تتابع إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) منذ مدة ولادة جزيرة بركانية جديدة في المحيط الهادي، لتصبح أول جزيرة تظهر في عصر الأقمار الاصطناعية الحديثة على أمل أن توفر للعلماء مختبرًا طبيعيًا لمتابعة تغيرات جيولوجية نادرًا ما تُشاهد، وقد تستخدم لبناء نموذج لتضاريس المريخ الغامضة.
وعرضت ناسا عمليات رصد عالية الدقة للقمر الاصطناعي البصري والراداري في الاجتماع الخريفي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في نيو أورليانز أول أمس الاثنين.
وظهرت الجزيرة الجديدة، وهي هونغا تونغا، نتيجة انفجار عنيف تحت الماء في أواخر كانون الأول لعام 2014، وتوقع العلماء أن تستمر الجزيرة بضعة أشهر فقط، لكنهم الآن يعتقدون أنها قد تستمر حتى 30 عاما.
وتختفي معظم الجزر البركانية بسرعة بعد تعرضها المستمر لأمواج البحر، وهذه الجزيرة هي إحدى ثلاث جزر في الـ150 سنة الماضية التي استمرت إلى ما بعد مرحلة ظهورها الأولى، وأول جزيرة ترصدها الأقمار الاصطناعية الحديثة.
وآخر جزيرة ما تزال صامدة أمام موجات المحيط العاتية هي "سورتسي"، قبالة ساحل أيسلندا، التي ظهرت في عام 1963، ولا تزال موجودة إلى اليوم.
وقال كبير العلماء في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في غرينبلت بولاية ميريلاند، جيم غارفن، في بيان صحفي إن اهتمامهم بهذه الجزيرة منصب على "حساب مقدار تغير المشهد ثلاثي الأبعاد مع مرور الوقت، خاصة حجمه، الذي تم قياسه عدة مرات فقط في جزر أخرى مماثلة، وهي الخطوة الأولى لفهم معدلات التعرية وعملياتها، ولتحديد سبب استمرارها لفترة أطول مما توقعه معظم الناس".
ويعتقد الباحثون أن مشاهدة تضاريس جديدة تتطور هنا على الأرض يمكن أن يساعد العلماء في تفسير أدلة المريخ بصورة أفضل، ويقول غارفن "إن كل ما نتعلمه حول ما نراه على المريخ يستند إلى تجربة تفسير ظواهر الأرض".
وقد أسيء فهم بيانات الأقمار الاصطناعية من المريخ في الماضي، ففي عام 2015 أعلنت ناسا اكتشاف مياه جارية على سطح المريخ، وفي وقت سابق من هذا العام أظهر علماء من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن هذه المياه كانت عبارة عن منحدرات من الغبار والرمال.
إقرأ أيضاً: ناسا تعتزم إرسال مسبار جديد في مهمة إلى المريخ عام 2020
وجزيرة هونغا-تونغا تعتبر من الجزر قيمة؛ لأن معالمها البركانية تعكس تلك الموجودة على المريخ، وفرصة مشاهدتها تتطور وتتغير اذ انها تعتبر "غير مسبوقة" وفقا للبيان الصحفي، كما أنها تفيد في دراسة ماضي المريخ إذا تبين أن له تاريخًا من المحيطات البركانية التي يمكن أن تؤوي الأحياء.