روحاني يدعو إلى الوحدة الوطنية والبازار مغلق لليوم الثاني

عربي دولي
نشر: 2018-06-27 06:07 آخر تحديث: 2018-06-27 06:07
الرئيس الايراني حسن روحاني
الرئيس الايراني حسن روحاني

دعا الرئيس الايراني حسن روحاني الثلاثاء إلى الوحدة الوطنية من أجل الحفاظ على "ثقة" و"أمل" الشعب، وسط أجواء من التوتر الداخلي المتصاعد حيال الوضع الاقتصادي في البلاد، في حين لا يزال البازار مغلقا لليوم الثاني بسبب الاضراب.

ويتعرض روحاني المحافظ المعتدل الذي انتخب رئيسا عام 2013 وأعيد انتخابه عام 2017 بدعم من الاصلاحيين، لهجوم عنيف منذ أسابيع عديدة من جانب المعسكر المحافظ المتشدد، ان كان عبر مقالات أو افتتاحيات الصحف أو خطب لأئمة في بعض المدن.

وتتهم هذه الانتقادات الحكومة باهمال الطبقات الأكثر ضعفا من الشعب ضحية ارتفاع الأسعار بسبب تراجع قيمة الريال، وبعدم الوفاء بوعودها في شأن الحفاظ على مستوى التضخم، وبالتركيز على اصلاحات ليست ضمن الأولويات على الاطلاق بالنسبة إليهم، مثل قبول النساء في ملاعب كرة القدم مع الرجال.

وفي ظل اجواء من الاستياء حيال الوضع الاقتصادي، دعا روحاني في كلمة بثها التلفزيون الايرانيين الى الاحتفاظ ب"الثقة" و "الامل".

وقال في مناسبة المؤتمر السنوي الذي تنظمه السلطة القضائية أن "وسائل الاعلام، الأساتذة الجامعيين، الخطباء، الحوزات، كل أولئك الذين يتحدثون في العلن، البرلمان، النظام القضائي، جميعهم يجب أن يضمّوا جهودهم إلى جهودنا".

واضاف "أؤكد لكم أنه اذا تمكنا من الاحتفاظ بهاتين الميزتين وهما أمل وثقة (الشعب)، فيمكننا الانتصار على كل المشاكل".

وتاتي تصريحات روحاني في حين يشهد البازار الكبير في طهران، الداعم التقليدي للنظام السياسي، اضرابا نادرا منذ الإثنين احتجاجا على التدهور المستمر في قيمة العملة الوطنية والعقبات أمام النشاط الاقتصادي، الأمر الذي يحمل تجار البازار السلطة مسؤوليته.

وتابع متسائلا "لماذا يجب أن يقلق الناس؟ اليوم، هذا القلق تخلقه وسائل اعلام الأعداء. يقومون بعملهم (...) لكننا ننتظر المزيد من (الدعم) من أصدقائنا" في اشارة الى خصومه داخل النظام.

-الغاء عطلة مجلس الشورى-

ووفقا لآخر البيانات المتوفرة من البنك الدولي، ظل معدل البطالة في إيران "مرتفعًا" عند 11,9% في الربع الأخير من عام 2017 ، وان كان اقل بقليل من الفترة ذاتها العام السابق (12,3%).

والثلاثاء، ولليوم الثاني على التوالي واصل تجار البازار الكبير في طهران الاضراب احتجاجا على انخفاض قيمة العملة.

وبحسب وكالة "فارس" وشهود أجرت وكالة فرانس برس مقابلات معهم، فإن البازار بقي مغلقا الى حد كبير.

وفي اليوم السابق، دارت مواجهات محدودة بين متظاهرين شباب والشرطة في وسط العاصمة.

وفي كلمته، دافع روحاني عن فكرة "عدم وجود نقص" في البلاد. وأكد "للامة الايرانية" ان الاحتياجات اليومية للسكان ستكون مضمونة "في جميع الظروف".

في مجلس الشورى، بحث النواب في جلسة مغلقة "التقلبات في سوق العملات واحتجاجات الاثنين واغلاق البازار"، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الرسمية.

واكدت الوكالة إلغاء اسبوع العطلة الصيفية للنواب الذي كان مقررا أن يبدأ السبت بغرض عقد جلسات تهدف إلى "حل المشكلات الاقتصادية".

-تكهنات-

ويندد خصوم روحاني بشدة بالاتفاق الدولي حول النووي الايراني.

وسمح هذا الاتفاق الذي أبرم بين ايران ومجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا)، بانهاء سنوات من العزلة فرضت على ايران من خلال رفع قسم من العقوبات الاقتصادية الدولية عنها، مقابل الحد من برنامجها النووي لضمان عدم سعيها الى امتلاك السلاح الذري.

إلا ان القرار الأميركي الذي أعلن في أيار/مايو بالانسحاب من الاتفاق، ساهم في تسريع تدهور الريال الايراني، الذي خسر أكثر من خمسين بالمئة من قيمته مقابل الدولار خلال تسعة أشهر،على خلفية تكهنات حيال مستقبل الاقتصاد بفعل اعادة العقوبات الاقتصادية التي كانت قد علقتها الولايات المتحدة بموجب الاتفاق.

وفي نيسان/ابريل، تداولت شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو واخبار التظاهرات في عدة مدن ايرانية احتجاجا على الوضع الاقتصادي.

واخر العام الماضي ومطلع السنة الجديدة، شهدت عشرات المدن الايرانية اضطرابات اودت بما لا يقل عن 25 شخصاً على هامش تظاهرات غير مرخص لها ضد الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

أخبار ذات صلة

newsletter