طالب رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز المجتمع الدولي بمواصلة تقديم الدعم للأردن والالتزام بتعهداته لتمكينه من مواصلة القدرة على خدمة اللاجئين، والاستمرار بدوره المحوري، في منطقة الشرق الأوسط، والرامي الى احلال الامن والاستقرار فيها، ولمواصلة التصدي لمختلف قوى الارهاب والتطرف.
وأكد الفايز خلال المباحثات الرسمية، التي اجراها الخميس في المجلس، مع نظيره رئيس مجلس الاعيان الاسباني، بيوغارثيا اسكوديرو، الذي يقوم بزيارة الى الأردن، ضرورة أن يحمل المجتمع الدولي، مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والقانونية، والقيام بجهود جادة تعيد الاستقرار لسوريا، وتنهي معاناة الشعب السوري، وتمكن اللاجئين من العودة لوطنهم.
ودعا الاتحاد الأوروبي الى زيادة مساعداته الاقتصادية والمالية للأردن، لتمكينه من تجاوز تداعيات اللجوء السوري، ومواجهة تحدياته الاقتصادية التي اوجدتها الاوضاع الراهنة بالمنطقة .
وتناولت المباحثات الاوضاع الراهنة في المنطقة، ومحاربة الارهاب والتطرف، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الاردن واسبانيا، في مختلف المجالات، ولاسيما البرلمانية، والاقتصادية والسياحية والاستثمارية.
وعرض الفايز خلال المباحثات تداعيات الاوضاع الراهنة في المنطقة واثرها على الاردن، مبينا ان الاردن كان الاكثر تأثرا بتلك الأحداث، ولاسيما الازمة السورية، نظرا لما خلفته، من تداعيات اقتصادية، اثرت على حياة المواطنين المعيشية والاجتماعية، مضيفا "ورغم هذه الاحداث المؤلمة والمؤسفة، الا ان الاردن اليوم، قوي سياسيا، وامنيا، وهو قادر على حماية امنه، واستقراره، لكنه يواجه تحدي عدم القدرة، على مواصلة دوره الانساني، بخدمة مئات الالاف من اللاجئين السوريين على ارضه، بسبب ازمته الاقتصادية، وشح موارده، وبسبب تخلي المجتمع الدولي، عن تعهداته، والتزاماته بدعم الاردن، ولم نعد نسمع، الا الاشادة بدورنا، والتعاطف معنا" .
اقرأ أيضاً : مؤتمر بروكسل يجدد تأكيد دعم المجتمع الدولي السياسي والمالي للأردن
واضاف ان الاردن تحمل وحده اعباء اللجوء السوري، مشيرا الى "ان تكلفة استضافة اللاجئين السوريين منذ الازمة وحتى نهاية العام الماضي، تجاوزت عشرة مليارات و300 مليون دولار، بينما لم يقدم العالم مساعدات لبلدنا، الا ربع هذا المبلغ، الامر الذي ادى الى زيادة تحدياتنا الاقتصادية، وعجز الموازنة العامة، ورفع نسبة الدين العام، وارتفاع معدلات نسب الفقر والبطالة ".
وطالب المجتمع الدولي بمواصلة تقديم الدعم للاردن والالتزام بتعهداته لتمكينه من مواصلة القدرة على خدمة اللاجئين، والاستمرار بدوره المحوري، في منطقة الشرق الاوسط، والرامي الى احلال الامن والاستقرار فيها، ولمواصلة التصدي لمختلف قوى الارهاب والتطرف، مبينا ان الاكتفاء بعبارات الثناء والتقدير التي يسمعها الاردن، لم تعد تسعفه لمواصلة دوره الانساني تجاه اللاجئين، وان مساعدة الاردن ليس منة بل هو واجب نظير ما يقوم به من دور انساني كبير تجاه اللاجئين ، فالاردن لم يصنع الازمة السورية، فلماذا يتحمل نتائجها لوحده".
وثمن الفايز مواقف اسبانيا المساندة للاردن، ودعمها لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني، تجاه عملية السلام في المنطقة برفض جلالته لقرار الادارة الاميركية، باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، وتأكيد جلالته، ان القدس هي مفتاح السلام ، وان لا حل للقضية الفلسطينية، الا وفق قرارات الشرعية الدولية، وعلى اساس حل الدولتين.
وقال "ندعو الى زيادة هذا الدعم من قبل اسبانيا انطلاقا من علاقات البلدين القوية والوثيقة، ونامل بان يكون لاسبانيا دور اكبر داخل منظومة دول الاتحاد الاوروبي، من اجل دفعهم ، الى زيادة مساعداتهم الاقتصادية والمالية للاردن، على ان يوجه جزء منه بشكل مباشر، لدعم الخزينة لتمكينها من تقليص العجز الذي تعاني منه".
واكد الفايز اهمية تعزيز التعاون المشترك بين الاردن واسبانيا، بمختلف المجالات، اضافة الى اهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين الصديقين، والبناء عليها، وتوحيد المواقف البرلمانية في المحافل البرلمانية الدولية حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك .
من جانبه، اشاد اسكوديرو، بالمستوى الرفيع الذي وصلت اليه العلاقات الاسبانية الاردنية، ومدى التقدم والتطور الذي حققه الاردن في مختلف المجالات، مؤكدا اهتمام بلاده بتعزيز وتطوير علاقاتها مع الاردن، في مختلف المجالات ولاسيما وان الاردن شريك قوي من اجل اعادة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، والحرب على الارهاب.
وقال "ان الاردن معجزة بسبب ما يقوم به من اجل احلال السلام والاستقرار وما يقوم به تجاه العديد من القضايا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني"، مضيفا "اننا ندرك حجم التحديات التي تواجه الاردن، ونشعر بان ما يقدمه الاتحاد الاوروبي من مساعدات للاردن لا يتناسب مع حجم الدور الكبير الذي يقوم به، ولا يقارن مع الدعم الذي يقدم لبعض الدول المستضيفة للاجئين وهذا الامر ليس عادلا".
وبين انه "ادراكا منا في مجلس الاعيان الاسباني لدور الاردن المحوري في المنطقة، وادراكا لحجم التحديات التي تواجهه، وكثمرة لنتائج زيارة رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز في شهر تشرين الاول الماضي لاسبانيا، فقد قمنا بالطلب من الحكومة الاسبانية بزيادة مساعداتها للاردن وان تقوم ايضا بدعمه داخل منظومة الاتحاد الاوروبي، اضافة الى ان اللجان المختصة داخل مجلس الاعيان قامت باجراء الاتصالات اللازمة مع مؤسسات الاتحاد الاوروبي لدفعها من اجل زيادة المساعدات للاردن، وشرح طبيعة التحديات الاقتصادية التي تواجهه"، آملا بحصد نتائج هذه التحركات خلال الفترة المقبلة.
وجرى خلال المباحثات حوار موسع بين الجانبين الاردني والاسباني تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين والبلدين الصديقين، اضافة الى تأكيد اهمية انهاء الاوضاع الراهنة بالمنطقة وعودة الامن والاستقرار لها.