الأونروا: ندعو العالم لدعمنا

فلسطين
نشر: 2018-01-17 05:38 آخر تحديث: 2018-01-17 05:38
ارشيفية
ارشيفية

قال المفوض العام للأونروا بيير كرينبول إن خفض المساهمة الأميركية "يهدد أحد أنجح مساعي التنمية البشرية والابتكار في الشرق الأوسط".

وأضاف: "ليست هذه المرة الأولى للأونروا في تاريخها الحافل بالفخر والذي تواجه فيها تحديًا كبيرًا في التمسك بتفويضها والدفاع عنه فهو يمثل تعبيرًا عن إرادة المجتمع الدولي وحفاظًا على الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية للاجئي فلسطين".

وأشار كرينبول إلى أن أمريكا أعلنت عن مساهمة تبلغ 60 مليون دولار لدعم جهودنا للإبقاء على أبواب مدارسنا مفتوحة ومراكزنا الصحية فعالة، ولإستمرارية عمل أنظمة توزيع المواد الغذائية والنقدية الطارئة لصالح أكثر فئات اللاجئين ضعفا في العالم.

وأكمل: "ومع أن هذه المساهمة مهمة، إلا أنها دون مستوى المساهمات السابقة وبفارق كبير. إذ بلغ إجمالي المساهمات الأمريكية للعام 2017 ما يزيد عن 350 مليون دولار".

وذكر كرينبول أنه ومنذ باشرت "أونروا" عملياتها في شهر أيار من عام 1950، ساندت جميع الإدارات الأمريكية منذ عهد الرئيس ترومان وصاعدا وكالتنا وقدمت لها دعما قوياً وسخياً ومتواصلاً.

وبين أن "الولايات المتحدة كانت على الدوام أكبر الجهات المانحة الفردية لأونروا ولهذا فإننا نشكر الشعب الأمريكي والعديد من صناع القرار الأمريكيين سواء الرؤساء أو أعضاء الكونغرس أو والدبلوماسيين أو موظفي الحكومة لتجسيدهم الالتزام بمساعدة الأفراد الأكثر ضعفا من خلال أونروا".

وقال المسؤول بأونروا بإن "تمويل أونروا أو أية منظمة إنسانية اخرى هو قرار سيادي لأي دولة عضو في الأمم المتحدة. وفي ذات الوقت ونظرًا للعلاقة التاريخية الطويلة والقوية بين الولايات المتحدة الأمريكية والأونروا، فإن هذه المساهمة المقلصة تهدد إحدى أكثر المساعي نجاعة وإبداعاً في مجال التنمية البشرية في منطقة الشرق الأوسط".

ونبه إلى أن "حصول 525،000 طالب وطالبة في 700 مدرسة للأونروا على التعليم ومستقبلهم يواجه خطرا. ويدخل في دائرة ألخطر أيضاً كرامة وأمان الملايين من لاجئي فلسطين والذين هم بحاجةٍ للمساعدات الغذائية الطارئة وأشكال الدعم الأخرى في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة ناهيكم عن المخاطر المتعلقة بحصول اللاجئين على الرعاية الصحية الأولية بما في ذلك الرعاية لما قبل الولادة والخدمات الأخرى المنقذة للحياة. إن حقوق وكرامة مجتمع بأكمله في خطر".

وقال كرينبول إن "هذه المساهمة المقلصة ستؤثر أيضا على الأمن الإقليمي في وقت يشهد العديد من المخاطر والتهديدات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة ذلك الخطر المتمثل في إزدياد التطرف".

وتابع: "علاوة على ذلك، فلطالما أشادت الحكومة الأمريكية بعملنا الذي يتسم بالشفافية والمساءلة والفعالية في إحداث الأثر المرغوب. وهذا ما تم التأكيد عليه مراراً وتكراراً خلال زيارتي الآخيرة إلى واشنطن في تشرين الثاني 2017 عندما عبر كبار المسؤولين الأمريكيين عن احترامهم لدور الأونروا ولإدارتها القوية لعملياتها".

ودعا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاتخاذ موقفٍ والإنضمام للأونروا في رسالتها للاجئي فلسطين بأن حقوقهم ومستقبلهم تحظى بقدر كبير من الأهمية.

وطالب الشركاء من الدول المضيفة والمانحين إلى الالتفاف تأييدًا للوكالة والإنضمام لها في خلق مبادرات وتحالفات تمويل جديدة لضمان أن يستمر الطلاب من اللاجئين الفلسطينيين بالحصول على التعليم في مدارسنا والحفاظ على كرامة لاجئي فلسطين وأطفالهم وعائلاتهم من خلال جميع خدماتنا.

كما جدد دعوته لجميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة في كل مكان في العالمـ إذ تتجلى الشراكة والتضامن مع لاجئي فلسطين للانضمام لنا والاستجابة لهذه الأزمة عبر (#تبرع_للأونروا) لضمان أن يتمكن الأولاد والبنات من لاجئي فلسطين من الاستمرار أقوياء.

كما دعت لإطلاق حملة تبرعات عالمية خلال الأيام القليلة القادمة لتشكل تمثيلًا وإطارًا للالتزام الشامل في الحفاظ على مدارسنا وعياداتنا مفتوحة خلال العام 2018 وما بعده.

وخاطب كرينبول جميع اللاجئين الفلسطينيين في كافة أقاليم العمليات، قائلًا: "نعمل بتصميم مطلق لضمان استمرارية خدمات أونروا".


اقرأ أيضاً : أمريكا تقدم 60 مليون دولار للفلسطينيين وتعلق 65 مليونا أخرى


ونبه إلى أن "أبواب المدارس ستبقى مفتوحة حتى تتمكنون من الحصول على التعليم الذي تقدرونه عاليا ولتكونوا على ثقة بأنكم تمتلكون مستقبلكم".

 وأشار كرينبول إلى جميع المرضى في عياداتنا والمنتفعين من الخدمات الاجتماعية والإغاثية ومن برنامج التمويل الصغير وكافة أشكال الدعم الأخرى أقول بأنكم ستتلقون الرعاية والمساعدة التي هي من حقكم.

وخاطب 30،000 من موظفي أونروا الدائمين والمتمرسين من الأطباء والممرضين والممرضات ومدراء المدارس والمعلمين والمعلمات وموظفي الحراسة وعمال النظافة وموظفي الدعم النفسي والاجتماعي وموظفي الإدارة ووحدات الدعم، أقول لهم بأن يستمروا بالعمل من مواقعهم لخدمة المجتمع بنفس العزيمة التي طالما ميزتهم وبنفس الإصرار.

وقال: "هذه لحظة للتلاحم الداخلي والتضامن فيما بيننا. هذه أوقات صعبة ولكننا سنبذل كل ما في وسعنا وطاقتنا لحمايتكم".

واستطرد: "الحالة التي يعيشها العالم وأوضاع لاجئي فلسطين حساسة للغاية وعلى قدرٍ من الأهمية لا تسمح لنا بأن ننغمس في السخرية والتشاؤم أو اليأس. إن أونروا تمثل الأمل واحترام الحقوق والكرامة. عندما تصعب الأمور، فإن تصميمنا سيزداد بالمقابل".

وأكمل قائلاً: "عندما يبدو أن الطريق مجهولة فعلينا أن نسخر كل طاقاتنا للبحث عن مسارات جديدة. وحتى عندما تصبح بعض الأمور المسلَّم بها غير مؤكدة، فإننا ننظر إلى الأفق ونبحث عن حلول مختلفة".

وقال كرينبول: "هنا أود الإشارة إلى المسؤولية العميقة التي يتولاها المجتمع الدولي لجميع الدول لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين حتى يتجذر السلام وحتى إيجاد حل عادل ودائم لمحنتهم ليتمكن الشرق الأوسط من وضع هذا النزاع القاسي خلفه نهائيا".

من جانبه أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه لا يعلم بأي خفض للمساعدات لكنه "قلق للغاية" بشأن هذه الاحتمالية لأن تمويل الوكالة "عامل مهم من عوامل الاستقرار".

وكانت الولايات المتحدة جمدت 65 مليون دولار من مخصصات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وكان من المقرر أن تقدم واشنطن 125 مليون دولار للوكالة، لكنها اكتفت بتقديم 60 منها، مقابل تجميد الباقي.

وقال مسؤول أميركي إن "أونروا بحاجة لإعادة تقييم جذري للطريقة التي تعمل وتمول بها". يأتي هذا بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقطع التمويل عن الوكالة.

من جهتها قالت وزارة الخارجية الأميركية إن قرار بلادها حجب نحو نصف المساعدات التي تمنحها للفلسطينيين من خلال (أونروا) لا يهدف إلى معاقبة أحد لكنه يرجع إلى رغبة أمريكية في إجراء إصلاحات بالوكالة.

وأكدت هيذر ناورت المتحدثة باسم الوزارة في بيان "هذا لا يهدف إلى معاقبة" أحد.

وقال مسؤول أميركي في وقت سابق إن الولايات المتحدة قررت تقديم 60 مليون دولار مساعدات للفلسطينيين من خلال أونروا لكنها ستعلق 65 مليون دولار أخرى "للنظر فيها مستقبلا".

أخبار ذات صلة

newsletter