نتائج أولية: انتخابات لبنان.. فوز تحالف أمل وحزب الله وتراجع لتياري عون والحريري

عربي دولي
نشر: 2018-05-07 09:54 آخر تحديث: 2018-05-07 09:54
ارشيفية
ارشيفية

يتجه حزب الله الى تكريس نفوذه في المعادلة السياسية في لبنان، بعد ظهور نتائج غير نهائية للانتخابات النيابية الأولى في البلاد منذ نحو عقد، أثبتت فوز كل لوائحه تقريبا، وتراجعا في عدد مقاعد كتلة رئيس الحكومة سعد الحريري.

وشارك نحو نصف الناخبين اللبنانيين الأحد في عملية الاقتراع لاختيار 128 نائباً، مع معدل اقتراع (49,2 في المئة) لم يلب تطلعات معظم الأحزاب التي توقعت أن ينعكس إقرار قانون يعتمد النظام النسبي تهافتاً على صناديق الاقتراع.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية كريم مفتي لوكالة فرانس برس "حزب الله في طريقه لأن يكون مؤثراً في عملية صنع القرار، ولكن ذلك سيعتمد أيضاً على التحالفات التي سينسجها أو يجددها".

ويتوقع ان تعلن وزارة الداخلية النتائج الرسمية في وقت لاحق الاثنين.

وبعد ساعات على إقفال صناديق الاقتراع الاحد، بدأت الماكينات الانتخابية التابعة للوائح بإصدار نتائجها التي أظهرت في مرحلة أولى احتفاظ الثنائي الشيعي الذي يضم حزب الله مع حركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، بالعدد نفسه تقريباً من المقاعد في البرلمان.


اقرأ أيضاً : اللبنانيون يترقبون نتائج الانتخابات البرلمانية


ولا توجد بعد أعداد نهائية لعدد المقاعد التي فاز بها حلفاء لحزب الله من طوائف أخرى، والتي قد تؤدي الى زيادة حجم كتلته.

واستناداً الى التوقعات ذاتها، يتجه كل من تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري والتيار الوطني الحر الذي ينتمي اليه الرئيس اللبناني ميشال عون الى خسارة مقاعد من حصتيهما الكبيرتين جداً في البرلمان المنتهية ولايته. وامتنع الطرفان بخلاف الكتل الأخرى عن اعلان نتائج مفصلة.

- "الصفعة الأكبر" -

وتصنف واشنطن حزب الله الذي يمتلك ترسانة كبيرة من السلاح ويقاتل جيش الاحتلال، على قائمة المنظمات الارهابية. كما تتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خمسة أعضاء من الحزب باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005.

ولطالما شكل سلاح الحزب الذي يحارب الى جانب قوات النظام في سوريا، مادة خلافية بين الفرقاء اللبنانيين. لكن الجدل حول سلاحه تراجع الى حد كبير قبل الانتخابات بفعل "التوافق السياسي" القائم حاليا.

وأوردت صحيفة "الأخبار" القريبة من حزب الله في مقالة افتتاحية بعنوان "الرابحون والخاسرون" الاثنين أن حزب الله وحركة أمل أظهرا "قدرة فائقة على تنظيم الصفوف بما يمنع تعرضهما لاي انتكاسة"، فيما "تلقى الحريري (وتيار المستقبل الذي يراسه) الصفعة الاكبر في تاريخه".

واعتبرت أن "خسارة الحريري" هي "العلامة الفارقة في هذه الانتخابات".

ويتوقع أن يخسر الحريري بعض المقاعد خصوصاً في معقليه في بيروت والشمال، لكن ذلك، وفق مفتي، "لن يهدد إعادة تكليفه رئيساً للحكومة".

ويرى محللون ان البرلمان اللبناني قد يشهد في المرحلة المقبلة ظهور توازنات او تحالفات جديدة.

- كتلة "متنقلة"-

وتأتي هذه الانتخابات وهي الاولى منذ العام 2009 استكمالاً لتسوية سياسية أتت بعون، حليف حزب الله، رئيساً للبلاد في تشرين الأول 2016، وبالحريري رئيساً للحكومة، بعد نحو سنتين من الفراغ الدستوري وشلل المؤسسات الرسمية.

ويحاول عون، منذ وصوله الى سدة الرئاسة، تقديم نفسه على انه على مسافة متساوية من كل الافرقاء.

وتدل النتائج الاولية على ان حجم كتلة عون ستتراجع لصالح تقدم حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه سمير جعجع. وكان الطرفان على طرفي نقيض منذ سنوات طويلة، لكن حصل تقارب بينهما ساهم في الاتيان بعون رئيسا. الا ان هذا التقارب لم يترجم في الانتخابات النيابية التي تنافسا فيها في كل المناطق.

ودفع قانون الانتخاب الجديد غالبية القوى السياسية الى نسج تحالفات خاصة بكل دائرة انتخابية حتى بين الخصوم بهدف تحقيق مكاسب أكبر. وفي معظم الأحيان، لم تجمع بين أعضاء اللائحة الواحدة برامج مشتركة أو رؤية سياسية واحدة، إنما مصالح آنية انتخابية، وهو ما قد يكون قد انعكس على ثقة الناخبين باللوائح.

وشكلت اللوائح المشتركة بين حزب الله وحركة امل الثابتة الوحيدة في التحالفات، بما يكرس الى حد بعيد احتكارهما للتمثيل الشيعي.

وسارع مناصرو الكتل الفائزة ليلا الى الاحتفال وتسيير مواكب سيارة في الشوارع ترفع الرايات الحزبية وصور المرشحين. كما تكررت ظاهرة إطلاق الرصاص ابتهاجاً في عدد من المناطق اللبنانية، خصوصا في شمال لبنان.

وتعبر فئات واسعة من اللبنانيين عن خيبة أمل من تكرار الوجوه ذاتها وخوض القوى التقليدية نفسها المعركة، علما انها لم تنجح على مدى عقود في تقديم حلول للانقسامات السياسية والمشاكل الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها لبنان.

لكن الانتخابات الاخيرة شهدت بروز تيار عريض من المجتمع المدني شارك في الانتخابات في مناطق عدة، ونجح في إيصال مرشحتين الى البرلمان هما الاعلاميتان بولا يعقوبيان وجومانا حداد، بحسب ما اعلنت ماكينة لوائح "كلنا وطني" التي تنتميان اليها. وتعتبر هذه النتيجة، ولو المحدودة، إنجازا.

أخبار ذات صلة

newsletter