استقبل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اليوم وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الذي نقل له رسالة شفهية من جلالة الملك عبدالله الثاني أكدت اعتزاز المملكة بعلاقاتها الراسخة مع اليابان والحرص على تطويرها في جميع المجالات وتثمينها الدور المتنامي لليابان في جهود تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما نقل وزير الخارجية لرئيس الوزراء الياباني تحيات رئيس الوزراء د. هاني الملقي وتأكيده العمل على البناء على النتائج الإيجابية لزيارته لطوكيو منتصف العام الماضي لزيادة التعاون بين المملكة واليابان.
وأكد آبي تثمين بلاده لدور جلالة الملك الأساسي في جهود تحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز قيم الاعتدال في المنطقة ولجهود الأردن لحل الأزمات الإقليمية وبناء السلام الشامل فيها. وشدد على تصميم بلاده توسعة التعاون مع المملكة على المستوى الثنائي وفي القضايا الإقليمية.
وشكر وزير الخارجية رئيس الوزراء الياباني على الدعم الذي تقدمه اليابان للمملكة في المجالات الاقتصادية والتنموية، وأشار إلى أهمية مبادراتها تعزيز الإستقرار الإقليمي، خصوصا مبادرة ممر السلام والازدهار التي يؤكد الأردن أهميتها ويدعمها.
واستعرض اللقاء المستجدات الإقليمية، وفي مقدمها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية والتحديات التي تواجه العملية السلمية، خصوصا في ضوء القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال.
وأكد آبي دعم بلاده لحل الصراع الفلسطيني مع الاحتلال على أساس حل الدولتين الذي شدد الصفدي على أنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم.
وكانت التطورات في القضية الفلسطنية في مقدم المواضيع التي بحثها الصفدي مع نظيره الياباني تارو كونو خلال لقاء بحثا فيه أيضا سبل تطوير العلاقات الثنائية والأزمة السورية والحرب على الاٍرهاب وقضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.
وأكد الصفدي وكونو أن البلدين سيستمران في العمل على توسعة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري. وشددا أيضا على أهمية التطور الذي يشهده التعاون الدفاعي والأمني، لافتين إلى التنسيق في إطار حوارات العقبة التي تستهدف إيجاد تنسيق وتعاون دولي أكبر وأشد فاعلية في مواجهة الإرهاب ضمن نهج شمولي.
وأكد الصفدي في تصريحات صحافية مشتركة مع كونو ضرورة تكاتف الجهود من أجل كسر الجمود في جهود تحقيق السلام والتقدم بثبات وضمن مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران 1967.
ووضع الصفدي نظيره الياباني في صورة جهود الوفد الوزاري العربي السداسي الذي شكلته الجامعة العربية للتواصل مع المجتمع الدولي للحد من تبعات قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال وحشد الدعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال الصفدي في التصريحات الصحافية إن الجامعة العربية كلفت الوفد الذي ترأسه المملكة بصفتها رئيس الدورة الحالية للقمة العربية ورئيس لجنة مبادرة السلام العربية التواصل مع المجتمع الدولي للحث على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ولإطلاق جهد فاعل لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، لافتا إلى أن لطوكيو دورا أساسيا في جهود تحقيق السلام ما يجعلها محطة رئيسة لا بد من التواصل معها ونقل وجهة النظر العربية لها.
وقال الصفدي في محادثاته مع نظيره الياباني إن السلام خيار استراتيجي عربي وإن تحقيق السلام الشامل والدائم شرطه تلبية حق الفلسطينيين في الحرية والدولة.
وحذر الصفدي من أن إجراءات الاحتلال الأحادية اللاشرعية تقوض حل الدولتين وتكرس بيئة اليأس التي يعتاش عليها التطرّف. كما حذّر من محاولات إسرائيل فرض حقائق جديدة على الأرض في القدس المحتلة.
وأكد على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في المقدسات الإسلامية والمسيحية التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني بصفته الوصي عليها.
وبين الصفدي أن القدس قضية من قضايا الوضع النهائي يحسم مصيرها بالتفاوض المباشر وفق قرارات الشرعية الدولية وأن القدس الشرقية أرضا محتلة يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية.
وثمن الصفدي دعم اليابان لحل الدولتين وتأكيدها على وضع القدس قضية من قضايا الوضع النهائي يحسم مصيرها بالتفاوض المباشر وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
من جانبه أكد كونو متانة علاقات التعاون والصداقة بين اليابان والأردن. وأكد استمرار التعاون والتنسيق مع المملكة من أجل تطوير العلاقات الثنائية والعمل لتحقيق السلام. وقال إن الأردن شريك مهم لليابان وركيزة لجهود تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
كما بحث الصفدي ونظيره الياباني التحديات التي تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وشكر وزير الخارجية كونو على الدعم الذي تقدمه اليابان لأنروا اذ أنها سابع أكبر داعم للوكالة، مؤكدا ضرورة استمرار المجتمع الدولي توفير المخصصات المالية اللازمة للوكالة لتمكينها من المضي في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين وفق تكليفها الأممي.
ودعا الصفدي كونو إلى المؤتمر الدولي الذي ستنظمه المملكة بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والسويد في الخامس عشر من الشهر الجاري في روما لحشد الدعم للأنروا.
كما بحث الوزيران المستجدات في الأزمة السورية حيث أكدا دعم جهود التوصل لحل سياسي على أساس قرار مجلس الأمن 2254 وعبر مسار جنيف.
وأكد الصفدي أن لا حل عسكريا للأزمة وشدد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2401 ووقف إطلاق النار فورا في الغوطة وإيصال المساعدات الانسانية لسكانها وتأمين العلاج للمصابين. وقال إن ما بجري في الغوطة كارثة إنسانية يجب أن تتوقف.
ووضع وزير الخارجية نظيره الياباني في صورة الجهد الأردني الأميركي الروسي الذي أدى إلى التوافق على إقامة منطقة خفض تصعيد في الجنوب السوري، والتي لا بد الآن من العمل على تثبيت الاستقرار فيها.
وقال إن المملكة ترى هذا الاتفاق جزءا من جهود أوسع لوقف القتال في كل أنحاء سوريا، وخطوةً نحو حل سياسي يقبله السوريون وينهي معاناتهم ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها واستقلاليتها على أساس القرار 2254 وعبر مسار جنيف. وأكد أن التوصل إلى الحل السياسي في سوريا يتطلب توافقا أميركيا روسيا.
وبحث الوزيران أيضا المستجدات في الحرب على الإرهاب وأكدا استمرار التعاون في إطار الجهد الدولي للتصدي لهذه الآفة التي تشكل خطرا مشتركا.
كما وضع كونو الصفدي في صورة المستجدات المرتبطة بالملف النووي الكوري الشمالي وتعامل المجتمع الدولي معه.
وخلال زيارته إلى اليابان التقى وزير الخارجية نائب كبير أمناء مجلس الوزراء ياسوتوشي نيشيمورا في اجتماع بحث آليات تفعيل التعاون الثنائي والأوضاع الإقليمية.
كما التقى وزير الخارجية رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اليابانية الاردنية وأعضاءها وبحث معهم العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، إضافة الى المستجدات الإقليمية.
وأكد رئيس اللجنة كازونوري تناكا وأعضاء اللجنة سعادتهم بما تشهده العلاقات الأردنية اليابانية من تطور مستمر ودعمهم لكل الخطوات التي تستهدف فتح آفاق أوسع للتعاون في جميع المجالات.