطن بعد قرار دونالد ترمب تعليق المناورات المشتركة مع كوريا الجنوبية من جانب واحد.
ويسود قلق في المنطقة بعد أن كال الرئيس الاميركي المديح للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون ووصفه بأنه "شخص موهوب" سعياً لاقناعه بالتخلي عن السلاح النووي.
إلا أن ماتيس قال لنظيره في سيول إن "الالتزام الاميركي ازاء كوريا الجنوبية لا يزال متينا"، مضيفا ان ذلك معناه "بقاء مستوى القوات الاميركية في شبه الجزيرة الكورية على حاله".
ويتوجه ماتيس الى طوكيو في وقت متأخر من مساء الخميس حيث يعقد اجتماعات مع مسؤولين يابانيين في اليوم التالي.
وتربط كلا البلدين معاهدة أمنية مع واشنطن لكن التحول الدبلوماسي السريع لترمب ازاء كوريا الشمالية وضعهما في موقف حرج.
وما أثار الاستغراب خصوصا اعلان ترمب خلال مؤتمر صحافي في اعقاب قمته مع كيم في سنغافورة في 12 حزيران انه سيعلق المناورات العسكرية المشتركة مع الجنوب بينما قالت سيول انها لم تبلغ بالامر مسبقا.
ونفذت الولايات المتحدة مناورات مع القوات الكورية الجنوبية عل امتداد عقود وكانت تشير اليها دائما على انها دفاعية بينما يندد بها الشمال اذ يقول انها محاكاة لعملية غزو.
وأعرب ترمب عن عدم رضاه عن كلفة المناورات حتى انه استخدم تعبير الشمال ليصفها بأنها "استفزازية" مضيفا بعدها "اريد أن أعيد جنودنا الى بلادهم".
في سيول، قال ماتيس ان تعليق مناورات "اولتشي فريدوم غارديان" على نطاق واسع يزيد الفرص امام المفاوضات الدبلوماسية وبالتالي "آفاق الحل السلمي في شبه الجزيرة".
الا ان الولايات المتحدة شددت على التزامها حماية اليابان وكوريا الجنوبية وكلاهما تستضيفان عشرات الاف الجنود الاميركيين، من ترسانة كوريا الشمالية النووية.
وعلق جيمس شوف الخبير السابق في شؤون آسيا في البنتاغون والذي يعمل حاليا في برنامج آسيا لدى كارنيغي "انهما تشعران بقلق متزايد ازاء مدى مصداقية تطميناتنا. هناك حساسية متزايدة الان ازاء أي قرار نتخذه".
لكن مسؤولا رفيعا في البنتاغون قلل من أهمية الحاجة لطمأنة هذين الحليفين قائلا "الطمأنة جزء من الزيارة لكنها ليست الموضوع الرئيسي" مضيفا ان التركيز هو "مواصلة الحوار حول اتجاه سير الامور".
في سنغافورة، وقع كيم وثيقة التزم فيها "العمل نحو نزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية"، وهو تعبير غامض يمكن تفسيره بعدة اشكال من الجانبين بينما قال منتقدوه انه لا يتضمن نقاطا ملموسة.
ولم تعلن بيونغ يانغ أي التزام علني بالتنازل عن أسلحتها وأظهرت صور التقطت بالاقمار الاصطناعية اعمال صيانة متواصلة في موقع يونغبيون للابحاث النووية.
الا ان ترمب قال ان عملية نزع الاسلحة النووية بدأت فعلا وان الشمال لم يعد يشكل تهديدا نوويا.
- مصداقية؟ -
لا يزال من غير الواضح ما سيكون عليه مستقبل المحادثات مع الشمال والتي يقودها وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو وتحيط سرية كبيرة باي تنازلات يمكن ان يقدمها هو او ترمب على صعيد الوجود العسكري الاميركي في شبه الجزيرة الكورية من اجل الحصول على تنازلات من كيم.
الا ان بومبيو بدا في مقابلة مع "سي ان ان" مؤخرا وكانه يحاول الحد من سقف التوقعات بالتوصل الى اتفاق قريبا مع انه ألمح الى جانب مسؤولين كبار آخرين الى ان تحديد اطار وجدول زمني للمهام المترتبة على كوريا الشمالية بات على وشك الانتهاء.
وبالنسبة الى كوريا الجنوبية واليابان وكلاهما في مرمى الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى للشمال، فإن قسماً كبيراً من المشكلة مرده الى عدم امكان التكهن بموقف ترمب او رد فعله فهو يتخذ قرارات مهمة ويعلنها دون ابلاغ المعنيين بها.
لكن وفي البلدين يحظى ماتيس بالاحترام من قبل نظرائه الذين يثقون به لتفهم مصالحهم واحترام الالتزامات الاميركية.
وشدد شوف "سيكون من السهل جدا على ماتيس طمأنة اليابان حول أسوأ الاحتمالات (...) هذا جزء مما يحاول ماتيس ونظراؤه في اليابان وكوريا الجنوبية توضيحه وهو الخطوط التي لن يتم تجاوزها".
لكن "ماتيس مدرك تماما بان هناك عناصر لا يملك السيطرة عليها" بحكم عمله مع ترمب.