أشارت دراسة أمريكية حديثة، إلى أن طيفا بعيدا من الأشعة فوق البنفسجية، يمكن أن تسهم بشكل فاعل في قتل فيروسات الإنفلونزا المحمولة جوا، وأبرزها الإنفلونزا الموسمية، دون أن يسبب ضررا لجسم الإنسان.
والأشعة فوق البنفسجية، هي موجة كهرومغناطيسية ذات طول موجي أقصر من الضوء المرئي، وسميت فوق البنفسجية لأن طول موجة اللون البنفسجي هي الأقصر بين ألوان الطيف، وطول موجاتها يبدأ من 10 إلى 400 نانومتر.
وتنبعث هذه الأشعة من أشعة الشمس، كما أن هناك أجهزة ومصابيح تنتج تلك الأشعة، ولها استخدامات طبية، منها تعقيم الأدوات الطبية.
وقد عرف العلماء على مدى عقود مضت، أن ضوء الأشعة الشديد فوق البنفسجية الذي يراوح طول موجاته بين 200 إلى 400 نانومتر، فاعل جدا في قتل البكتيريا والفيروسات، عن طريق تدمير الروابط الجزيئية التي تحمل الحمض النووي للفيروسات.
اقرأ أيضاً : بعد 100 عام من وباء إنفلونزا 1918.. كيف نتعلم منه اليوم؟
لكن قائد فريق البحث الدكتور ديفيد برينر قال: "لسوء الحظ، فإن الأشعة فوق البنفسجية القوية المضادة للجراثيم تمثل خطرا على صحة الإنسان، ويمكن أن تؤدي إلى سرطان الجلد وإعتام عدسة العين، ما يمنع استخدامها في الأماكن العامة لقتل الفيروسات".
وأجرى فريق البحث تجربة باستخدام مصابيع تنتج أشعة فوق بنفسجية بموجات منخفضة بلغت 222 نانومترا، واكتشفوا أن هذا الطيف البعيد يمكن أن يقتل الميكروبات والفيروسات دون الإضرار بأنسجة الجسم المختلفة.
وأشار إلى أن الطيف البعيد للأشعة فوق البنفسجية لا يخترق طبقة الخلايا الخارجية من الجلد البشري أو الطبقة المسيلة للدموع في العين، لذلك ليس خطرا على صحة الإنسان، ولكن لأن الفيروسات والبكتيريا هي أصغر بكثير من الخلايا البشرية، فإن ضوء الأشعة فوق البنفسجية البعيدة يصل إلى الحمض النووي ويقتلها.
ونوه بأن نتائج الدراسة تفيد بأن الطيف البعيد من الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يوفر حاجزا قويا ضد أوبئة الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الإنفلونزا في المستشفيات ومكاتب الأطباء والمدارس والمطارات والطائرات والأماكن العامة الأخرى.
وأضاف الدكتور برينر: "إذا تأكدت نتائجنا عبر بحوث أخرى، فإن استخدام ضوء منخفض من الأشعة فوق البنفسجية في الأماكن العامة، سيكون وسيلة آمنة وفاعلة للحد من انتقال وانتشار الأمراض الميكروبية المحمولة جوا، مثل الإنفلونزا والسل.
وكانت دراسة أمريكية سابقة، كشفت أن ما يصل إلى 646 ألف شخص يموتون حول العالم سنويا، بسبب الإنفلونزا الموسمية التي تنشط في فصل الشتاء.