الأمير الحسن يدعو لمصالحة عيش وتعايش: السلام لن يدوم إن لم يكن بين الشعوب

الأردن
نشر: 2017-12-02 12:59 آخر تحديث: 2017-12-26 13:46
الأمير الحسن بن طلال
 الأمير الحسن بن طلال

دعا سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية إلى الانتقال من ثقافة الحرب إلى ثقافة السلام عبر بناء الاحترام والفهم بين الشعوب وتعزيز التعددية والتنوع وقبول الآخر.

وقال سموه، خلال محاضرة ألقاها في معهد وولف في المملكة المتحدة بعنوان "نحو مستقبل مشرق: ما بعد النزاعات"، إن التحدي الذي يواجهنا اليوم هو كيفية بناء السلام وتعزيز التنمية في عالم سريع التغير.

وأكد سموه أهمية بناء شراكات إنسانية في ظل ما نواجهه اليوم من تحديات لا يمكن التصدي لها إلا عبر العمل القائم على الإنسانية وتعزيز أخلاقيات التضامن الإنساني؛ وإيجاد ثقافة المشاركة وثقافة السلام؛ والحوار ووضع الرفاه البشري في صميم صنع السياسات على الصعيدين الوطني والدولي.

ودعا سموه ممثلي القيادات الدينية إلى ممارسة مسؤوليتهم تجاه نهضة إنسانيتنا الجماعية، لأن التجربة الإنسانية هي التي تشترك فيها الطوائف الدينية جمعاء؛ مؤكدا الحاجة للعمل معا على بناء عالم يتجاوز التمييز، ويكون لكل فرد فيه الحق في أن يتطور دون أي تحيّز أو تعصّب من أي نوع.

وأشار إلى أن النهضة العربية تجاوزت الخطوط الطائفية حيث شملت المساواة والمواطنة للجميع، وجاءت من أجل تحقيق حلم توحيد العرب في كيان تعددي لهوية عربية موحدة، مؤكدا أن مشاركة الأردن في التوصل إلى حلٍّ عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة أمر ضروري وملح في الوقت الراهن.

وأضاف سموه، "عند الحديث عن السلام فإن هذا السلام لن يدوم إن لم يكن بين الشعوب، وأن ما تحتاجه المنطقة ليس حلاً سريعاً، وإنما عملية تستند إلى المصالحة وتعلم كيفية العيش والتعايش السلمي بين شعوبها، ويقتضي ذلك إعادة النظر في مفهوم الأمن ليتجاوز تعريفه العسكري إلى المفهوم الاجتماعي والاقتصادي أيضا".

وأكد ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي ومواجهة تحديات عجز المياه وضعف مصادر الطاقة الطبيعية حيث لا يمكن لدولة في منطقتنا حل مشاكلها منفردة، مضيفا أن التغييرات الاقتصادية والسياسية إذا أُجريت دون التركيز على الثقافة الإنسانية وبخاصة تعزيز كرامة الإنسان واحترامه لذاته، فإنها لن تتمكن من تحقيق الهدف المنشود من تحسين حياة الناس وتحقيق الرفاه والتنمية.

وأشار مدير معهد وولف الدكتور إدوارد كيسلر بجهود سمو الأمير الحسن خاصة في مجال الحوار بين أتباع الديانات والبحث عن القيم المشتركة بين الأديان السماوية ما يؤدي إلى التقليل من النزاعات وبناء الثقة ويساعد في بناء مستقبل أكثر إشراقا من الحاضر. وتحدث عميد كلية ماجدلين في جامعة كيمبريدج، الدكتور روان ويليامز، عن الحاجة إلى بناء سلام حقيقي بين الشعوب يسبقه جهود لبناء الثقة بينها حيث أن الحاجة لها أصبحت ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى. --(بترا) اح/س ق

أخبار ذات صلة

newsletter