قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة إن الإدارة الأمريكية "ابدت احترامها للوضع التاريخي القائم في القدس، لكننا نرى أن القرار الذي اتخذه الرئيس الامريكي دونالد ترمب خطوة في الاتجاه الخاطىء".
وفي التفاصيل، اعتبر المومني في حديث لفضائية العربية مساء الإثنين، أن هذا الاعلان شكل ضربة مباشرة لكل الجهود التي تسعى الى الدفع بالعملية السلمية.
وبين أن القرار الأمريكي مرفوض وباطل ومنعدم للأثر القانوني ومخالف للشرعية الدولية التي تتحدث عن مفاوضات، وأنه لا بد أن يكون هنالك دفع للعملية السلمية، ولكن الاعلان لا يؤشر على نية أو جهود بهذا الاتجاه.
وفي رده على سؤال حول اعلان أمريكا بأن القرار يدفع بالعملية السلمية وأنها ستتقدم بخطة للسلام ستعلنها بداية العام المقبل، اجاب المومني " أحد أهم أسباب نجاح هذه الخطة إن كانت الإدارة الأمريكية تنوي طرح خطة للسلام هو عدم استبقاها – أي الولايات المتحدة - بشكل احادي بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال".
واوضح أن قرار الولايات المتحدة ليس فقط خرق القانون الدولي والشرعية الدولية، لكنه اضعف معسكر السلام ودول الاعتدال والدول التي لطالما تحدثت بشكل مستمر أمام رأيها العام وأمام المنابر الدولية بأنها مؤمنة بالسلام وبحل الدولتين.
واشار المومني إلى أن القمة العربية التي عقدت في شهر آذار الماضي تحدثت وارسلت رسالة استراتيجية لكل العالم باننا ننشد السلام، ولكن القرار الامريكي يضعف المحاولة بدفع زخم العملية السلمية.
وبين ان الجهود مستمرة للضغط ضد القرار، فقد بدأت التصريحات السياسية والاعلامية وجلالة الملك تحدث مع عدد من الزعماء العرب والعالم، واشار الى خطورة القرار والاعلان وأثره على الامن والاستقرار الإقليمي.
وأوضح أن هنالك فعاليات نيابية وشعبية جرت في الاردن، وزاد الوزير " هكذا تبدأ الدول بمواجهة قرارات الدول الأخرى من خلال الحديث علناً، ونحن تحدثنا بشكل علني وواضح برفض القرار واسباب رفضنا له ونحن نعمل على ترجمة الرفض بشكل عملي وعلى كل الصعد".
واضاف المومني أن الاردن مستمر بالتواصل مع امريكا لشرح تداعيات القرار وقناعتنا بشأنه، وبين " كما نتواصل مع عدد من عواصم العالم، وهنالك قمة إسلامية ستعقد في تركيا وقد جرى تنسيق مع الرئيس التركي اردوغان من أجل ارسال رسالة واضحة وقوية لكل اقطار العالم حول خطورة الاعلان فهو يعتارض مع القانون الدولي وكيف انه اضعف كل القوى التي تدفع باتجاه السلام.
واشار إلى أن القرار الامريكي شكل مادة لكل القوى المتطرفة لكي تستخدمها من أجل تأجيج مشاعر اليأس والإحباط التي منها يخرج العنف.
واوضح المومني أن الأردن معني بشكل مباشر بأن يوضح للادارة الأمريكية تفاصيل القناعة الأردنية حول تداعيات القرار، وقال " نحن مستمرون بفعل ذلك لان القرار، وكنا قد فعلنا ذلك في السابق ولا زلنا لانه قرار لا يصب في العملية السلمية ويشكل خرقا للقانون الدولي".
وزاد المومني " ولا بد أن نتحدث بشكل صريح مع الولايات المتحدة حول القرار وتداعياته وآثاره الذي ليس في صالح الأمن والاستقرار الإقليمي ولا في صالح امريكا في الإقليم".
وحول دور الاردن في القدس وإن كان هنالك خطورة بعد هذا القرار، بين الوزير "مستمرون في دورنا برعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وتحدثنا على مختلف المنابر عن رمزية القدس وأهميتها وضرورة الابقاء على الوضع القانوني القائم".
واشار الى أن امريكا ابدت احترامها للوضع التاريخي ولن يكون تغيير عليه، لكننا نرى أن القرار خطوة في الاتجاه الخاطىء تماماً نحو تسوية سلمية شاملة تتعامل مع أوضاع الحل النهائي كافة بما فيها القدس.
وأضاف " نحن مع تسوية سلمية شاملة تتعامل مع كافة قضايا الوضع النهائي بالاستناد الى قرارات الشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية، وأهم هذه القضايا (قضايا الوضع النهائي) هو القدس وعروبتها وكيف أن القدس الشرقية أراضٍ محتلة بموجب القانون الدولي.
وتساءل " فكيف لامريكا الراعية والحامية لمنظومة العلاقات الدولية أن تقوم بما يتعارض مع المنظومة العلاقات الدولية والقانون الدولي الذي يقول إن القدس الشرقية ارض محتلة ولا يجب بأي حال من الأحوال أن يتخذ قرار بشأنها قبل انهاء المفاوضات حولها وعمل تسوية".