اكدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، ان التعليم والاستثمار به، هو مفتاح الحياة والاقتصاد في المانيا وكل دول العالم ويجب ان يكون كذلك بالنسبة للاردن.
واعتبرت ميركل خلال لقاء حواري مع طلبة الجامعة الالمانية الاردنية الخميس، ان التعليم الجيد يسهم في توفير مستوى حياة افضل لكل المجتمعات والناس ويسهم كذلك في تحقيق الاستقرار والرفاه والتنمية.
وشددت ميركل على دور الأردن في إرساء الأمن في المنطقة، كما أشادت بدوره في احتضان أكثر من مليون لاجئ سوري، ما وضع البلاد أمام تحديات جمة. وتقول ميركل "نحن نريد مساعدة هؤلاء اللاجئين، لكننا نريد أيضا حياة كريمة للسكان الأصليين".
وقالت ان الجهود الالمانية في الاردن من خلال الوكالة الالمانية للتعاون الدولي، تركز على التعاون في المجالات التنموية في قطاعات المياه والبيئة والطاقة المتجددة، مؤكدة استعداد الجانب الالماني لتسخير كافة خبراته بهذا المجال للجانب الاردني.
وبينت ميركل ان الحكومة الالمانية لن تتوانى عن تقديم اي مساعدة او دعم للاردن وتعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين في مختلف المجالات وبخاصة في مجال البنى التحتية والنقل، اذا ما رغبت الحكومة الاردنية وطلبت ذلك.
وقالت ان المانيا تدرك حجم الاعباء التي يتحملها الاردن نتيجة الازمة السورية واستضافته لعشرات الاف من اللاجئين السوريين، وما يسببه ذلك من ضغط على البنية التحية والمرافق العامة.
اقرأ أيضاً : الملك: لا سلام في المنطقة دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس
نقاش مفتوح مع طلبة أردنيين
وقبل لقائها بجلالة الملك ، شاركت المستشارة ميركل في حلقة نقاش مع طلاب من الجامعة الأردنية الألمانية، تطرقت فيه إلى أزمة الهجرة واللاجئين، مدافعة عن سياسة "الترحيب" التي انتهجها، ومؤكدة أنها تقف بجانب من قالوا: "يجب أن نكون بلدا منفتحا". لكنها أيضا شددت على ضرورة تنظيم الهجرة والسيطرة عليها.
ودار النقاش بين ميركل وبين طلبة الجامعة الأردنية الألمانية، التي أنشئت على غرار الجامعات الألمانية المتخصصة ويدرس بها أكثر من 5000 طالب وطالبة.
وردا على سؤال لطالبة عمّا إذا كان لابد من التخوف حاليا من العنصرية في ألمانيا في ظل الإقبال على اليمينيين الشعبويين من حزب البديل لأجل ألمانيا "ايه اف دي"، قالت ميركل إن ألمانيا في المجمل لا تزال تعد بلدا آمنا، حتى وإن كان هناك للأسف أحداث مثل واقعة قتل الفتاة الألمانية سوزانا (14 عاما) المنحدرة من مدينة ماينز.
وتابعت ميركل أن هناك في ألمانيا أيضا أشخاصا يخافون من المهاجرين. وفي الوقت ذاته أكدت ميركل أن هناك أخبارا إيجابية أيضا تتعلق بالمهاجرين، مثل الخبر السار بأن واحدا من كل أربعة لاجئين في ألمانيا لديه عمل.
في المقابل، شددت المستشارة الألمانية على ضرورة الحديث عن الأمور السلبية المتعلقة بالهجرة؛ لأن المواطنين بات لديهم شعور بأن الأوساط السياسية لا ترغب في التعامل مع المشكلات.
وفي ردها على سؤال حول الدور الالماني في اعادة الاعمار في سوريا والعراق، اكدت المستشارة الالمانية، ان الجهود الالمانية في هذه المرحلة تركز فقط على تقديم المساعدات الانسانية للاجئين والنازحين، وان المانيا لن تشارك في عملية اعادة الاعمار ما لم يتحقق حل سياسي للازمات السياسية والامنية في البلدين وعودة الاستقرار اليهما.