لا ندري إذا كانت أصغر حاملة لجائزة نوبل منذ تأسيسها في 1901 حتى الآن، وهي الباكستانية ملالا يوسف زي، ستعتبر مقتل الرجل الذي أمر باغتيالها قبل 6 سنوات، هدية لها بعيد الفطر، لأن مقتله بهجمة شنتها عليه طائرة "درون" أميركية من دون طيار، كان عشية العيد يوم الخميس الماضي.
قضى القائد الطالباني "الملا فضل الله" بغارة تم تنسيقها مع القوات الأفغانية، واستهدفت إحدى قيادات حركته المسلحة في ولاية "كونار" بالشرق الأفغاني المجاور للحدود مع باكستان، وفقاً لما بثته الوكالات عن الرجل البالغ 44 سنة، والذي لم تصدر حركة طالبان أي تصريح بشأنه للآن.
قضى القائد الطالباني "الملا فضل الله" بغارة تم تنسيقها مع القوات الأفغانية، واستهدفت إحدى قيادات حركته المسلحة في ولاية "كونار" بالشرق الأفغاني المجاور للحدود مع باكستان، وفقاً لما بثته الوكالات عن الرجل البالغ 44 سنة، والذي لم تصدر حركة طالبان أي تصريح بشأنه للآن.
فضل الله الشهير بلقب "الملا راديو" لكثرة ما كان يبث خطبه وأحاديثه الغاضبة عبر إذاعة "صوت فالي" في باكستان، معروف بتطرفه وتبنيه العنف وفرض الشريعة بالقوة هناك، وقضى بالغارة بعد تأديته وبعض زملائه صلاة التراويح، دافعا ثمن ما اقترفه في 2014 أيضاً، وهو أمره بشن هجوم نفذه رجال طالبان بالرصاص، وقتلوا 132 تلميذاً في مدرسة يديرها الجيش بمدينة بيشاور.
أما عن ضحيته ملالا، فكان عمرها 15 سنة، حين هاجمت مجموعة من رجال طالبان المسلحين حافلة كانت تقلها في "وادي سوات" حيث كانت تقيم مع عائلتها، وناداها أحدهم باسمها ثم وجه مسدسه على رأسها وأطلق 3 رصاصات، أَصابت إحداها الجانب الأيسر من جبينها واخترقت تحت الجلد على طول وجهها، فبقيت فاقدة للوعي في الأسبوع الذي تَلا الهجوم، ثم تَحسنت حالتها حتى سمحوا بنقلها إلى مستشفى الملكة إليزابيث في مدينة "برمنغهام" بإنجلترا، حيث خضعت لإعادة تأهيل صحية شاملة، وبعد ما حدث بثلاثة أيام أطلق 50 رجل دين مسلم في باكستان فتوى تدين من حاولوا بسبب تلقيها التعليم في المدرسة، إلا أن حركة طالبان كررت التهديد بقتلها وبقتل والدها ضياء الدين، باعتباره المسؤول عن تعليمها في المدرسة.
وأثارت محاولة الاغتيال موجة دعم وطني وعالمي لملالا، وأصبحت "المراهقة الأكثر شهرة بالعالم". وقام مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم العالمي، جوردون براون، بإطلاق عَرِيضة في الأمم المتحدة باسم "أنا ملالا" تطالب بألا يُحرم أي طفل بالعالم من المدارس بحلول العام 2015 على الأكثر. أما ملالا فمنحوها في 2014 جائزة نوبل للسلام، وعاشت لترى الرجل الذي أمر بقتلها يقضي هو نفسه قتيلاً بطائرة "درون" من دون طيار.