يستقبل الرئيس الأمريكي في واشنطن الثلاثاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في لقاء سيتيح لدونالد ترمب فرصة ادانة ايران مجددا امام ضيف مؤيد لهذا الخطاب والبحث في امكان الاستفادة من التغييرات الكبيرة التي يخطط لها الأمير الشاب في المملكة.
وبعد عشرة أشهر من آخر لقاء جرى وجها لوجه بين ترمب والأمير محمد في الرياض، يتوقع أن يعمق الرئيس البالغ من العمر 71 عاما العلاقة الدافئة أصلا والودية مع ولي العهد النافذ (35 عاما).
لكن من المتوقع أن يتطرقا كذلك إلى التطورات الرئيسية في السعودية على الصعيدين الداخلي والخارجي مثل رفع الحظر على قيادة النساء للسيارات في المملكة والاعتقالات غير المسبوقة التي طالت العشرات بينهم امراء ووُصفت بأنها حملة تطهير عالية المستوى ضد الفساد إلى جانب انخراط الرياض عسكريا في اليمن والأزمة مع قطر.
وفي مقابلة مع محطة "سي بي أس" التلفزيونية بُثّت مساء الأحد، دافع ولي العهد السعودي عن حملة التطهير هذه، وقال "ما فعلناه كان ضروريا للغاية. كل شيء تم وفقا للقوانين المطبقة".
ووفقًا لولي العهد، فإنّ هذه الحملة سمحت بـ"استرداد أكثر من 100 مليار دولار"، مشددا على ان "الهدف منها ليس المال، وإنما معاقبة الفاسدين الذين انخرطوا في صفقات فاسدة وإرسال إشارة واضحة بأن كل من يختار الفساد سيُحاسب".
ورأت لوري بلوتكين بوغاردت المحللة السابقة لدى وكالة الاستخبارات المركزية التي تعمل حاليا لدى "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط" أن "حجم التغييرات التي طرأت على السياسة السعودية الداخلية وفي المنطقة منذ اللقاء الأخير مدهش". وأضافت أن "العديد من هذه التغييرات طالت المصالح الأمنية الأمريكية".
وتعد القمة التي كانت الإدارة الأمريكية تأمل باستضافتها هذا العام مع دول مجلس التعاون الخليجي الست والتي قد يصعب تنظيمها مع استمرار الأزمة مع قطر، مثالا.
اقرأ أيضاً : محمد بن سلمان: اذا طورت ايران القنبلة الذرية فالسعودية ستقوم بالمثل
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في حزيران/يونيو الفائت بعدما اتهمت الدول الاربع الدوحة بدعم الارهاب والتقرب من ايران، وهو ما نفته الدوحة مرارا.
وفي الشهر ذاته، عين الملك سلمان نجله الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.
وكان الأمير أعلن في وقت سابق عن مبادرة عرفت باسم "رؤية 2030" الرامية إلى تنويع الاقتصاد السعودي والحد من اعتماده على النفط وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
ولتحقيق ذلك، تسعى الرياض إلى تسريع برنامجها للطاقة النووية للأغراض المدنية. ويتمثل هدفها في بناء 16 مفاعلا على مدى الأعوام العشرين المقبلة بكلفة نحو ثمانين مليار يورو (98 مليار دولار)، وفقا لمسؤولين ومحللين.
ومع سعي السعوديين إلى الحصول على التكنولوجيا اللازمة للمضي قدما بالمشروع الطموح، يتوقع أن يستخدموا المتنافسين المحتملين ضد بعضهم البعض مذكرين نظراءهم الأمريكيين بأن كلا من الصين وروسيا وفرنسا قادرة على توفير احتياجاتهم.
وقال مصدر قريب من حكومة المملكة "سيكون مستحيلا نظريا بالنسبة للحكومة السعودية القبول بشروط أقل من تلك التي منحها (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما للايرانيين -- وهو احتمال تخصيب (اليورانيوم) مستقبلا"، في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي تم توقيعه بين طهران وقوى العالم عام 2015.