بنس يختتم زيارته إلى الشرق الأوسط

عربي دولي
نشر: 2018-01-23 15:06 آخر تحديث: 2018-01-23 15:06
الرئيس الأمريكي مايك بنس
الرئيس الأمريكي مايك بنس

اختتم نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الثلاثاء أول جولة له في الشرق الأوسط بزيارة إلى حائط المبكى (البراق) في القدس، في زيارة قاطعها الفلسطينيون بشكل تام بعد قرار واشنطن الشهر الماضي الاعتراف بمدينة القدس عاصمة للاحتلال.

ونفذ الفلسطينيون الثلاثاء إضرابا عاماً في الضفة الغربية المحتلة للاحتجاج على زيارة بنس والتنديد بالانحياز التام للاحتلال الذي تنتهجه إدارة ترمب، واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال بالقرب من الحواجز العسكرية والمستوطنات.

وعند أحد مداخل مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، قام مئات من الفلسطينيين بإلقاء الحجارة على جنود الاحتلال الذين ردوا باستخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المتظاهرين.

وبينما التزمت مدن رام الله والخليل ونابلس في الضفة الغربية المحتلة بالأضراب العام، فإنه نفذ جزئيا في قطاع غزة المحاصر من قبل سلطات الاحتلال منذ عشر سنوات.

ولم تلتزم القدس الشرقية بالإضراب صباح الثلاثاء.

وزار بنس أيضا نصب "ياد فاشيم" لضحايا المحرقة ابان الحرب العالمية الثانية.

وفي يومه الاخير، اكد بنس المسيحي الانجيلي المتشدد خلال لقائه رئيس بحكومة الاحتلال رؤوفين ريفلين انه يعتقد ان الاعتراف بمدينة القدس عاصمة للدولة العبرية "سيفسح الفرصة أمام التقدم في مفاوضات ذات معنى لتحقيق سلام دائم وانهاء الصراع المستمر منذ عقود".

ورد ريفلين باللغة العربية قائلا "ان شاء الله".

- "شرف عظيم" -

وقام بنس بعد ظهر الثلاثاء بزيارة حائط المبكى (البراق)، في القدس الشرقية المحتلة، وارتدى قلنسوة سوداء تقليدية على رأسه. وقام بوضع قطعة من الورق داخل احد فتحات الحائط، امتثالا للتقليد المعتمد في الموقع.

وزار بنس وزوجته كارين الموقع منفصلين كما جرت العادة.

وكتب بنس على دفتر الزوار "انه لشرف عظيم ان أصلي هنا في هذا الموقع المقدس. بارك الله الشعب اليهودي وبارك الله دولة الاحتلال على مدى الدهر".

ويعتبر اليهود حائط المبكى الواقع أسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد وهو أقدس الاماكن لديهم.

والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

وكان بنس ألقى الاثنين خطابا امام برلمان الاحتلال تعهد فيه بنقل السفارة الأمريكية الى القدس قبل نهاية عام 2019.

ورحبت صحيفة العبرية هايوم المجانية والمقربة من نتانياهو بخطاب بنس أمام الكنيست ووصفته بانه "تاريخي والأكثر ودية تجاه دولة الاحتلال".

ووسط التصفيق قال بنس ان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قام الشهر الماضي "بتصحيح خطأ عمره 70 عاما. ووفى بوعده للشعب الأمريكي (...) القدس عاصمة للاحتلال، ولهذا وجه الرئيس ترمب تعليماته لوزارة الخارجية للبدء فورا بالتحضيرات لنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس".

وقبل لحظات من بدء خطابه، طرد النواب العرب من القائمة العربية المشتركة بعد احتجاجهم ورفع بعضهم لافتات تقول "القدس عاصمة فلسطين"، وسط تصفيق نواب الاحتلال ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

والقدس في صلب النزاع بين الاحتلال والفلسطينيين الذين يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة في حين اعلنت دولة الاحتلال القدس المحتلة منذ 1967 "عاصمة أبدية" لها في 1980.

- هدية للمتطرفين -

ودعا بنس في خطابه القيادة الفلسطينية الى العودة الى طاولة المفاوضات، علما ان الفلسطينيين أعلنوا بعد قرار ترمب رفضهم للوساطة الأمريكية في عملية السلام.

وانتقد امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات خطاب بنس بقوله ان "خطاب بنس التبشيري هو هدية للمتطرفين، ويثبت ان الإدارة الأميركية جزء من المشكلة بدلا من الحل".

وأضاف ان رسالة نائب الرئيس الأمريكي "واضحة: قوموا بخرق القانون والقرارات الدولية وستقوم الولايات المتحدة بمكافأتكم".

ووصف وزير الخارجية رياض المالكي الخطاب بأنه "منحاز بالمطلق للاحتلال".

وقال المالكي في حديث مع اذاعة صوت فلسطين ان "الرعاية الأميركية للعملية السياسية انتهت، وأصبحت جزءا من الماضي".

وشهدت العلاقات الفلسطينية الأمريكية توترا شديدا بعد قرار ترمب في 6 كانون الأول/ديسمبر والذي انهى عقوداً من الدبلوماسية الأمريكية المتريثة، ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاء بنس.

وأثار قرار ترمب سلسلة تظاهرات احتجاجية ومواجهات في الأراضي الفلسطينية تسببت بمقتل 18 فلسطينيا. كما قتل مستوطن خلال هذه الفترة من دون ان يتضح ان كان لمقتله علاقة بالاحتجاج على الموقف الأمريكي.

ويندر ان يزور مسؤول امريكي كبير المنطقة دون ان يلتقي الفلسطينيين.

وفي بروكسل، دعا عباس الى الاعتراف بدولة فلسطين قائلا ان "أوروبا شريك حقيقي للسلام في المنطقة، ونطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين سريعا".

وأضاف ان "الاعتراف لن يكون عقبة في طريق المفاوضات للوصول الى سلام".

ومحادثات السلام بين الفلسطينيين والاحتلال متوقفة منذ عام 2014.

ومن جهته، قال اسماعيل هنية رئيس المكتب حركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، في خطاب الثلاثاء ان زيارة بنس "غير مرحب بها" مؤكدا ان "أمريكا في موقع التحالف مع الاحتلال ولم تكن أصلا وسيطا نزيها لما يسمى بعملية السلام".

وأشار هنية الى ان حديث بنس عن نقل سفارة بلاده للقدس يأتي في سياق "تصفية القضية الفلسطينية" و"تسخير المنطقة خدمة للاحتلال".

أخبار ذات صلة

newsletter